|
Re: اقول ليكم وما تزعلو......جزء كبير من مواضيع البورد تعبـــــــــــانه (Re: معتصم ود الجمام)
|
عرب.. أفارقة ما هي مشكلتنا كسودانيين؟! * من شعبان سعيد شريف ـ واشنطن (الولايات المتحدة الاميركية): تعليقا واضافة الى مساهمة القارئ احمد محمد ادريس من الرياض في جريدتكم بتاريخ 2001/5/22 والحق يقال ان تلك المساهمة هي الاخرى جزء آخر من ما يسمى ترفا صراع الهوية الذي يمزق القطر اضافة الى عشرات الجروح الملتهبة الاخرى، هل نحن عرب؟ ام اننا افارقة؟ وما الفرق اصلا في ان نكون عربا او نكون افارقة؟ وهل رأيتم احدا من العرب يقول إنه عربي بمعنى اذا كنا على قناعة مطلقة كما هو حال الاخ لماذا نعلنها في الاصل.. واذا اخذنا اللغة وبعض التقاليد من العرب فذلك لا يعني مطلقا باننا عرب اقحاح، فالكثيرون من العرب لا يفهمون حتى لغتنا ويتندرون ببعض ما ننطق. ولا ندري لماذا نتحسس من تلك الافريقية. اذا كانت اللغة هي المعيار اضافة الى الدين فإن اميركا الجنوبية كلها تتحدث الاسبانية وتدين بالكاثوليكية ولا تعتبر نفسها اسبانية على الاطلاق. ان القسر في عملية الانتماء عاطفيا لا يمكنها ان تحل مشكلة الهوية التي في الاصل لا تحتاج الى انتماء قسري. نحن كشعب من الافارقة نقطن في شرق القارة الافريقية اسوة بشعوب اريتريا واثيوبيا والصومال. فالتنوع القبلي والعقيدي يكاد يكون اقرب الى هؤلاء من العرب. اما ان نتحدث نحن بالعربية وللكثير منا كسودانيين تعتبر اللغة العربية لغة ثانية كما هو شأني انا بالذات فقد تعلمناها في المدارس وتابعناها عبر وسائل الاعلام وصرنا نتحدث بها بتلك الطريقة التعليمية التي كما قلنا لا يفهمها اكثر العرب. وبالتالي لا تستطيع اي مادة في الدستور ان تغير من هويتي السودانية الموجودة حتى من قبل دخول العرب الى السودان، نظن ذلك جدلا شائكا لان الجميع يدرك أن انتماءنا الافريقي طاغ ولا ندري لِمَ نتأفف من ذلك الانتماء الاصيل. ثم عرج قارئنا الكريم على اصل النزاع بين الشمال والجنوب، معتبرا تمسكنا بديننا الحنيف وعدم التنازل عنه هو اصل المشكلة، غير انه عاد في فقرة اخرى وقال ان هناك جنودا مسيحيين من الجنوب يحاربون التمرد في الجنوب لينفي تهمة الحرب الدينية تلك. انه الخطاب نفسه المتناقض الذي ما زالت تذيعه الانقاذ فهي في الداخل ترسل كتائب الرحمن المتجهة لمناطق العمليات وفي الخارج تسوق ان الحرب لا صفة دينية لها فهو نزاع قديم كما تقول قدم السودان. نظن ان الحرب في الجنوب الآن حرب دينية تؤججها الانقاذ ومع تماديها انتهزها الجيش الشعبي ليثير الحماسة في الغرب المسيحي بأن «العرب المسلمين يشنون حربا دينية علينا» وهكذا التقطها الغرب لقمة سائغة، علما ان الجنوب ليس كله من المسيحيين والشمال السياسي هو الآخر ليس كله من العرب المسلمين. فلو ان الامور في الاصل لم تأخذ هذا الجدل البيزنطي في البحث المضني عن اصلنا الضائع بين العروبة والافريقية لما تأججت كل تلك المحن وصار حلها ينتظر الحل الذي لن يأتي عن اصلنا. لماذا لا نجلس كسودانيين نتحدث العربية وباقي اللهجات ونتدارك امر المهددات الواقعة بديلا للبحث عن تلك الهلاميات التي لا يمكن ان نجني منها شيئا. فالانتماء القسري كما قلنا مثلا للعروبة لا يمكنه ان يحل اشكالاتنا السياسية والاقتصادية. وقديما قالوا نحن سوادنيون ويكفي ان لنا مميزاتنا وخصائصنا في اطار التنوع الذي يشكل القارة الافريقية برمتها. فهلا نزع الشعاريون الاقنعة عن وجوههم وتنادوا خفافا لحل مسألة الحرب والسلام في اطارها الموضوعي بأنه ظلم اجتماعي واقتصادي وسياسي. هلا جلس الحاكم والمعارض وفي يقينهم ان السودان لكل السودانيين، يتداولون الحكم فيه بالاختيار الحر، غير الآتي الى سدة الحكم بشعارات انتقامية او انتقائية، من تلك الاصول يتفرع كل ذلك البذخ من نقاشات الابراج العاجية عن الهوية والاقصاء وما دون ذلك من تبجحات الغوغائيين. (نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط -بريد القراء
|
|
|
|
|
|
|
|
|