|
Re: اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود. (Re: zumrawi)
|
تداخل المقولات الي أي اتجاه يمكن الإحالة التي تقدمها الظواهر المتعلقة بالخطاب. ومن هنا فإن التوقف عند مادة التحليل يستدعي التبصّر في النصوص المتعلقة بقضية محددة. لكن الأمر هنا ينطوي علي المزيد من التداخل الذي يفرضه مستوي التفاعل والتحديد، حيث التطلع لا يقوم فقط عند ترصد المكتوب فقط بل يكون التوجه نحو تحديد مجالات تحليل مضمون المقولات الشفوية الصادرة عن مختلف الجهات. وإذا كان الجميع يسعي نحو تثبيت حضوره علي صعيد الواقع، فإن الأمر يبقي شديد التعالق في هذا التقاطع الذي يتبدي بين الأهم والأقل أهمية. حتي ليكون التمثل وقد تجسّد في هذا التقييم الشديد المباشرة بين مستندات الخطاب وطريقة حضوره وإمكانية الهيمنة التي يفرضها علي صعيد العلاقات السائدة. يكشف التداخل في المقولات عن هذا الغياب الحاد والفاضح للغايات والمقاصد التي تنطوي عليها، حتي ليكون التطلع وقد تركز عند محاولة تعيين السياق كمحاولة لبلوغ المعني الأصلي الذي ينطوي عليه الخطاب، هذا باعتبار أهمية تحديد التنوعات والمفاصل الكبري التي تميز النصوص والمقولات المختلفة. ولعل من المفيد الإشارة هنا الي طبيعة التنوع والاختلاف في الأساليب والوسائل التي يتم استخدامها من أجل إيصال الأفكار، والتي تتوزع ما بين النصوص التي تم تحريرها من قبل العديد من الجهات، التي تروم إيصال أفكارها ورسائلها الي مختلف الجهات، أو المقولات الشفوية التي يعمد إليها البعض من الخطباء إن كان علي الصعيد الديني أم السياسي أم الثقافي. فيما تبرز الأدوار التي تقوم بأدائها الرموز والعلامات والإشارات التي تميز كل طرف بازاء الآخر. ومن هذا المحتوي تبرز أهمية الوقوف علي السياق الأصلي الذي يميز خصوصية الخطاب، وطريقة التواصل التي أفرزها في سبيل تحقيق الغايات التي تم إنشاؤه وتحريره من أجلها. وإذا كان الجميع يسعي نحو تدبيج مقولاته، باعتبار الوعي باللحظة التي تم إنتاج الخطاب فيها، وطريقة التفاعل مع الظروف والبيئة المحيطة، والمستوي الفكري والعقلي لصانع الخطاب وطبيعة التفاعل مع الموضوع.
الإنشاء والتحرير تبرز أهمية الوقوف علي نوع الخطاب وطبيعة المعني الذي يميز اتجاهاته في لحظة الإنشاء. وإذا كان التمييز قد أفرز العديد من الأنماط الخطابية، فإن الأمر يبقي شديد الارتباط بطريقة توجيه النص علي المستويين التحريري والمعرفي. وإذا كان البعض من المقولات أو النصوص تحاول ملامسة الوعي الجمعي، فإن الوعي بالتفكير السائد يبقي الحاضر الأهم في ترسم معالم الخطاب من حيث التجانس وطبيعة التركيب الذي يشكل ملامح نص عن آخر، والغاية المحددة التي تكون بمثابة الدافع الأصيل في حفز فعالية الإنشاء. ولعل من المفيد التركيز هنا علي تحديد المضمون المعرفي الذي يمكن أن بتطلع الخطاب نحو حفزه والعمل داخل نطاقه. فالأمر لا يتوقف عند مجال النص المكتوب الذي يمثل الصياغة الرسمية والثقافة الأهم والأعلي مكانة. بازاء المقولات الشفاهية باعتبار التداول الشعبي الذي يميز الثقافة الأقل أهمية. وإذا كان التكرار والاعتياد قد أفرز هذا التقييم الموغل في الجاهزية، فإن الإغفال عن محتوي القدرة علي التأثير، يبقي الحاضر الأهم وسط كل هذا. والمسألة لا تتوقف عند صلاحيات وافتراضات تحوزها السلطة الرمزية، من حيث تمكنها من سلطة التوجيه والتأثير، بل يبرز الأمر عند قوة التأثير علي الجماعة التي تميز النصوص المقروءة أو حتي المقولات التي يتم ارتجالها علي الجموع الغفيرة والتي يتم من خلالها إلهاب المشاعر وتأجيج الحماس. وعلي هذا فإن التقنيات يكون لها الحضور في كلا النمطين الفاعلين من حيث القدرة علي الاشتغال والتأثير. فإذا كان النص الكتابي يبحث عن اللغة الخاصة والألعاب البلاغية والسمات المتجانسة، فإن المقولات الخطابية تسعي هي الأخري نحو تحديد المجال التقني فيها. والمستند الي صوغ القدرة والقابلية علي التواصل، من خلال التركيز علي الجوانب المباشرة، الصادرة عن الخطيب أو الخطيب بالنيابة، الذي يعمد الي التلوين في الصوت ومحاولة شد الجمهور الي الأفكار التي يقدمها. وعبر هذا التفعيل المباشر فإن التأثير في المقولات يكون في الكثير من الأحيان، الوسيلة الأنجع والأكثر حضورا، إذا ما تمت المقارنة مع النص الكتابي.
AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1534 --- Date 18/6/2003 جريدة (الزمان) --- العدد 1534 --- التاريخ 2003 - 6 - 18
AYMK ASNO
|
|
|
|
|
|
|
|
|