هل حزنتم لوفاة الفتاتين السياميتين

التوأمان الايرانيتان: حلم لم يتحقق للحياة منفصلتين
طهران - د ب أ
كان حلما للتوأمين الايرانيتين لاله ولادان بيجاني أن تعيشا منفصلتين ليوم واحد دون الالتصاق ببعضهما البعض عند الرأس.
إلا أن هذا الحلم انتهى نهاية حزينة ومريرة اليوم الثلاثاء عندما أعلن مستشفى /رافلز/ في سنغافورة أن الفتاتين توفيتا إثر خضوعهما لجراحة شاقة طويلة، هي الاولى من نوعها في العالم، للاعصاب استغرقت 50 ساعة.
وكان الفريق الطبي المؤهل تأهيلا عاليا المكون من 28 طبيبا ينتمون إلى ست دول، هي سنغافورة والولايات المتحدة وفرنسا واليابان وسويسرا ونيبال، جاهد منذ يوم الاحد بمعاونة مئة مساعد لتحقيق حلم التوأمين.
وفي النهاية، أعلن الرئيس التنفيذي لمركز /رافلز/ الطبي لوو تشون يونج أن الفتاتين "فقدتا كثيرا من الدماء".
وتمثل هذه المأساة نهاية أول محاولة في العالم لفصل توأمين بالغتين.
وكان التوأمان قد ولدا في إقليم فارس عام 1974 في جنوبي إيران. وقال البعض إنهما أصبحتا يتيمتين خلال طفولتهما بينما قال آخرون إن أبويهما تخليا عنهما بسبب إعاقتهما الجسدية.
ومهما يكن الامر، فلم يكشف التوأمان عن تفاصيل ماضيهما مثلما لم يفعل المقربون منهما. وأفادت الانباء أنهما تربيتا في رعاية مؤسسة الهلال الاحمر الايرانية ثم تبناهما طبيب إيراني يمتلك عيادة خاصة في غربي طهران.
وفي السنوات الخمس الاخيرة، أقامت الشقيقتان في مجمع سكني في فرديس، وهي ضاحية راقية في بلدة الكراج على بعد 35 كيلومترا غربي العاصمة طهران.
وتخرجت لادان ولاله في كلية الحقوق بطهران عام 1998. وفي حين أرادت لادان أن تعمل بالمحاماة كانت شقيقتها لاله تريد أن تصبح صحفية.
ولم تعش الشقيقتان في انسجام كامل. ففي حين كانت لادان مليئة بالحيوية تحب الخروج والتعامل مع الاخرين كانت للاله شخصية أكثر انطوائية. وتتضح هذه الصفة أكثر ما تتضح من خلال المقابلات التي أجريتاها مع وسائل الاعلام في الفترة السابقة على الجراحة.
وعلى الرغم من ذلك فإن الشقيقتين اجتمعتا على رغبتهما في العيش منفصلتين يوما ما.
لكن هذه الرغبة لم تصادف هوى في أول الامر عند طبيبهما الايراني ولي الله محرابي، جراح الاطفال ذائع الصيت؛ ثم حذا حذوه فريق طبي ألماني في مدينة هايدلبرج حيث أجريت لهما العديد من الاختبارات.
وكانت التوأمان اضطرتا إلى الخضوع لهذه الجراحة خارج إيران، حيث تحظر الاخيرة إجراء أي جراحة تتجاوز فيها احتمالات الوفاة إمكانية نجاحها حيث تعتبر قتلا للنفس ويتعرض من يقوم بها من الاطباء للمساءلة الجنائية.
وكانت الجراحة الناجحة التي أجراها جراح الاعصاب كيث جوه في سنغافورة للتوأمين النيبالي جانجا وجامونا شريثا قد لفتت انتباه الفتاتين وحملتهما على السفر إلى الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا لاجرائها.
وكانت التوأمان وصلا إلى سنغافورة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وكان يتعين عليهما أن ينتظرا سبعة أشهر
حتى تجرى الاستعدادات اللازمة.
وبالرغم من ادراكهما للمخاطر التي تكتنفها الجراحة، فإن الشقيقتين لم تترددا في قرارهما. ونسب إلى لاله ذات مرة قولها
صديقة مقربة منها إنهما: إما أن يعيشا حياتين منفصلتين أو يرحلا سويا إلى الدار الاخرة حيث السلام الابدي.
وكان التوأمان يتمتعان بإيمان ديني قوي ويؤمنان بالقضاء والقدر.
وقالت جارة وصديقة لهما إن الشقيقتين كثيرا ما راودهما حلم الزواج وانجاب الاطفال عقب الجراحة.
وما أن انتشرت أنباء وفاتهما حتى أصيب الايرانيون بصدمة شديدة حيث شوهد كثير من الرجال والنساء يبكون بكاء حارا في الطرقات.
وفي تعليقه على النبأ، وصفهما التليفزيون الايراني الرسمي بقوله "كانتا معا حتى فرق بينهما الموت".