دارفور البلا والخراب للسودان..!!.

Quote: -------------------------------------------------------------------------------- Date: Tue, 24 Feb 2009 13:02:40 +0300 Subject: دارفور والسودان : من الضحية From: [email protected] To: [email protected] أخي خالد أشكرك على موضوعك الذي تناولت فيه الظلامات التي وقعت على أهلي في دارفور وأود أن أدلوا بدلوي فيما يختص بالماشية لما يلامس ذلك أهلي الرعاة مباشرة فالكل يعلم بأن الماشية هي المصدر الثاني للصادر السوداني بعد البترول ، وقد وقع الكثير من أهلنا ضحايا للخطة الممنهجة التي اختطها النظام وعرابه دكتور الترابي والتي كانت تقضي بالسيطرة الإقتصادية على البلاد وإفقار الشعب السوداني عن قصد وتدبير وإصرار وفقاً لنظرية جوّع كلبك يتبعك ، فقد كان تجار الماشية والعاملون في هذه المهنة يعيشون حياة رغدة هنيئة ولكن وما أن قفز هؤلاء على السلطة حتى بدأ التجار والعاملون في مجال الماشية ، بدؤوا في العد التنازلي إلى الحضيض بسرعة قياسية ثم الإفلاس التام ، إذ تمت محاربة تجار الماشية في دارفور لصالح شركات النظام التي دخلت كالغول النهم في هذا المجال حيث لم تتوفر السيولة في الأسواق إلا لهذه الشركات بعد أن تم سحب أموال المساكين إثر خطة تغيير العملة وتجميد الأرصدة وصارالتجار والرعاة يبيعون مواشيهم بتراب الفلوس ويخسروا خسائر فادحة في كل مشوار إلى أن تبخرت رؤوس أموالهم دون أن يعرفوا أين ذهبت : في الواقع تحولت كل المبالغ التي خسرها أصحاب و تجار الماشية إلى خزائن وجيوب سارقي قوت الشعب. هذه العملية أخي أدت إلى إفقار الآلاف من الذين كانوا يعدون من الموسرين وأدت إلى أن يبيع البعض منهم بيوته وممتلكاته لتسديد إلتزاماته وليأكل ويشرب ويعالج أطفال ويعلمهم ... يعني خربوا بيوت الناس بمعنى الكلمة ... مع كل هذا الدخل الذي يدخل إلى خزائن الدولة من مواشي دارفور إلا أن الخدمات التي تقدم إلى الرعاة المساكين المغلوبين على أمرهم تساوي صفراً ، فلا تعليم ولا صحة ولا خدمات ولا حتى مياه لمواشيهم .. بل والأدهي والأمر أن عصابات النهب المسلح تسطو على فرقان الرعاة وتقتلهم وتنهب مواشيهم وتبيعها في دول الجوار ولا تحرك الحكومة ساكناً تجاه هذا الأمر. الأمية متفشية في القبائل العربية بدارفور بنسبة تفوق التسعين بالمائة والأمراض تفتك بهم وليست هناك سياسات واضحة للعمل على إيقاف كل هذه المصائب. إلى الأخ الذي كتب الموضوع العنصري البغيض هذا : قولك دارفور لا يأتي منها إلا البلاء ، أعلم أن خير دارفور الوفير يشمل كل السودان وأن المركز لم يكتفي بتجاهل أهل دارفور فحسب بل زاد الطين بلة بسياساته الإقصائية والعشوائية والتي تنم عن مراهقة سياسية لا يعرف إليها النضج سبيلاً. أهل دارفور هم إضافة حقيقية ودعامة هامة للسودان وقد عانوا منذ قديم الزمان ولا زالوا يعانون من التجاهل والتقليل من شأنهم ومص خيراتهم ،،،، وليس العكس إن كنت تقصد الحركات المسلحة : ففيها التي تعمل وفقاً لأجندة داخلية من المركز والكل يعلمها وفيها من تعمل لتمرير أجندة خارجية يقصد بها السودان كوحدة متكاملة وليس نظاماً حاكماً .. وتلك أيضاً يعلمها الكل بنفس القدر هنالك من الحركات من هي أكثر وطنية من الكثيرين الذين يتشدقون بغيرتهم على السودان حديثك جانبه الصواب وعنصريتك منتنة فدعك عنها الرزيقي