|
Re: صَحْوُ الكَلِماتِ المَنْسِيَّة ! (Re: منوت)
|
أبا ساندرا الحبيب يا أباها تلكم الليمونية الأوردة و الصقاع . و اندلعًَ النحيب ! دعهُ يا حبيب ، دعِ النحيبَ يندلعُ كما اللهيب !! ودعِ اللّهيبَ مندلعاً كما لطافة الهمبريب !!! و " عمّا قريب ، الهمبريب ، يفتح شبابيك الحبيب !!!! " . و ... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهِِ يا أيها النور الأبكريُّ الرَّهيب !!!!!
و ... " في وداع" النور عثمان أبكر" : جرَّة ذهب إلى بحر الغياب . عندما كتبنا وأنتَ على سرير الاستشفاء : { قُم يا بهي المراتب ، يا عصياً على النسيان . بطول فراقك جسداً حملت وطنك بين جنبيك . كنت قد شققت بطن المسألة ، وزرعت وردك في كل الحواشي وزينتَ المزارع بالرؤى . كنت في المُبتدأ مثقف مال على أوجاع الوطن وأوجاعه وهموم الوطن وهموم الجسد الخلاسي الذي جمله الكثيرون من أهل البلاد منذ عهود هجرات قديمة ، جرّ معه اللغة و حقنته بجُرعات من الدمٍ وعنفوان الثقافة . سيدي نعرف أنك تنسى نفسك في الزحام . العمر يمرّ علينا جميعاً ولا نعرف كيف نفر من قدر الجسد الواهن إلى من بيده السحر الإنساني الكبير ، ليحيل الوهن قامة صحة فارعة . سيكونون معك لنُصرة إن ترجع إلينا كما عهدناك سندساً في بنايات الذاكرة تمد أراوحنا بالوهج . أ أنت من زرع فسيلة الغابة والصحراء ؟ أ أنت الذي تدثرتَ مُحرراً من وراء تخوم الكتابة في الدوحة القطرية أيام نهضتها الأولى ؟. أ أنت المُترجم ، والمثّال والناقد ، والشاعر ، والكاتب ؟ كيف حالك سيدي ، وكيف مقام الذهن المُتوقد بالفعل المُبدع وبالنار التي سقيتنا أنتَ و لم تعلم أنها أضرمت الفيافي و غابات الفرح عندما ينهض الوعي سلم رُقيه.} لم نكُن نعلم حينها أن طريق الرحيل أقصر . إلى روحك الراحلة من فوق السحاب : إلى دوحتنا التي من فيء ظلالها علينا نجلس و نتسامر ونزهو . إلى شِعرك ( الوريف ) ونعمة مولانا الكُبرى حين تنزلت علينا، وامتطت فراشة ذهنك الوثاب شِعراً ولؤلؤاً وبشائر . هذا يوم ميعادك . رفرفت الروح ومدّت أجنحة تضرب الآفاق وهبت ريح سوداء من حُزننا عليك . ليت الأقدار بقدر التمني ، ولكن كتاب الفراق سيفٌ قاطع فصلنا عنك ، و حجب جسدك الذي كانت مطمورة في دنَّ خَمرته الكثير الذي ينتظر . لحِقت أنتَ بالجيل الذي رحل . السهم مكان السهم ، والحافر مكان الحافر وإن تنوعت السوابح : ( جمال محمد أحمد وعبد الله الطيب المجذوب ومحمد عُمر بشير ... ) جميعكُم كتبتُم لنا وثَقُلت موازينكُم وفاء لشعب يقرأ ، أو لشعب سوف يقرأ ، أو أن يُفسح له الكون من بعد الخيبة أن تكون له القدرة على القراءة الوثابة، ليعيد قاطرة وطن تهُمُ أن تخرج عجلاتها من القضبان إلى هاويات المجهول . بسم مولاك ، وحافظ روحك الهائمة ، و حافظ أرواحنا الراكضة في لهث الدُنيا ، نستسمحه أن يأمر أملاكه يغسلون بأنوار البهاء جسدك المجدول شِعراً و وعيا . لم تكُن الدنيا رحيمة بنا ، ولست أول الراحلين لتترُكنا ، وإنا لفراقك لمحزونون . فنحن نودع جرة مملوءة بذهب الشِعر إلى بحر الغياب .
عبد الله الشقليني 04/02/2009 م
|
|
|
|
|
|
|
|
|