مايحدث فى غزة هى جرائم حرب ترتكبها دولة اسرائيل ويجب أن تقف الان، قتل المدنيين لا يمكن تبريره مهما كان وتحت اى ذرائع. العقاب الجماعى لسكان غزة لا تبرره اى معايير اخلاقية.
مبادئ حقوق الانسان الذى اجمع عليها العالم كله هى كل لا يتجزء، وانتهاكها غير مقبول من اى جهة كانت دولة او منظمات حزبية لأن البديل هو الفوضى الشاملة التى لا تحدها حدود ولا تضبطها معايير. فى عمليتها السابقة فى غزة من 27 فبراير الى 3 مارس 2008 قتلت اسرئيل 107 فلسطينى غالبيتهم من المدنيين، فى جنين عام 2002 قتلت اكثر من 52 فلسطينى وغالبيتهم من المدنين. والان بغزة تؤكد التقارير ان 28% من اللذين قتلوا مدنين حتى الان، بالمقابل حركة حماس تطلق وتخزن صواريخ واسلحة فى مناطق مكتظة بالسكان ، وتستخدم السكان كدروع بشرية وهذا مخالف لقوانين الحرب وكما ان اسرائيل لاتبالى بحياة المدنيين الفلسطيين (رغم الدعاية الاعلامية). فكذلك حركة حماس وبقية الحركات التى تسمى نفسها حركات مقاومة.
هناك امر يجدر الاشارة اليه ان اسلوب حركة حماس فى المقاومة المسلحة (غير اخلاقى بكل المعايير). لا يوجد له مثيل فى تجارب حركات التحرر السابقة، وطنية او يسارية، فى افريقيا أو اسيا او حتى فى فلسطين نفسها مثل هذه الاسلوب المنفر الغير اخلاقى (وهو استهداف المدنيين- من العدو)، هذا الاسلوب جعل من حماس وجه غير مقبول ومقذذ للمقاومة الفلسطينية اقليميا وعالميا. اضف الى ذلك ايدولجيتهم الاستئصاليه. واصبح الناس يفكرون لو كانت هذه هى طريقتهم فى المقاومة –وهم فى موقف ضعف- تخيل كيف تكون طريقتهم فى الحكم وهم فى مواقع القوى. وحماس لم تخيب ظن الناس فيها، وقامت بانقلاب على حركة فتح فى يونيو 2007، وسيطرت على قطاع غزة بالحديد والنار. استراتيجية اسرائيل العسكرية الان هى اضعاف حماس و وقف اطلاق الصواريخ. لكن مهما كان النتيجة النهائية لهذا الغزو، فان نهاية الامر معالجة وضع كهذا لا يتم إلا عبر المفواضات وتقديم التنازلات من جميع الاطراف- وهذا ماسيحدث فى نهاية الامر معالجة تشبه وضع حنوب لبنان، لكنها استراتيجية دفع ثمنها الكثير من الابرياء فى غزة.
بالنسبة لحكومات كمثل حكومة السودان التى تسبح فى برك من الدماء نتيجة للحروب التى اشعلتها والاعداد الهائلة من المدنيين الذين ماتوا فيها. مثل هذه الحكومات لا تملك اى افضلية اخلاقية وهم اخر من يحتج على مايحدث فى غزة. فجرائم الحرب فى جنوب السودان (ماحدث فى واو، جوبا، ملكال، وبور) وجبال النوبة (ماحدث فى كاودا) ودارفور الان تشهد بذلك- وباعترافهم هم أن هناك 10 الف قد فقدوا حياتهم فى ظرف 3 سنوات (بالرغم ان التقارير الدولية تشير الى ان العدد يصل الى اكثر من 200 الف). واخرها الحادث البشع فى اغسطس 2008 الذى حدث في معسكر «كلمة» بجنوب دارفور التي راح ضحيتها اكثر من 30 شخصاً وجرح 70 آخرين وكلهم من المدنيين والنساء والاطفال. بالمقارنة منذ الانتفاضة الثانية فى 2000 وصل عدد القتلى ( فلسطين واسرئيلين) الى ال 6 الف. لكن كما تفعل الحكومة الاسرائيلية ومناصريها فى التقليل من اعداد الضحايا المدنيين، وتبررها انها نتيجة للحرب، كذلك تفعل حكومة السودان وتبرر قتل المدنيين (انظر مقابلة على عثمان طه مع زينب بدوى BBC 2004)، كما تشكك الحكومة الاسرائيلية فى الصور التى تبث من غزة الان كذلك تفعل حكومة السودان مع مايحدث فى دارفور. كم تمنع الحكومة الاسرائيلية دخول الصحفين كذلك تفعل حكومة السودان. معظم حركات الاحتجاج ومسيراتها التى نشاهدها الان حول العالم، وحتى داخل اسرائيل، مستنكرة مايحدث فى غزة هى نفس المجموعات التى تحتج على مايحدث فى دارفور (والتى يصفها النظام بانها مؤامرة صهيونية) هل يعقل ذلك؟؟؟؟.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أحمد أمين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست