اولا: - لست بصدد الدفاع عن خليل وعندى انا خليل هو واحد من المجموعة التى من المفترض ان تقدم للمحاكمة والمحاسبة لدوره فى سلطة الانقاذ ابان اوج وقمة عنفوانها وعربدتها فى الناس ، عندما كانت تنتهك الحريات فى وضح النهار وتنتهك حقوق الناس عيانا بيانا فى ذلك الوقت لم يكن خليل مؤيدا للانقاذ فقط بل كان ذو نفوذ فيها وله سلطة النهى والامر والمنح والمنع ، بل ادهى وأمر حمل سيفه وذهب ليقاتل اخوتنا الجنوبيين بأسم الجهاد ، فى ذلك الوقت لم يفتح الله له فما ليعارض الانتهاكات ولا حتى اضعف الايمان مما يجعله شريكا اصليا وفاعلا فى كل جرائم الانقاذ فى تلك الفترة .
ثانيا : اما قضية دارفور فهى قضية حقيقية وان طفا على السطح خليل عليها ولكن هناك آلاف المشردين خارج الوطن فى المعسكرات يعانون الجوع والظمأ وبرودة الشتاء وحرارة الصيف ، انتهكت انسانيتهم لا لذنب جنوه ، كما هناك آلاف قد راحوا ضحية صلف هذه الحكومة وعنجهيتها .
هؤلاء ياسيدى مدنى ينشدون العدالة ، لم يجدوا العدالة فى وطنهم ، ولا يمكن بأى حال من الاحوال أن تقنع هذا المشرد والذى قتل ابوه وامه او اخنه با الوطن ، هو لا يعرف هذه الحدود المسماة وطن ، وماذا يعنى له الوطن ؟ وطنه هو حيث يجد طعامه وشرابه وامانه ، وطنه حيث يجد العدالة ، يا ترى ما هو رأيك فى الذين ذهبوا الى اسرائيل هربا من هذا المسمى وطن الى حيث بلد واناس يعلمهم دينهم منذ ان شبوا على ان يكرهوهم ويخالفوهم ، وتعلمهم المدارس ان هؤلاء انجاس وقردة وخنازير ، وتعلمهم وسائل الاعلام ان هؤلاء اعداء ولكن بالرغم من كل ذلك ذهبوا وطلبوا عندهم المأوى والامن من بنى جلدتهم ومن وطنهم ومن اخوانهم فى الدين .
استاذى مدنى منذ قديم الزمان قال سيدنا على كرم الله وجهه الفقر فى الوطن غربة والغنى فى الغربة وطن وبالطبع ان سيدنا على ابن ابى طالب يقصد الفقر فى الامان والغذاء والغنى غنى غنى الامان والغذاء ولذلك انى اختلف معك فى قولك :
Quote: فمهما يكون العداء فلا يمكن أن تصل بك إلى حد القبض على رئيسك وتسليمه إلى جهات خارج الوطن
انت سيد العارفين وتعرف ان العالم كله اصبحت له مؤسسات دولية تحتكم لها الدول والافراد حينما تتنازع ، هناك محكمة العدل الدولية ، وهناك غرفة التجارة الدولية والتى يلجأ لها المحكمون عندما يتنازعون وانت تعرف أن الاطراف من دولة واحدة يمكن ان يتفقوا فى عقودهم على ان يحكموا جهة اجنبية وقانون اجنبى لماذا ؟ اذا راوا ان ذلك البلد او ذلك القانون او تلك القواعد هى اكثر عدالة لهم ويمكن ان يطمئنوا الى احكامها .
وانت تعرف ان ميثاق روما المنشىء للمحكمة الجنائية الدولية قد وضع مبدأ التكاملية وهو ان قانون المحكمة الجنائية مكمل واستنادا على هذا المبدأ فأنه اذا وجد قضاء داخل البلد قادر وراغب فى محاكمة الشخص فلا حوجة لقضاء المحكمة الجنائية والقدرة والرغبة محددة تحديدا دقيقا وليست متروكة لمزاج الدولة او تفسيرات المفسرين وتأويلاتهم وانت اعرف منى بالقضاء فى السودان فى زمن الانقاذ ودرجة استقلاله ( ليت المجال يسمح لانقل لك هنا استقالة القاضى عبدالقادر محمد احمد وما جاء فيها من تعداد لعدم الاستقلال ) ( ولقد اعجبتنى اشارة الدكتور عبدالوهاب الافندى فى قناة البى بى سى عندما قال ان اطلاق سراح الدكتور الترابى يمثل دلالة واضحة لعدم استقلال القضاء فى السودان لانه اعتقل دون تهمة وافرج عنه دون محاكمة )
استاذى مدنى العرضى قديما قال الفيلسوف الكندى ( انه لا ينبغى لنا أن نستحى من استحسان الحق ، واقتناء الحق من أين أتى وان اتى من الاجناس القاصية عنا والامم المباينة ، فأنه لا شىء أولى بطالب الحق من الحق ، وليس ببخس الحق و لابصغر قائله ولا بالآتى به ولا أحد بخس الحق بل كل يشرفه الحق ويحسن بنا اذا كنا حراصا على تتميم النوع الانسانى ، اذ الحق فى ذلك ، ان نعى ما نأخذ وان نضيف اليه )
وانت اعرف كذلك اكثر منى يا استاذى ان الامم عندما ارتضت ان تأتلف فى الجمعية العامة للامم المتحدة حكمها ميثاق وان هذا الميثاق يقول :
المادة 25 يتعهد أعضاء "الأمم المتحدة" بقبول قرارات مجلس الأمن وتنفيذها وفق هذا الميثاق
وانت تعرف ان كل الدول قد تنازلت عن سيادتها جزئيا وفقا للفصل السابع وتحديدا المواد 39، 40، 41 من الميثاق
وحيث ان السودان حتى اليوم ما زال عضوا فى الجمعية العامة للامم المتحدة ولم ينسحب منها فهو ملزم بهذا الميثاق وقرارات الامم المتحدة وفقا للمادة 25 ولذلك ان قرار تحويل القضية من مجلس الامن للمحكمة الجنائية هو قرار ملزم للسودان .
يا سيدى مدنى العرضى العدالة لا حدود لها ولا يمكن ان تحبس فى اطر جغرافية والا فقد هؤلاء المشردين والنازحين واللاجئين حقوقهم للابد والاظل طائر الفينيق يصرخ للابد بحثا عن العدالة للضحايا والارامل والايتام . انظر معى حتى ابن باز مفتى السعودية السابق عندما ضج بعض الناس من الاستعانة بالاجنبى والكافر لصد عدوان صدام حسين اجتهد وبحث واخرج فتوى قال فيها انه يمكن الاستعانة بالاجنبى والكافر لصد الظلم والعدوان ، الاترى معى انه بالرغم من تشدد ابن باز وفقهاء السلطان فى السعودية وحديثهم عن الكفار والاجنبى ولكن عندما واجهوا الحقائق واظلمت الدنيا فى عيونهم طوعوا النصوص ليجدوا لهم مخرجا فى الدين معاكسا لما كانوا يرفضونه سابقا فشجرة النظرية رمادية ولكن شجرة الحياة خضراء دائما .
ثالثا : انت تعرف جيدا كثرة المظالم التى تمت فى عهد عمر الذى خاطبت خليل وقلت له انه ( رئيسك ) فصل الالاف من وظائفهم دون ذنب جنوه وشردت آلاف الاسر وحدثت مآسى يشيب لها الوجدان واسمح لى ان انقل لك مقتطفا من رسالة البروفيسور فاروق محمد ابراهيم لرئيس الجمهورية عمر البشير يشرح له فيها انه تم تعذيبه بواسطة اثنين من معاونيه هم دكتور نافع وبكرى حسن صال وفى ختامها يشرح مأساة احد المهندسين من الاعتقال والتعذيب فيقول فى الرسالة ( إلا أن الواجب يقتضي أن أدرج حالة موظف وزارة الإسكان السابق المهندس بدر الدين إدريس التي كنت شاهدا عليها, وكما جاء في ردي على دعوة نائب رئيس المجلس الوطني المنحل الأستاذ عبدالعزيز شدو للمشاركة في حوار التوالي السياسي بتاريخ 18 أكتوبر 1998 (مرفق), فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلاقي شديد البشاعة, ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته. كان في ثبات وصمود ذلك الشاب الهاش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيد لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان. وكان أحد الجنود الأشد قسوة - لا أدري إن كان اسم حماد الذي أطلق عليه حقيقياً- يدير كرباجه على رقبتينا وجسدينا نحن الاثنين في شبق. وفي إحدى المرات اخرج بدرالدين من بيننا ثم أعيد لنا بعد ساعات مذهولاً أبكم مكتئبا محطما كسير القلب. ولم تتأكد لي المأساة التي حلت بِبَدرالدين منذ أن رأيته ليلة مغادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليلة 12 ديسمبر 1989 إلا عند اطلاعي على إحدى نشرات المجموعة السودانية لضحايا التعذيب هذا الأسبوع, ويقتضي الواجب أن أسرد تلك اللحظات من حياته وأنقلها لمن تبقى من أسرته, فكيف بالله نتداول حول الوفاق الوطني بينما تبقى مثل هذه الأحداث معلقة هكذا بلا مساءلة. )
وهناك بالطبع مئات بل آلاف من القصص التى لم تجد طريقها للمعرفو والنشر
وتم سجن الالاف بدون سبب ( وانت بالطبع واحد من هؤلاء المعتقلين )وتعذيبهم بدون سبب وقتلهم فى الزنازين دون سبب وانت تعرف جيدا قصة الشهيد عبدالمنعم رحمة والذى قتل داخل زنازين الامن بالحيصاحيصا .
فهل بأمكانك ان تقنع هؤلاء ايضا بأن عمر البشير رئيسهم وهل يمكن ان يدافعوا عنه ؟
دعهم اولا ان يتخلوا عن لغة تقطيع الاوصال للمخالفين لهم فى الرأى وتخوينهم واخراجهم من الملة بسبب ان احدهم له فقط رأى مخالف عن رأيهم المقدس والذى لا يأتيه الباطل من كل جوانبه .
رابعا : ليست خليل وحده الذى يطالب بمحاكمة البشير خارج الوطن ، حتى الترابى عراب البشير ومعه ثلة كبيرة من الشعبى وغيره يطالبون بمحاكمة البشير خارجيا وان نظرنا لهؤلاء على انهم لهم مرارات شخصية وانهم مغبونون فقط لانهم فقدوا السلطة ولكن رأيهم هذا ليست بصفة مبدئية الا ان هناك آلاف لهم رأى مغاير لولا الارهاب المسلط على رؤوسهم من قبل اصحاب تقطيع الاوصال ( بل احدهم يدعى محمد حامد حمرى ضابط فى الامن ويكتب فلى جريدة الوطن قال ان المؤيدين يستحقون جز الرؤوس )
خامسا : انت تعرف جيدا ان هذه الحكومة وقعت على ميثاق روما المنشىء للمحكمة الجنائية الدولية ولكنها لم تصادق ولكن توقيعها يدل على اقتناعها بالمحكمة ولكن بالطبع عندما عرفت انها يمكن ان تطالها لم تصادق ، بل هذه الحكومة عقدت اتفاق مع حكومة يوغندا لتسليم جوزيف كونى زعيم جيش الرب للمحكمة الجنائية ، بالطبع قبل ان تطالها الاتهامات المؤدية لهذه المحكمة ، الا تسمى هذا عدم مبدئية من الحكومة ومن عمر البشير .
سادسا : نحن ليست وطن مقدس ولا شعب الله المختار حتى لا يطالنا ما طال غيرنا فها هو ميلوسوفيتش قد جىء به ليحاكم فى لا هاى بسبب جرائمه فلم يقل مواطنوه ان هذا ضد السيادة الوطنية ولا يجب تسليمه للاجنبى بل ان حكومة عمر البشير ملأت الدنيا ضجيجا قى وقت فظائع البوسنة والهرسك وكانت تطالب المجتمع الدولى بالتدخل ، وها هو رئيس ليبيؤيا السابق يحاكم ايضا فى لا هاى فلم يقل مواطنوه ان هذا ضد السيادة الوطنية ولا يجب تسليمه للاجنبى بل ان تسليم هذين الرئيسين للعدالة افرح مزاطنوهم والعالم كله وقالوا انه يجب ان تتحقق العدالة ويجب الا يفلت مجرم من العدالة ابدا .
مع اكيد احترامى وتقديرى
لك التحية والتقدير ايها الاستاذ الكريم
(عدل بواسطة wadalzain on 03-14-2009, 03:05 PM) (عدل بواسطة wadalzain on 03-15-2009, 07:01 AM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
wadalzain
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست