أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 02:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2009, 06:39 AM

Dr.Ahmed Boasch
<aDr.Ahmed Boasch
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) (Re: Dr.Ahmed Boasch)

    (7)
    وفي نص آخر يعرض صاحب التفسير في تفسيره لبعض أهداب قصة نبي الله شعيب مع أهل مدين إلى نفس المحاور التي عرضنا لها حول الإخلال بالآلية الذي يعقبه الاضطراب والفساد، حيث يقول ما نصّه: (ثم دعاهم ثانيا بقوله: «ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها» إلى الكف عن الإفساد في الأرض بعد ما أصلحها الله بحسب طبعها والفطرة الإنسانية الداعية إلى إصلاحها كي ينتظم بذلك أمر الحياة السعيدة. والإفساد في الأرض، وإن كان بحسب إطلاق معناه يشمل جميع المعاصي والذنوب مما يتعلق بحقوق الله أو بحقوق الناس كائنة ما كانت، لكن مقابلته لما قبله وما بعده يخصه، تقريبا، بالإفساد الذي يسلب الأمن العام في الأموال والأعراض والنفوس كقطع الطرق ونهب الأموال وهتك الأعراض وقتل النفوس المحترمة. ثم علل دعوته إلى الأمرين بقوله: «ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين» أما كون إيفاء الكيل والميزان وعدم بخس الناس أشياءهم خيرا فلأن حياة الإنسان الاجتماعية في استقامتها مبنية على المبادلة بين الأفراد بإعطاء كل منهم ما يفضل من حاجته، وأخذ ما يعادله مما يتمم به نقصه في ضروريات الحياة وما يتبعها، وهذا يحتاج إلى أمن عام في المعاملات تحفظ به أوصاف الأشياء ومقاديرها على ما هي عليه. فمن يجوّز لنفسه البخس في أشياء الناس فهو يجّوز ذلك لكل من هو مثله، وهو شيوعه، وإذا شاع البخس والغش والغرر من غير أن يؤمن حلول السُّم محل الشفاء والرديء مكان الجيد، والخليط مكان الخالص، وبالآخرة كل شيء محل كل شيء بأنواع الحيل والعلاجات، كان فيه هلاك الأموال والنفوس جميعا. وأما كون الكف عن إفساد الأرض خيرا لهم فلأن سلب الأمن العام يوقف رحى المجتمع الإنساني عن حركتها من جميع الجهات وفي ذلك هلاك الحرث والنسل و فناء الإنسانية) انتهى نص صاحب التفسير. وكما هو واضح، فقد أشار المفسر صراحة إلى الخلل والفساد والبخس والغرر واختلاط الأمور الذي ينجم عن الخروج عن فطرة التطور، أي الخروج عن سنن الحرية والديموقراطية والتطور.

    لم يكن هدفنا الأساسي من هذا السياق أن نتثبّت من مفارقة الحكومة السودانية الراهنة للدين منذ فجر انقلابها الذي أطاح آلية إدارة المجتمع. فقد تثبتنا من ذلك مما نغالبه ويغالبه الشعب السوداني من إحن على مدار الساعة داخل وخارج السودان. والواقع أن الجماعة الانقلابية، كما ذكرت في سياقات سابقة، قد فارقت الدين قبل تنفيذ الانقلاب منذ أن أضمرت النوايا السيئة ودبّرت بليل وقامت بعملية سطو مسلح والاستيلاء على حقوق الناس الأمر الذي يحرّمه الدين الإسلامي والأديان كافة. بل فارقت الدين قبل ذلك بسنوات بعيدة منذ أن شرعت رؤوس الجماعة الانقلابية في استغلال الدين السمح في تنشئة بعض الفتية على العنف والقتل والتعذيب بدم بارد، وهذا ما يفعلون. نعم لقد سقطت ورقة الدين عن خاصرة الحكومة من زمان ويدا الحكومة مشغولتان بجمع المال وبالقمع. ثم إن العلاقة الموضوعية بين الجماعة الحاكمة وبين أشقياء ثمود قد وضحت في خرقهما المواثيق ونقضهما للعهود. فقد سطت الجماعة الحاكمة في السودان على الآلية الديموقراطية التي تواثقت عليها المجتمعات السودانية، فكان من البديهي كما ذكرت مرارا أن يحدث هذا الاضطراب العظيم ويستشري الفساد والظلم والقهر والجوع والغلاء والتشريد والتعذيب وقتل النفوس المحترمة المحرم قتلها. وهكذا يصل بنا السياق إلى هذا التطابق بين فعل ونتائج فعل أشقياء ثمود ومن أوعز لهم بذلك من المترفين أصحاب القوة والبطش والمال وبين أفعال الجماعة الحاكمة في السودان ومن والاها من المترفين من أصحاب البطش والمال.

    ومع هذا التشابه بين أشقياء ثمود وبين الجماعة الحاكمة اليوم في السودان من حيث تدبير وتنفيذ المكر وخرق المواثيق وما ينجم عن ذلك من دمار وفساد، فهناك بعض الحسنات التي تميز الحالة السودانية الماثلة، وهي حسنات تفتح أفقا من التفاؤل أراه قريب الإشراق:

    أولا: لقد فشلت الجماعة الحاكمة في تحويل الشعب السوداني إلى قوم ثمود. وقد تبيّن لنا ذلك في الموقف السلبي الذي يتخذه الشعب السوداني من نداءات "جمع الصف الوطني" التي تجأر بها الجماعة الحاكمة وقد ضاقت بها الأرض بما رحبت، فبقي الأشقياء على شقوتهم وعزلتهم.

    ثانيا: كما شرحنا فإن "الديموقراطية الاجتماعية السودانية" هي ناقة الشعب السوداني التي حاولت الجماعة الحاكمة نحرها وفرض دكتاتوريتها بدلا عنها، لكن الجماعة فشلت في نحر ناقة الشعب السوداني لأن "الديموقراطية الاجتماعية السودانية" خاصية كامنة في نفوس المجتمعات السودانية تظل موجودة مهما تعاقبت الأجيال تحت ظلل الظلم والدكتاتوريات. فبرغم مضي 20 عاما من الحكم الدكتاتوري الملطّخ بالقمع والتعذيب والاغتيالات. فقد فشلت الجماعة الحاكمة في تطبيق النموذج الإيراني في السودان لأنها فشلت في كسر قناة الشعب ففشلت في أن تجعل من حكمها أمرا واقعا تفرضه على الناس.

    نعيد بالقول إن كل المعطيات والقرائن الماثلة على الأرض تجزم أن الجماعة الحاكمة قد وصلت إلى نهاية النفق المغلق الذي لا يبين في نهايته ضوء ولا أمل في الاستمرار. الحكومة الراهنة أضحت في حكم الميتة ولم يبق لها إلا أنبوب الحركة الشعبية الذي لا يمدها بالحياة بل بمظهر من مظاهر الحياة، وإلا فما الذي يبقى من هذه الحكومة لو نزعنا عنها الشراكة مع الحركة الشعبية؟ لا شيء البتّة! لم يبق إذن إلا أن يحرر الشعب السوداني إرادته أولا، ومن ثم تتحر تلقائيا الديموقراطية الحبيسة في سجون الجماعة الحاكمة فتنقشع السنين الحوالك التي تأخذ بالسودان. وبرغم أن استمرارية الحكومة حتى هذا اليوم، إلا أن السودان قد دخل بالفعل في المرحلة الانتقالية سواء أن أعلنت الجماعة الحاكمة هذه الحقيقة من عند نفسها أو انتظرت حتى تعلن الحقيقة عن نفسها بنفسها عندما تتحلل جثة الحكومة .. سيان.

    وبرغم سقوط الحكومة الذي لا ينكره إلا من سفه نفسه، لكن يبدو أن الجماعة الحاكمة وبطانتها من مترفيها لا يريدون الاعتراف بنهاية عهد الإنقاذ خشية المحاسبة وفقدان الثروات. لذلك، وفي موازاة فشل الجماعة الحاكمة في استقطاب الشعب، بل وعدم جدوى استقطاب الشعب في علاج فالج الحكومة، علاوة على خوف الحكومة من أن ينقلب تحريكها للشارع إلى عمل جماهيري مضاد لها، من المرجح أيضا أن تلجأ الحكومة إلى تشديد قبضتها العسكرية والمخابراتية وفرض المزيد من أحكام الطوارئ وإخلاء الشوارع من المارة مثلما كانت تفعله هذه الحكومة قبل إبرام اتفاقات نيفاشا. ونبشّر الحكومة أن أسلوب القبضة العسكرية ونشر الخوف قد فات أوانه وغالبا ما تنجم عنه عواقب وخيمة وحركة جماهيرية مضادة لأن الاحتقان قد بلغ ذروته. لم يعد أمام الجماعة الحاكمة اليوم إلا طريق واحد وحل واحد وباب واحد هو الاعتراف بسقوط الحكومة وانتهاء ما كان يعرف بحكومة الإنقاذ، ومن ثم التعاون مع الشعب على ترتيبات الفترة الانتقالية، ولسوف يجدون الشعب على مكارم خلق لم يفلحوا في إفسادها، ولسوف يجدونه يعفو عند المقدرة. فإما أن تمضي الجماعة الحاكمة في هذا الطريق طوعا أو دفعها الناس إليه كرها فتهوي بهم الريح في مكان سحيق خارج المستقبل السياسي.

    ولعلني في هذا المفصل التاريخي أقول للجماعة الحاكمة: لقد ماتت حكومتكم وشبعت موتا فلا تكونوا أشقياء ثمود حتى نهاية الشوط فيحل بكم عذاب الاستئصال على يد شعب متأهب تظنونه نائما وما هو بنائم. اعترافكم بهذه الحقيقة المسجاة يمكن أن يضمن لحزبكم موطئ قدم على أرض المستقبل الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من ذلك. والاعتراف هنا ليس مجرد اعتراف والسلام، بل عبارة عن خطوات عملية تؤكد قطع صلتكم بماضيكم الدكتاتوري وانفتاحكم على المستقبل على قدم المساواة مع كل التكوينات والتيارات السياسية الاجتماعية والفكرية في البلاد وخوضكم الانتخابات من خارج كراسي الحكم الدكتاتوري. وإن شئتم برنامجا عمليا تنتقلون به طواعية للمرحلة الانتقالية، يمكن أن يفاوضكم الشعب على ما سوف أطرحه في ورقة منفصلة.

    سالم أحمد سالم

    باريس

    21 ديسمبر 2008

    -----------------------------

    نداء خارج النص من أجل الذين لا يملكون أجهزة كمبيوتر

    عدد كبير، خاصة من الشباب والطلاب، يبحثون عن نسخ مطبوعة من مقالاتنا التي تنشر على المواقع الالكترونية لأنهم لا يملكون أجهزة كمبيوتر. لذلك ألتمس ممن توفرت لديه إمكانات فنية أن ينسخ مقالاتي شريطة أن يوزعها بالمجان، وليس بيعها. كذلك ألتمس من القادرين والحادبين التبرع قدر الاستطاعة من أجل طباعة نسخ يتم توزيعها على الراغبين بالمجان. يرجى من كل من يود أن يتبرع لهذه الخدمة أن يرسل لي رسالة على بريدي الالكتروني المنشور في هذه الصفحة. ولا فضل لي أو لكم عليهم.
                  

العنوان الكاتب Date
أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:19 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:24 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:26 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:29 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:31 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:34 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Dr.Ahmed Boasch01-07-09, 06:39 AM
  Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) عبدالرحمن الخليفة01-07-09, 08:33 AM
    Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) سالم أحمد سالم01-08-09, 04:30 AM
      Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) سالم أحمد سالم01-08-09, 04:49 AM
        Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) Elawad Eltayeb01-12-09, 03:17 PM
          Re: أشقياء ثمود وناقة الشعب السوداني (منقول) سالم أحمد سالم01-12-09, 09:20 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de