|
د. خليل وغريزة صقع الجرة
|
مع كل احترامنا لنضالك وقتالك من أجل الحرية ومن أجل دارفور وأهل دارفور ، كنت أتمنى أن تكون نفسك كبيرة وعلى مستوى المسئولية والقيادة ، وتتعلم كيف تكون مسامحاً عف اللسان فالنفوس الكبيرة وحدها التي تعرف كيف تسامح ( نهرو ) ، ولكن حديثك الأخير عبر الفضائيات ينبئ أن داخلك يعتصره الحقد والكراهية والعنصرية . فمهما يكون العداء فلا يمكن أن تصل بك إلى حد القبض على رئيسك وتسليمه إلى جهات خارج الوطن . ويا إبني القيادة لها مواصفاتها ولها ثمنها ولا تأتي بالساهل وكلاش وسكين . ويبدو أنك تعمل بلا استشاريين أو ناصحين فقلب عليك منطق الغاب وأعماك صوت الدانات وأزيز " اللاندكروزرات " وصورت نفسك على الفضائيات بأنك الرجل الخارق الذي جلب البشير للعدالة وأنت صاحب الآلية الجهنمية لكيفية القبض عليه . ويذكرنا ذلك بتمتع بعض المخلوقات بغريزة هي القدرة على الاجترار . ومع إن العملية كلها لا تتعدى الجزء الأول من جهاز الهضم ، إلا أنها تحمي تلك الحيوانات من المخاطر وتحقق لها أكمل درجات الآمان والحفاظ على الحياة . والحكاية إن الحيوان المجتر يتناول ما يجده من طعام بسرعة لا تمكنه من التعامل السليم مع المواد الخام من تمزيق وطحن ومضغ لأنه مهدد طوال الوقت بالمتنافسين داخل الغابة وعندما يخلو لنفسه ويطمئن في مكمنه يبدأ على مهل في التعامل مع المواد التي يتناولها على عجل حتى يبدأ تهيئتها لعملية الهضم والتمثيل . ولا ندري كيف إكتسب الأخ خليل خاصية الإجترار دون كلل أو ملل وإن كان الاختلاف الوحيد بينه وبين تلك الحيوانات المجترة أن اجترار خليل يتم في الجزء المتأخر من جهاز الهضم فتصبح مادة الاجترار شيئاً يصعب احتماله أو قبوله أو السكوت عليه ولا ندرى كيف يحتملها هو وكيف يحلو له أن يلوكها دون توقف . اللهم أجعل خصمي سميعاً بصيراً .
|
|
|
|
|
|
|
|
|