تصور انك قابلت أحد أصدقائك ممن تعرف عنهم انهم من شعب السودان الطيب الذي يجري وراء لقمة اسرته بشرف يعني يادوب حق الملاح ذلك النوع الذي كان ينتمي للمغفور لها الطبقة العاملة رجل ممن تعضلهم فاتورة الكهرباء رجل نسى ماذا تعني السياسة سوى كيفية اختراع حيل لتكملة الشهر بدون فضائح رجل لا يستطيع تأمين مستقبل أولاده رجل ليس له واسطة رجل يؤمن أن دخول قسم الشرطة مثل دخول جهنم و هو يصلي لكنه يشاهد التليفزيون ويسمع حواء الطقطاقة و محمد الامين و تذهب بناته للجامعة ولم يجبرهن على لبس الحجاب لكنه رباهن و عودهن على القيم و تركهن يخترن ما يردنه رجل كآبائنا و اخواننا الكبار رجل سوداني عادي
كيف يمكنك أن تقنعه أن يتحرك ليغير واقعا أليما يعيشه و نعيشه كيف تقنعه أن يقلع عن "المشي جنب الحيطة و أحيانا جوة الحيطة" دعونا من هذا الرجل فهمومه كثر
افرض انك قابلت شابا في العشرينات من أبناء مرحلة "القيادات الحكيمة" شاب خريج أو على وشك علموه منذ الصغر أن السكوت فضيلة و أن كل من هو اكبر منه فهو على حق كده و خلاص و انه إما أن يهتم بالكرة أو الغناء أو يعاكس البنات و بس لان السياسة كلام فاضي و الجامع و الكنيسة خطر و الديمقراطية "فشنك" ولأنه من خاف سلم شاب جرب الرياضة فصدمته الواسطة وعرف ذل البحث عن وظيفة و رأى الانكسار أمام خطيبته شاب سوداني عادي ممن سرقت طفولتهم و نصف شبابهم كيف نحركه ليمسك بتلابيب مستقبله الذي يهرب كشبح و لص طريد حل مشاكلنا ...أن كان لها حل ... يبدأ من تلك النقطة حد يعرف يجاوب؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة