محمد القيسي الشاعر الغنائي الجوال رحل عن 59 سنة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 01:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2003, 09:43 AM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد القيسي الشاعر الغنائي الجوال رحل عن 59 سنة (Re: nassar elhaj)

    أصدقائي الذين قاسموني فجيعة رحيله
    -:محمد علي شمس الدين قال عنه في السفير اللبنانية

    -----------------------------------------------------------------
    محمد القيسي والأرابسك الشعري

    محمد علي شمس الدين



    لم يكن مظهر محمد القيسي، الشاعر الفلسطيني الأردني القلِق على رياح كثيرة
    بين عمّان ولندن، لينمّ عن جوهره. وحتّى حين مات وأغمض جفنيه الى الأبد، وهو مسجّى أخيرا في أحد مستشفيات عمّان بعد مروره في غيبوبة لأسابيع، كانت ملامح وجهه تدلّ على غجري أسمر أحرقت ملامحه الشمس بشاربين معقوفين الى أسفل، وشعر خطه الشيب قليلا لكنه بقي كثيفا ومتطايرا، وحاجبين كثيفين، وقسمات تدلّ على القسوة.. لكن صوت محمد القيسي حين يتكلم، كان ناعما رقيقا، تحسبه يطلع من روح ناحلة محبوسة في هيكل فظّ... روح ناحلة كأنين. وقد خان جسد محمد القيسي روحه خيانة الموت، لكن روحه، أراها ترفّ في أشعاره، كالهديل.
    في قصائد القيسي الأخيرة خاصة في الأيقونات والكونشرتو روائح شتات ووجع، ويظهر على صورة روح تحتاج لمن يسندها. هو من فصيلة الشعراء الغنائيين في هذا العالم، أرواحهم واهية كقشّة ونفوسهم ضعيفة كخيط. وأحسبهم يموتون في العشق قبل أن يموتوا في الأوطان او بلايا الجسد، وأنفاسهم طويلة وغنائية مديدة، كأنفاس وحيد المغنية، وتأتي تقنياتهم الشعرية مدموغة بالضرورة بهذه الأحوال، من حيث هي تقنيات غناء وإنشاد بإيقاعات وتفاعيل وعدّة من استدارة واستطالة وشجو وشجن وترداد كمنمنمات شرقية عربية لا تنتهي Arabesque انهم يكتبون أرابسك شعريا. لذا بوسعنا قراءة القيسي دفعة واحدة بنفَس واحد، طال أم قصر، وبمتعة طربية، حتى ولو جلّل السواد قصائده. أما التفاصيل والاحداثيات، الأسماء والأماكن التي يكثر الشاعر من إدخالها في قصائده، فتفاصيل على الجذع الغنائي له... غصون وأوراق نابتة على الجذع.
    الأيقونات والكونشرتو
    الديوان النموذجي للقيسي في حومة نتاجه الغزير، هو، في تصوري ديوان <<الأيقونات والكونشرتو>> الصادر له عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر العام 2001. وأول ما يسم القصائد مناخ أسميه مناخ انعدام الرضى او اختلال الرضى. فيجيء الشعر عنده كمحاولة ليعيد للنفْس اللاراضية شيئا من توازنها وطمأنينتها.
    ولكن: أنّى للقيسي، شاعرا، أن يطمئن؟ وكيف؟ فهو في شغف لا يرتوي وفي ظمأ شاغر. هو في تشرد بلا أمل في استقرار ولا رغبة في هدوء. والرضى في الشعر غير الرضى في الزهد. إنّ مقام الرضى في الزهد مقام ينحل عن كاهل صاحبه الخوف والحيرة وترتحل الهواجس او تغرق ساكنة في سكون الرضى. والأمر شبيه بنشوة <<الزفانا>> في الحكمة الهندية، هنا: لا الشعر له شأن إلا في وصف الحال، ولا المال له شأن او دور، ولا الشهوات والجاه وقلق النهايات... في حين أن الرضى في الشعر يوقف نزف الشاعر الحائر الباحث أبدا عما يحيّره، او الراغب في ما لا يستطيع إدراك كنهه.. لكأن أبا الطيّب المتنبي هو الناطق بلسان حال الشعراء حيث يقول: <<يقولون لي ما أنت في كل بلدة/
    وما تبتغي؟.. ما أبتغي جلّ أن يُسمى>>. فقد يظن الشاعر أنه يفتقد حبا، فإذا عثر عليه، يسأل: وماذا بعد؟
    وقد يفتقد وطنا فإذا عثر عليه يسأل: وماذا بعد؟ وهذا السؤال أساس الشعر والفلسفة معا، بل هو بذرة الشك والقلق الضروريين لحركة الحياة.
    والنقصان الذي يولّد شعرا في الغالب، ولّد لدى القيسي قصائد <<الأيقونات والكونشرتو>>، وهي أنشودات حبّ او غنائيات حب طويلة وقصيرة لامرأة اسمها صفية (على ما يذكر الشاعر في أكثر من موقع)، ولبلاد هي وطن الشاعر ومنبته فلسطين والأماكن المتعددة التي يرسل منها رسائله: لندن، عمّان، غزة، رام الله، بغداد، باريس... تشي بتشرّده او تجواله، وبالتالي توزعه الجسدي والنفسي. وقلق المكان لديه، هو قلق كائن متشرّد ومتصعلك في المدن والمقاهي، كتشرّده في بلاده.
    إن تفاصيل السيرة العشقية لدى القيسي، والتي لا تُستنتج استنتاجا من قصائد وحدها، بل يذكرها هو ويعززها بالكثير من الأسماء والتفاصيل اليومية، وأسماء الأماكن والأشخاص... تشير الى امرأة بعينها من السودان، وكنت شخصيا أظنها من المغرب، لكن القصائد وتفاصيلها دلّت على أنها من السودان، ذات بعل مريض، كما يقول: <<... وصوتك الرملي يأتي مرة او مرتين على مدى الأسبوع يأتي مغلقا ومشوّشا يشكو من البعل المريض>>.. (من قصيدة كلام الليل)، وأن زواجها منه جاء نتيجة صفقة الفراغ العائلي: <<أنت يا أيقونة النيلين قد وهبوك للمنفى وزوّجك الفراغ العائلي الى الفراغ>> (من قصيدة مرثية نوبية)...
    وكونها من السودان، تشير إليه إشارات كثيرة واضحة في القصائد: <<... وصعدت الى وجع الخرطوم على سلّم كفّك>> (من قصيدة غرفة لعاشقين في العراء).. <<بينا تغمسين دمي بموسيقى من السودان>> (من قصيدة كم ليلة ستمر دونك).. ولا تقتصر التفاصيل على هذا الحد، بل تتوغل أكثر فأكثر في شؤون السيرة، فتشير الى أن الحبيبة (صفية)، كانت قد وقعت عليه ووقع عليها وهما في بغداد:
    <<... وأذكر قبل ثلاثة أعوام حين تلاقينا في بغداد>> (من قصيدة غرفة لعاشقين)، وأنها تعمل محامية في لندن، فيحطّ هو <<على صفحات القانون>>، ويخرجها من ملل المحاماة.
    <<... ولم تهتف محامية لعاشقها الغريب هنا: تعال مللت هذا الشغل يغري كل شيء بالخروج الى الشوارع>> (من قصيدة كلام الليل)..
    وذاكرة القيسي النصية ممتلئة بأسماء الشوارع والمقاهي التي ارتادها مع حبيبته، يذكرها باسمها الغربي او العربي: <<هل ذهب القطار بنا الى CRAWLEY>>؟ و<<صباباتنا في جزيرة JERSY>> و<<حمائم SOHO الأليفة>> و<<الليالي الغزيرة في HANSON STREET>>... وهذه هي على العموم بعض تفاصيل سيرة القيسي الشعرية، في قصائد <<أيقونات صفية>>.
    هناك أخيرا قصيدة واحدة قد تشي بأن صفية غادرت او رحلت... هل ماتت؟ يقول في قصيدة <<كلام الليل>>: <<جفّ النهر.. لندن ليست لندن، والمحامية استقالت من وظيفتها الى ما سوف أمسك عنه فلأنطق وأقول لي: يكفي...>>.
    <<... ويكفي أن قبرك فيّ ينتقلُ
    وأن مكانك الأهداب والمُقلُ>>... الخ.
    فيأتي الكلام والنشيد الأخير بمثابة مرثية.
    الوجه الآخر للسيرة
    في الوجه الآخر لسيرة <<الأيقونات والكونشرتو>>، هناك الأمكنة المفتقدة. فالقصائد المكتوبة بين لندن وباريس، وعمّان وبغداد، هي قصائد من أماكن غير ثابتة لإقامة الشاعر... لكأنها محطات او معابر او ما يشبه المنافي على غرار ما هي أماكن قصائد محمود درويش شاعر المنفى الفلسطيني بامتياز، وسميح القاسم.
    اما الاماكن الأخرى الفلسطينية التي يكتب القيسي قصائده منها او إليها، مثل غزّة ورام الله والبيرة وجفنا ومخيم الحلزون وسواها، فأماكن قلقة، زاحلة، قيد التكوّن.. ولهذا تبدو كأنها متخيلة او على الأقل، أماكن غير ناجزة. ولهذا غالبا ما يعود الشاعر الى الذاكرة يستعين بها على صنع مدنه وقراه وأماكنه من جديد. إنه يستلّها من مخيلة الماضي، الى مخيلة الحاضر والمستقبل، مع ما في هذا الاستحضار من حنين وغنائية شبيهين بحنين وغنائية <<الوقوف على الأطلال>> لدى الشاعر العربي القديم:
    <<تغرق غزّة في البحر ولا برّ لها.. لا ساحل للأحلام وغزة عشاق منسيون مرايا منكسرة (من قصيدة أيقونة غزة).
    وربما جاءت الاستعارة جاهلية أحيانا لهذا السبب: <<لم أجد في المكان مكانا أليفا لحزن القطا>>.. (من قصيدة أيقونة شارع المكتبة). فهو كما يقول <<في المكان وخارجه>>. وكأنه يستعير مقولة ادوارد سعيد في كتابه السيرة <<خارج المكان>>.. والخروج الذي لا بد منه للقيسي، كما لإدوارد سعيد ومحمود درويش وسواهما من شعب مشرّد وحزين، كان خروجا حائرا بين الهجرة والتهجير، بين القصد والضرورة، بين الاختيار والطرد. لذا تحوّل هذا الخروج بالنسبة لهؤلاء لطريق من طرق المعرفة.. معرفة الذات والآخر، وسبيل من سبل الوصول الى الوطن عن طريق المنافي. ولا يغيب هذا المعنى عن القيسي فيقول في قصيدة <<أيقونة الخروج>>:
    <<وخرجت لأعرفني وأرى>>.. وفي هذه الدوامة من الحنين والتذكار والحيرة، تتدخل عدة شعر وجداني لا بد منها: تذكار الأمّ (حمدة) واستدعاؤها في أكثر من موقع من القصائد، أشياء وأماكن الطفولة وذكرياتها، الغنائية التي يغرق فيها عمل القيسي بكامله، وعنوانه هو هذا <<غنائيات>>... <<الأيقونات والكونشرتو>>.. ما يذكّر بكمنجات محمود درويش. فهؤلاء الشعراء الفلسطينيون هم <<مرضى الغنائية>>، ونتيجة اختلال الحياة وعلّتها كما يقول القيسي:
    <<ومذ ذاك كنت فقدت الرضى، ورأيت اختلال الحياة وعلّتها (من قصيدة أيقونة جفنا). ففي قصائدهم روائح شتات وأنين، ويظهرون على صورة أرواح تحتاح لمن يسندها في هذا العالم... أرواح واهية كقشّة وضعيفة كخيط...
                  

العنوان الكاتب Date
محمد القيسي الشاعر الغنائي الجوال رحل عن 59 سنة nassar elhaj08-03-03, 01:23 PM
  Re: محمد القيسي الشاعر الغنائي الجوال رحل عن 59 سنة nadus200008-03-03, 02:37 PM
    Re: محمد القيسي الشاعر الغنائي الجوال رحل عن 59 سنة nassar elhaj08-03-03, 08:56 PM
  Re: محمد القيسي الشاعر الغنائي الجوال رحل عن 59 سنة Faisal Salih08-04-03, 09:37 AM
  Re: محمد القيسي الشاعر الغنائي الجوال رحل عن 59 سنة osama elkhawad08-04-03, 04:50 PM
    Re: محمد القيسي الشاعر الغنائي الجوال رحل عن 59 سنة nassar elhaj08-04-03, 05:38 PM
  Re: محمد القيسي الشاعر الغنائي الجوال رحل عن 59 سنة Abomihyar08-06-03, 09:43 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de