هذا هو الصادق المهدى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 11:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-21-2003, 01:39 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: ود شاموق)


    الصادق لا يعرف الدعوة الجمهورية
    و الصادق لا يعرف الدعوة الجمهورية، و هو مغرض، و غير أمين في تناوله لها، فهو قد صنفها مع الدعوات الثلاث، و سماها ملة و نحلة جديدة، و هو قد زعم أنها تأثرت بالحضارة الغربية تأثرا أفرغ منها الإسلام تماما .. و حقيقة الأمر علي العكس من ذلك تماما فالدعوة الجمهورية هي دعوة لبعث الإسلام، و هي الإسلام الذي لا إسلام غيره منذ اليوم، و هي الداعية لبعث السنة، و أفرادها يعيشون وفق نهج السنة، في تقليد النبي الكريم، في العبادة، و المعاملة.. و من له أبسط إلمام بالدعوة الجمهورية يعلم أنها تدعو إلي (طريق محمد) ، و لها كتاب بهذا الإسم توزعت منه عشرات الالآف من النسخ، و هو يجري الآن في طبعته الثانية عشرة، و من لا يعرف هذه الحقيقة عن الفكرة الجمهورية هو لا يعرفها، و لا يحق له أن يتكلم عنها.. و الفكرة الجمهورية لا علاقة لها بالدعوات الثلاث، و هذا أمر بديهي، و يمكن توضيحه بالنقاط التالية:-
    1) الفكرة الجمهورية دعوة لبعث الإسلام، تقوم جميعها علي القرآن، الذي تدعو دعوة واضحة الي تطبيقه .. فقد جاء في ذلك قول الأستاذ محمود محمد طه، و الذي نصه: (يا أهل القرآن لستم علي شيء حتي تقيموا القرآن.. و إقامة القرآن، كإقامة الصلاة، علم و عمل بمقتضي العلم.. و أول الأمر في الإقامتين، إتباع بإحسان، و بتجويد، لعمل المعصوم.. أقام الله القرآن، و أقام الصلاة، و هدي الي ذلك البصائر و الأبصار، إنه سميع مجيب) .. فالدعوة الجمهورية هي دعوة لتطبيق القرآن ليكون أساسا لمدنية جديدة، تحل محل الحضارة الغربية المادية السائدة اليوم .. هذا في حين أن الدعوات الثلاث تدعي وحيا جديدا كما قد رأينا و لها كتبها التي تزعم أنها موحاة من الله، مثل كتاب (البيان) و كتاب (الأقدس) .. و هذا وحده كاف في التدليل علي ألا علاقة بين الدعوة الجمهورية و هذه الدعوات..
    2) و الدعوة الجمهورية تعلم أن النبوة قد ختمت بسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم.. فقد جاء في كتاب الرسالة الثانية من الإسلام ما نصه: (أنه مما لا شك فيه أن النبوة قد ختمت بصريح نص لا مرية فيه "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين").. هذا في حين أن الدعوات الثلاث تزعم أن أصحابها أنبياء يوحي إليهم من الله !!
    3) الفكرة الجمهورية هي دعوة لبعث السنة، التي بشر النبي الكريم في حديث الغرباء إن الإسلام سيبعث ببعثها.. و هي دعوة الي طريق محمد.. و أفرادها يلتزمون نهجه صلي الله عليه و سلم في العبادة و في المعاملة، و يدعون غيرهم إليه.. و قد جاء في كتابنا طريق محمد (أن دولة القرآن قد أقبلت، و قد تهيأت البشرية لها بالمقدرة عليها و بالحاجة إليها، فليس عنها مندوحة.. و هذا يلقي علي عاتق المسلمين المعاصرين واجبا ثقيلا و هو واجب لن يحسنوا الإضطلاع به إلا إذا جعلوا محمدا، وحده أمامهم و وسيلتهم إلي الله) .. إنتهي.. و جاء في كتاب (طريق محمد) أيضا، ما نصه: (إن محمدا هو الوسيلة الي الله، و ليس غيره وسيلة منذ اليوم- فمن كان يبتغي الي الله الوسيلة التي توسله و توصله اليه و لا تحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم و ليقلد محمدا في أسلوب عبادته و في ما يطيق من أسلوب عادته، تقليدا واعيا و ليطمئن حين يفعل ذلك أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية و مهتدية).. إنتهي.. هذا في حين أن الدعوات الثلاث لها مناهج مختلفة في العبادات، و قد رأينا كيف أن البهائية عباداتها الخاصة بها و المغايرة لعبادة الإسلام.
    4) و الفكرة الجمهورية في التشريع الذي ينظم المجتمع، تدعو الي تطبيق آيات الإصول، مستوي السنة. . و ذلك بتطوير التشريع من الآيات الفرعية – الآيات المدنية، الي الآيات الأصلية – الآيات المكية . . و هذا التطوير لا يقع إلا في مجال السياسة، الإقتصاد، و الإجتماع. . فلا تطوير في تشريع العبادات، ولا في الحدود، و لا في القصاص.. و في هذا الصدد جاء من كتابنا (الرسالة الثانية من الإسلام) ما نصه: (فإذا كانت البشرية، في مدي اربعة عشر قرنا قد قطعت ارضا شاسعة نحو النضج، و اصبحت تستقبل عهد الرجولة، و تستدبر عهد الطفولة.. فأصبحت، بفضل الله، ثم بفضل هذا النضج، تطيق ماديا و فكريا، الإشتراكية و الديمقراطية، فوجب أن تبشر بالإسلام علي مستواها، و هذا يعني الإرتفاع من قاعدة شريعة الرسالة الأولي الغليظة الي قاعدة اقل غلظة، ترتفع هونا ما نحو القمة، و ستظل القمة دائما في منطقة الفرديات. . و أدني منازل القاعدة الجديدة هي المدخل علي الإشتراكية، و ذلك بتحريم تمليك وسائل الإنتاج، علي الفرد الواحد، او الأفراد القليلين في صورة شراكة. . فإن هذا يفتح ابواب التشريع علي الإشتراكية..
    و أدني منازل القاعدة الجديدة هي المدخل علي الديمقراطية، و ذلك بوجود حق الإنتخاب لكل مواطن، و لكل مواطنة، بلغ و بلغت سنا، معينة مثلا، و كذلك حق الترشيح.. فإن هذا يفتح ابواب التشريع علي الديمقراطية.. و هذا الصنيع هو ما يسمي بتطوير التشريع.. فهو ارتفاع من نص فرعي، يستلهم اكثر ما يمكن من التسامي نحو نص اصلي.. هو إرتفاع من نص الي نص..) .. و سيجيء المزيد من التفصيل فيما يتعلق بتطوير التشريع، في ما يقبل من صفحات الكتاب.. أما في ما يتعلق بكون تطوير التشريع لا يشمل العبادات، و لا الحدود، و لا القصاص، فقد جاء في كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام)، مواصلة للنص السابق ما يلي: (و هناك تشريع متداخل بين الرسالة الأولي و الرسالة الثانية كتشريع العبادات، و هذا لا يدخل فيه، من التطوير الا ما يجعل قمته مفتوحة علي منازل الشرائع الفردية، لكل فرد تسامي، بفضل الله، ثم بفضل إتقان التقليد، الي تحقيق فرديته التي ينماز بها عن القطيع.). و يواصل النص: (و المدخل علي الرسالة الثانية، الرسالة الأولي، الا ما يقع عليه التطوير من تشريعها.. و لا يقع التطوير في أمر العبادات الا علي الزكاة ذات المقادير، و ما ذاك الا لأنها ليست ركنا تعبديا الا لعلة ان الناس لم يكونوا يطيقون افضل منها، و الا فان الركن التعبدي انما هو زكاة المعصوم و لا يقع تطوير التشريع علي المعاوضة، و ما ذاك الا لأنه اصيل، و قد بني علي الأصول الثوابت من الدين. و انما يقع التطوير في تشريع المعاملات، كالحقوق الأساسية للأفراد و كالنظم الإقتصادية و السياسية، الي آخر ما يرتبط بتحولات المجتمع، و ما يسرع اليه التغيير من هذه النظم التي يجب ان تواكب المجتمع في حيوية، و اقتدار علي التجدد، و النمو، و التطور..).. إنتهي.. و عن ضرورة تطبيق الحدود و القصاصن جاء في كتابنا: (أسس دستور السودان) ما نصه: (ان القرآن نسق تنسيقا متسقا بين حاجة الفرد الذي هو غايته و حاجة الجماعة التي هي وسيلته، فلم يقم تعارض يوجب التضحية بأيهما، و يمكن ان يلتمس هذا التنسيق الدقيق في تشريع الحدود، حيث قد بلغ اقصي اوجه، و الله تعالي يقول: (و تلك حدود الله و من يتعد حدود الله فقد ظلم نسه)، و ان توهم المعتدي جهلا انه قد ظلم غيره، و لذلك فان اقامة الحد عليه انصاف لنفسه من نفسه في المكان الأول، و انصاف لغيره من نفسه في المكان الثاني، و كذلك يلتمس هذا التنسيق الفريد في قوانين القصاص، و الله تعالي يقول: (و لكم في القصاص حياة يا اولي الألباب لعلكم تتقون)، فهي حياة للفرد المقتص منه بنفي اوهامه، و تنشيط ذهنه، و توسيع خياله، و هي حياة للجماعة المقتص لها، لحفظ نظامها و استتباب امنها، و نحن نري لذلك ان قوانين الحدود: الزنا – الخمر – السرقة – القذف – قطع الطريق يجب ان تقام، و نري ان تشريعنا يجب ان ينهض علي مبدأ القصاص).. انتهي..
    هكذا، ففي حين ان الفكرة الجمهورية، تدعو الي تطوير التشريع الإسلامي، في السياسة، و الإقتصاد، و الإجتماع، ليقوم علي اصول القرآن – القرآن المكي، نجد ان الدعوات الثلاث، ليس لها محتوي محدد في هذه الجوانب، يمكن ان تقدمه للإنسانية المعاصرة.. و في حين ان الفكرة الجمهورية تدعو الي تطبيق الحدود و القصاص، و تطبيق تشريع العبادات، كما هي في الإسلام، نجد ان الدعوات الثلاث لها تشاريعها المختلفة في هذه المجالات عن ما جاء به الإسلام، فمثلا البهائية، كما قد رأينا، لها عقوبات علي السرقة، و الزنا، مخالفة للحدود في الإسلام.
    5) الفكرة الجمهورية دعوة علمية موضوعية، تخاطب عقل الإنسان المعاصر، لتقنعه بجدوي ممارسة الدين، و هي تجيب علي الأسئلة الأساسية، حول علاقة الإنسان بالكون، و علاقة الفرد بالمجتمع.. هذا في حين ان الدعوات الثلاث، كما قد راينا، تقوم علي اعتبارات ذاتية، و لا تخاطب العقل و انما تطالب بالإعتقاد بما يدعيه اصحابها لأنفسهم.
    و عن ضرورة مخاطبة العقل، و اقناعه بجدوي ممارسة الدين، جاء بكتابنا (الإسلام)، ما نصه: (اصبح علي الدين منذ اليوم، الا ينبني علي الغموض، و الا يفرض الإذعان، علي نحو ما كان يفعل في عهود طفولة العقل البشري.. و انما يجب ان يقدم منهاجا متكاملا للحياة، يخاطب العقل، و يحترمه، و يحاول اقناعه بجدوي ممارسة ذلك المنهاج في الحياة اليومية، في كل مضطربها)... انتهي...
    اما عن علاقة الفرد بالجماعة، و علاقته بالكون، فقد جاء الباب الثالث من كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام)، يفصل هذا الأمر تفصيلا وافيا، يمكن مراجعته في موضعه من الكتاب، فمثلا مما جاء عن علاقة الفرد بالكون في هذا الباب ما نصه: (و خلاصة الأمر في علاقة الفرد بالكون هي ان موضعه منه ليس موضع اللدد و الخصومة، و لا موضع المناجزة و المصاولة التي لا تهدأ حتي تبدأ من جديد، في صعيد جديد.
    ان الإنسان هو ثمرة الكون، و هو فيه ملك في مملكته، مكانه منها مكان السياسة الحكيمة، و الإدارة القديرة، و العدل الموزون.. و قد تأذن رب الكون ان يجعل الإنسان خليفته عليه، فهو يعده لهذه الخلافة بالتربية و التعليم و الإرشاد الحكيم. و قد خيل الجهل للإنسان انه مقصود بالعداوة، في غير رحمة و لا هوادة، فأصبح يحارب في غير محترب، و يعادي في غير موجب للعداوة، و هو لن يبلغ مبلغ الخلافة الا اذا شب عن العداوات، و علم انه اكبر من ان يعادي، و لن يصبح في قلبه مكانا الا للمحبة. . فان الله يحب جميع الخلائق.. غازها، و سائلها، و حجرها، و مدرها، و نباتها، و حيوانها، و انسانها، و ملكها، و ابليسها.. فانه تبارك و تعالي انما خلق الخلائق بالإرادة.. و الإرادة (ريدة) و هي المحبة.. و لن يكون الإنسان خليفة الله علي خليقته الا اذا اتسع قلبه للحب المطلق لكل صورها و الوانها و كان تصرفه فيها تصرف الحكيم الذي يصلح و لا يفسد. و لا يعيق الحب في القلوب مثل الخوف. فالخوف هو الأب الشرعي لكل الآفات التي ايف بها السلوك البشري في جميع عصور التاريخ.. و لا يصلح الإنسان للخلافة علي الأرض، و لا للتصرف السليم في مملكته و هو خائف.. و ليس هناك اسلوب، و لا نهج للتربية يحرره من الخوف غير الإسلام.. فان بالإسلام يتم سلام الإنسان مع نفسه، و مع ربه، و مع جميع الأحياء، و الأشياء.. قال تعالي: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة، و لا تتبعوا خطوات الشيطان، انه لكم عدو مبين) السلم يعني الإسلام، و يعني السلام. . و هما بمعني واحد (و لا تتبعوا خطوات الشيطان) فيغري بينكم العداوة، و البغضاء.. الإشارة الي العداوات وردت في قوله تعالي"انه لكم عدو مبين").. انتهي..
    هذا عن العلاقة بين الفرد و الكون، أما العلاقة بين الفرد و الجماعة، فقد جاء في كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام) ما نصه: (و مما لا ريب ان الفرد الذي يقام له وزن في الإسلام، انما هو الفرد العارف بالله، و انما جعل الإسلام كل فرد غاية في ذاته، و إن كان أبله، لأنه جرثومة العارف بالله، و ستحصل منه المعرفة، عاجلا أو آجلا، "كان علي ربك حتما مقضيا" و لقد زعمنا في مستهل هذا السفر ان الإسلام قد استطاع ان يفض التعارض البادي بين حاجة الفرد و حاجة الجماعة، و ان ينسق هاتين الحاجتين في سمط واحد، تكون فيه حاجة الفرد الي الحرية الفردية المطلقة امتدادا لحاجة الجماعة الي العدالة الإجتماعية الشاملة. و بعبارة اخري، استطاع ان يجعل تنظيم الجماعة وسيلة الي الحرية، و هو بعد انما استطاع هذا التنسيق بفضل التوحيد، الذي جعل شريعته تقع علي مستويين: مستوي الجماعة، و مستوي الفرد: فأما تشريعه في مستوي الفرد فيعرف بتشريع العبادات. و السمة الغالبة علي تشريع المعاملات انه تشريع ينسق العلاقة بين الفرد و الفرد في المجتمع، و السمة الغالبة علي تشريع العبادات انه تشريع ينسق العلاقة بين الفرد و الري، و ليس معني هذا ان كلا من هذين التشريعين يقوم بمعزل عن الآخر، و انما معناه انهما شطرا شريعة واحدة، لا تقوم الإ بهما معا، و بينهما اختلاف مقدار، لا اختلاف نوع. فتشريع المعاملات تشريع عبادات في مستوي غليظ، و تشريع العبادات تشريع معاملات في مستوي رفيع، و ذلك لأن سمة الفردية في العبادات اظهر منها في المعاملات.. و المقرر انه ليست للعبادة قيمة ان لم تنعكس في معاملتك الجماعة معاملة هي في حد ذاتها عبادة. و لقد جعل المعصوم الدين كله في هذا المجال، فقال: (الدين المعاملة) فكأن العبادة في الخلوة مدرسة تعد الفرد الإعداد النظري، ثم هو لا يجد فرصة التطبيق العملي الا في سلوكه في الجماعة، و تمرسه بمعاملة افرادها..). و يواصل النص، فيقول: (و حين وصل الإسلام بفضل التوحيد، الي هذا التحقيق الدقيق، بين الفرد و الجماعة، شرع كل تشريعاته بصورة تحقق في سياق واحد حاجة الفرد و حاجة الجماعة.. فلم يضح بالفرد في سبيل الجماعة، فيهزم الغاية بالوسيلة، و لم يضح بالجماعة في سبيل الفرد، فيفرط في اهم وسائل تحقيق الفردية، و انما جاء تشريعه، في جميع صوره نسقا عاليا من المقدرة علي التوفيق بين حاجة الفرد الي الحرية الفردية المطلقة، و حاجة الجماعة الي العدالة الإجتماعية الشاملة..)..
    6) الفكرة الجمهورية تري ان المقامات الروحية في الدين لا تدعي و لا تطلب.. فالسلوك الديني هو التزام بأدب العبودية لله، و اي ادعاء للمقامات، او طلب لها، هو علي الأقل دليل علي نقص عبودية صاحبه، و قد يؤدي الي انحراف عن الدين، و في هذا الصدد جاء في كتابنا: (القرآن و مصطفي محمود و الفهم العصري) ما نصه: (ومن نقص الرضا بالله، و من ثم من نقص العبودية، ان تسأل الله شيئا لم يكن قد اعطاك اياه.. و هم يقولون في ذلك: "من وثق بحسن اختيار الله له، لم يتمن غير الحالة التي هو فيها.." و من ها هنا جاء منع موسي، عليه السلام، من شهود الذات.. قال تعالي في ذلك: "و لما جاء موسي لميقاتنا، و كلمه ربه، قال: رب ارني انظر اليك!! قال: لن تراني.. و لكن انظر الي الجبل، فان استقر مكانه فسوف تراني.. فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا، و خر موسي صعقا.. فلما افاق قال: سبحانك تبت اليك.. و انا اول المؤمنين".. سؤاله الرؤية: "رب ارني انظر اليك"، دل علي نقص العبودية.. فجاء الرد من جانب القدس.. قال "لن تراني" .. السبب؟؟ ان المكان منك لم يستعد بالعبودية لتجلي الذات -ذات الربوبية- ان ذاتك لم تستعد لتري ذات ربك، فحجبت، بمحض الفضل، عن ما طلبت.. و الا لعطبت كما عطب الجبل، و لذهبت هباء، منثورا، كما ذهب الجبل.. و قد جعل الفضل الإلهي الجبل فداء لموسي، و مع ذلك فلم يكن الذي وقع للجبل تجليا ذاتيا، انما كان تجليا جبروتيا، و ذلك لأن الجبل لا ذات له – لا نفس له – تتلقي التجلي الذاتي.. اما محمد، سيد الأنبياء، و سيد ولد آدم، فلم يطلب الرؤية، و لم يطلب المعراج، فكان ذلك منه دليلا علي تمام سكونه تحت مجري الأمر الإلهي، فجاء وصفه بالعبودية من ربه.. قال تعالي ، عنه: "سبحان الذي اسري بعبده ليلا، من المسجد الحرام الي المسجد الأقصي، الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا.. انه هو السميع البصير...) إنتهي..
    فالفكرة الجمهورية اذن، تري ان المقامات الروحية لا تدعي، و لا تطلب، هذا في حين ان الدعوات الثلاث تقوم علي ادعاء مقامات لأصحابها، لا مجال لإدعائها، اذ ان اصحابها يدعون نبوة، يأتيهم فيها وحي مغاير للقرآن.. و هذا بالطبع انحراف لا علاقة له بالإسلام، و لا علاقة له بالفكرة الجمهورية.
    فإذا رغم هذه الإختلافات الأساسية كلها صنفنا الصادق مع هذه الدعوات، فإنما ذلك بسبب الجهل، و الغرض، و عدم الأمانة..


    نواصل

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 03-21-2003, 02:02 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla03-19-03, 03:11 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى baballa03-19-03, 05:02 PM
    Re: هذا هو الصادق المهدى othman mohmmadien03-19-03, 06:26 PM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla03-20-03, 05:51 AM
    Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla03-20-03, 06:07 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى baballa03-20-03, 10:13 PM
  Re: هذا هو الصادق المهدى ود شاموق03-20-03, 10:23 PM
    Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla03-21-03, 01:39 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى baballa03-21-03, 07:47 PM
    Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla03-22-03, 04:35 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى baballa03-26-03, 05:02 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla03-27-03, 04:32 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla03-28-03, 06:06 AM
    Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla04-04-03, 05:45 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى baballa04-17-03, 03:26 PM
    Re: هذا هو الصادق المهدى سونيل04-17-03, 11:53 PM
      Re: هذا هو الصادق المهدى ود شاموق04-18-03, 00:13 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Deng04-18-03, 02:26 AM
    Re: هذا هو الصادق المهدى SAMIR IBRAHIM04-18-03, 02:55 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى beko04-18-03, 03:46 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Agab Alfaya04-18-03, 09:41 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى zahgandeema04-18-03, 11:36 AM
    Re: هذا هو الصادق المهدى سونيل04-19-03, 09:31 PM
  Re: هذا هو الصادق المهدى zahgandeema04-18-03, 11:46 AM
    Re: هذا هو الصادق المهدى Abdel Aati04-18-03, 12:31 PM
      Re: هذا هو الصادق المهدى Elhadi04-19-03, 00:21 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla04-19-03, 00:05 AM
    Re: هذا هو الصادق المهدى Abdel Aati04-19-03, 01:07 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla04-19-03, 01:01 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla04-19-03, 03:12 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla04-20-03, 04:48 PM
  Re: هذا هو الصادق المهدى baballa04-22-03, 09:08 PM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla04-24-03, 02:23 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla04-24-03, 03:20 PM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla05-19-03, 05:14 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى ابو فاطمه05-19-03, 05:33 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla05-19-03, 05:40 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla05-20-03, 00:18 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى البحيراوي05-20-03, 09:31 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla05-21-03, 05:27 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla05-21-03, 05:44 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla05-22-03, 04:36 AM
  Re: هذا هو الصادق المهدى Omer Abdalla05-22-03, 03:52 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de