|
الحركة تصعِّد المطالبة بعاصمة علمانية، واشنطن متفائلة بقرب السلام
|
الحركة تصعِّد المطالبة بعاصمة علمانية، واشنطن متفائلة بقرب السلام بعد لقاء باول وقرنق
أعلنت الولايات المتحدة انها متفائلة بشأن فرص وضع نهاية للحرب الاهلية الدائرة في السودان عقب محادثات بين وزير الخارجية كولن باول وجون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الاميركية «نعتقد ان التقدم المحرز حتى الان جيد. نعتقد ان المشاكل قابلة للحل. نعتقد ان تحقيق السلام لشعب السودان في جميع ارجاء السودان امر ممكن».
واضاف في مؤتمر صحفي «لكن الامر يحتاج لبذل مزيد من الجهد ونحن مستعدون بالتأكيد لمواصلة بذل جهد في هذا الصدد ونعتقد ان الاطراف المعنية مستعدة ايضا لمواصلة بذل الجهد». وأفادت معلومات نشرت في الخرطوم ان قرنق تقدم بطلبات لواشنطن خلال زيارته الحالية لتقديم مجهودات اضافية لحل بعض التعقيدات التي تعترض مسار التفاوض.
وقال باقان أموم أحد القيادات التي يتشكل منها وفد قرنق لواشنطن في تصريح «للايام» بأن قضية العاصمة القومية والفترة الانتقالية ووضع جيشين خلال الفترة الانتقالية ، الى جانب وضع المناطق الثلاث كانت ضمن القضايا التي تم التداول حولها مع وزير الخارجية الاميركي اثناء اللقاء الذي دار بينه والعقيد جون قرنق لاكثر من ساعة وخضعت لنقاش مستفيض. وقال انهم أكدوا مطالبتهم بايجاد عاصمة بلا دين محدد لمضاعفة احتمالات الوحدة، اضافة لايجاد قسمة عادلة للسلطة والثروة مشيراً الى أنهم سيواصلون اتصالاتهم ببقية المسئولين الأميركيين بلقاء مع مسئولين بالكونغرس ووزارة الدفاع والامم المتحدة.
وعلى السياق نفسه قال قرنق في تصريحات لفضائية الجزيرة أمس ان العاصمة السودانية يجب أن تكون عاصمة «قومية علمانية»، فيما رأى مسئول حكومي بارز أن تلك التصريحات قد تمثل انتكاسة لمفاوضات السلام بين الجانبين. وأضاف قرنق: إن الطريقة الوحيدة التي يمكن بها جعل سكان جنوب البلاد يصوتون من أجل وحدة السودان هي أن تكون عاصمة السودان «قومية علمانية». وقال قرنق: إنه اتفق على ذلك مع كل من «الصادق المهدي» رئيس حزب الأمة، و«محمد عثمان الميرغني» رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي في اجتماع عقد بالقاهرة السبت 24-5-2003.
في المقابل، استنكر «إبراهيم أحمد عمر» الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان تصريحات قرنق في هذا التوقيت، مشيرًا في تصريحات لقناة الجزيرة أنه لا يستبعد حدوث انتكاسات في المفاوضات بسببها. وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان قد اقترحت العام الماضي أثناء مفاوضات ماشاكوس تقسيم العاصمة الخرطوم إلى منطقتين: الأولى «علمانية» تكون العاصمة الرسمية، والأخرى تطبق فيها الشريعة الإسلامية، لكن الرئيس السوداني عمر البشير أعلن أن حكومته لن تتخلى عن الشريعة الإسلامية، ولن تجعل من الخرطوم عاصمة علمانية.
وقال البشير أمام تجمع بمناسبة الذكرى الـ 13 لإنشاء المليشيا الموالية للحكومة والمعروفة بقوات الدفاع الشعبي السبت 16-11-2002: «لن تكون الخرطوم عاصمة علمانية إلا بعد أن نفنى جميعًا»، وأضاف أنه لن تكون هناك تسويات على الإطلاق حيال هذه المسألة. وكانت الخرطوم والحركة الشعبية قد وقعتا اتفاق سلام في يوليو 2002 بماشاكوس بكينيا ينص على فترة انتقالية من 6 سنوات يمنح خلالها الحكم الذاتي للجنوب قبل استفتاء حول تقرير المصير.
وقد أرجئت الجولة الخامسة من محادثات السلام يوم الأربعاء الماضي في ماشاكوس، ولم يحدد بعدُ موعد استئنافها.
وتجري هذه المفاوضات برعاية الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) وتحت إشراف الولايات المتحدة. واتفق الجانبان في ماشاكوس على عدم تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في المناطق غير المسلمة والسماح بإجراء استفتاء في الجنوب على الانفصال بعد فترة انتقالية مدتها ست سنوات. ولم يتفق الطرفان حتى الآن على كيفية اقتسام السلطة أو الثروة النفطية أو كيفية تشكيل الجيش، وأين تكون العاصمة. وكالات __________________________________ حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة البيان للطباعة والنشر
|
|
|
|
|
|
|
|
|