اصل الحكاية ... ليه قناة الجزيرة تراجعت عن دورها فى حرب العراق

بغداد


بغداد - محيط : في تراجع لافت للنظر خلال اقل من 24 ساعة ، برأ رئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني القوات الامريكية من مسئولية مقتل مراسل القناة في بغداد طارق ايوب ، زاعما ان الجزيرة لا يمكنها القطع بأن القصف الذي تعرض له مكتب الجزيرة في بغداد كان متعمدا .
وتأتي تصريحات بن ثامر رغم ان مكتب ابو ظبي المجاور لمكتب الجزيرة تعرض هو الاخر للقصف بعد اقل من ساعة من قصف مكتب الجزيرة ، وبعد ذلك بساعات قصفت دبابة امريكية فندق فلسطين مقر اقامة الصحفيين الاجانب في بغداد ، وهو ما اسفر عن مقتل صحفيين يعملان لحساب وكالة رويترز ، واصيب ثلاثة اخرون .
واكد مراسل لاحدي محطات التليفزيون الفرنسية الذي كان موجودا بالقرب من الفندق انه شاهد الدبابة الامريكية تصوب مدفعها نحو الفندق ، وبعد ذلك بدقيقتين قامت بقصف الطابق الخامس عشر من الفندق .
وكان عزمي بشارة العضو العربي في الكنيست قد جزم بأن العدوان الامريكي على الصحفيين مقصود ويهدف ليس للانتقام من الجزيرة وأبو ظبي وغيرهما فحسب وإنما لتفريغ بغداد بأكملها من الصحفيين، إنهم لا يريدون صحفيين في بغداد لأنهم يعدون في ما يبدو لحرب قاسية إلى درجة أنهم من الصعب تمرير هذه الحرب إذا بثت مشاهدها.
لأنه إذا بثت مثل هذه المشاهد وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية فإنها ستمثل عائقا أساسيا في مسيرة هذه الحرب.
وتعرضت الجزيرة لانتقادات كثيرة من مسئولين أمريكيين وبريطانيين بعدما عرضت في الأسبوع الأخير من مارس الماضي صورا لقتلى أمريكيين وبريطانيين وأخرى لأسرى من قوات الغزو لدى القوات العراقية .
كما سحبت سوق نيويورك للأوراق المالية الشهر الماضي تصريح محلل الشئون المالية للجزيرة عمار السنكري.
وفي نفس الشهر تعرض موقع الجزيرة نت لقرصنة إلكترونية.
وقد طلبت الشركة الأمريكية المضيفة للموقع في الولايات المتحدة من الجزيرة نت البحث عن مضيف آخر "خارج الولايات المتحدة بأكملها" في غضون أيام قليلة.
تجدر الإشارة إلى أن مكتب الجزيرة في العاصمة الأفغانية كابل تعرض للقصف ليلة 12 أكتوبر عام 2001 أثناء دخول قوات تحالف الشمال مدعومة بالقصف الأميركي إلى كابل.
لكن مراسل الجزيرة تيسير علوني نجا من ذلك القصف وكانت الجزيرة الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تنقل الصورة من داخل أفغانستان إبان الهجوم الأميركي عليها للإطاحة بحكومة حركة طالبان آنذاك.