الجاليه السودانيه بكوريا الجنوبيه مع غزه في خندقا واحد...

Quote: كل من تابع معركة الانتخابات الأمريكية الأخيرة ، والتي أجمع الكثيرون على أنها كانت الأكثر إثارة في التاريخ القريب لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة ، والتي تميزت بمشاركة شابة ملحوظة جدا هذه المرة ، وعبر أدوات شبابية من إنترنت ورسائل نصية قصيرة على التلفونات النقالة ، كل من تابع هذه الانتخابات لا بد من أنه لاحظ الترحيب والتفاؤل الشديد الذي ساد أوساط الأمريكيين من أصل أفريقي بفوز أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية، رغم أن أوباما تحاشى أن يعطي حملته الانتخابية أي بعد عنصري أو شكل أو لون، وركز على مخاطبة الشعب الأمريكي بلغة قومية رصينة يفهمها الجميع أبيضهم وأسودهم وملوّنهم. فرحة الشباب بفوز أوباما لم تقتصر على الأمريكيين الشباب من مختلف الألوان والسود والملونين بشكل خاص وحدهم ، ولكنها وجدت طريقها حتى عبر المحيط الباسيفيكي إلى أحد الفصول بمدارس سيئول المتوسطة على نحو ما نقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب. فقد تلقى الشاب /بارك سو هان، 14 سنة ، حسب الاسم الكوري ، أو جوهر عماد الدين حسب الاسم العربي ، التهاني والإشادة من زملائه لكونه نصف أفريقي مثل القائد الأمريكي الأسود. وقال بارك ، أو باراك كما ناداه أصدقائه في أعقاب انتصار أوباما في ذلك اليوم ، وابتسامة واسعة قد ارتسمت على شفتيه ' جاء إلي أصدقائي يهنئوني بأن أوباما انتصر وبعضهم يطلق عليّ اسم /أوباما والبعض الآخر كان يناديني باسم باراك و أنا فخور بالاسمين'. بارك سو هان حتى تاريخ ما قبل انتصار أوباما، وباراك فيما بعد الانتصار، هو من أب سوداني وأم كورية وهو شاب مهجّن أنيق ووسيم ومهندم، ليس فقط بسبب الملامح المتميزة أو اللون الخمري الضارب للسمرة حسب المواصفات السودانية ولا بسبب العينين الواسعتين بالمقاييس الكورية ، ولكنه أيضا كائن متمازج التشكيل الثقافي والوجداني بشكل حيوي متنوع ونابض، ومن الواضح إنه حرص على أن ينهل أفضل ما في الثقافات المختلفة التي ظلت تتجاذب من كورية وعربية وأفريقية وحتى غربية نتيجة انتمائه لجيل الفضائيات والإنترنت . وحسب ما ذكرت وكالة يونهاب ، وعكس بقية الجيل المتعدد الأعراق في كوريا كما قالت، فإن بارك الذي يدرس في المستوى التاسع يؤمن بأن إرثه الأفريقي هو مصدر قوة بالنسبة له ، ولهذا فإن سماع قصص نجاح مثل قصة أوباما وقصة هاينس وارد الأمريكي الحائز على جائزة أفضل لاعب في البيبسول قد قدمت له الأمل في مستقبله في بلد يتسم بدرجة كبيرة من التجانس العرقي. وارد من أب أمريكي من أصل أفريقي يعمل في الجيش الأمريكي وأم كورية في سيئول، وقد استقبل استقبال الأبطال عندما عاد إلى كوريا سنة 2006 لكونه حائز على جائزة أفضل لاعب في البيبسول في العالم وعلى أكبر الجوائز في الولايات المتحدة وكانت المخاوف من التمييز العنصري في كوريا قد سيطرت على الإعلام الكوري قبيل وصوله البلاد. وحسب آراء بعض الباحث الاجتماعيين في كوريا حول الأطفال من ذوي الأعراق المتعددة فإن الكثير من الأطفال الهجين في كوريا شعروا بأن نظرة الناس إليهم تغيرت كثيراً بعد زيارة/هاينس وارد'.وقد بدأ أصدقاؤهم في إظهار سلوك مختلف في الآونة الأخيرة خالي من النظرة القديمة التي لا تخلو من ملامح تمييز عرقي في مجتمع ظل متجانسا ومنسجما عرقيا عبر فترة تاريخية طويلة، ولم يعرف التمازج العرقي أو الزواج الدولي إلا مؤخرا، ويحمل نوعا من التوجس والنفور من الأجنبي لاعتبارات تاريخية حتى وقت قريب. وقد نقلت الوكالة التي التقت بالشاب بارك ،والتي وصفته بالصبي النموذجي المراهق الذي يحب اللعب بالعجلة الدوارة والعزف على البيانو وألعاب الكمبيوتر قوله بأنه درج على الدخول في شجار مع تلاميذ المدرسة بسبب لون بشرته الداكنة في حين يعيره بعض أصدقائه السودانيين بلون بشرته الفاتحة ويطلقون عليه اسم "الحلبي" في إشارة للغجر الأوربيين . بل أضطر ذات مرة لترك مقرر دراسي لتفادي مضايقة التلاميذ له. أما في البيت، فكان يتعين عليه التقيد بالتعاليم الإسلامية . ولا يسمح له بتناول لحم الخنزير، أما خلال العطلات المدرسية فيتعين عليه مرافقة أبيه ، الأستاذ الجامعي السابق ، والمترجم حالياً ، لأداء صلاة الجمعة في مسجد سيئول المركزي كل أسبوع، وكلها أشياء قد تخلق بسبب تضاربها أحيانا نوعا من الارتباك إلا أن الفتى الخلاسي نجح في التكيّف مع واقعه بصورة في غاية التوازن.. من المؤكد أن حكاية الشاب الكوري العربي الأفريقي المهجن الفخور بتنوعه وتمازجه العرقي والثقافي والوجداني بارك أو جوهر تؤكد أن كوريا قطعت في الأعوام الأخيرة شوطا معتبرا في مجال نبذ التعصب العرقي واكتساب المعايير الدولية الجديدة التي تجعل من التنوع مصدر قوة وتميز كما هو الحال في دول الآن مثل الولايات المتحدة والبرازيل وجنوب أفريقيا ،ومن المؤكد أيضا إن قصة نجاح الشاب الأسود ذي الأصول الكينية الأفريقية باراك أوباما في قيادة دفة أكبر بلد في العالم ستفجر ثورة كبرى في المفاهيم والأفكار التي كانت سائدة حتى وقت قريب في العالم ،وستحقق أحلام وطموحات شباب مثل بارك سون هان الذي قال في نهاية مقابلته مع وكالة يونهاب ' أريد أن أكون شخصاً مثل/أوباما الذي أدهش العالم. لقد نجح بعض السود في أمريكا ،ربما ليس في كوريا حتى الآن، ولكنني مصمم على أن أكون رجلاً اسوداً ناجحاً في كوريا'. والد باراك أوباما جاء من غابات كينيا قبل أقل من نصف قرن من الزمان وصار ابنه خلال هذا الوقت القصير رئيسا للولايات المتحدة بكل صولجانها وجبروتها، والسيد عماد الدين جوهر ، جاء إلى كوريا قبل 15 عاما أو يزيد ،وهو والد الصبي الذي تمتزج دمائه الكورية بسخونة الأدغال الاستوائية وحرارة الفيافي والصحارى الأفريقية ، وبنفس منطق الأشياء ، لا يستبعد أن يتبوأ الصبي كرسي أعلى مقعد في كوريا التي تتطلع للسير في طريق الانفتاح والعالمية. http://world.kbs.co.kr/arabic/program/program_rainbow_detail.htm?No=248

هو نجل الأستاذ الحبيب عماد الدين جوهر...




ومقاطع أسمه الكوري "سو هان" باللغة الكورية تعني
السودان "سو"، وكوريا "هان"، ذلك لأن أسم كوريا نفسه باللغة الكورية هو "هانكوك"، ماركة الإطارات المعروفة عالمياً.


_____
هذه الحكاية وحكايات أخرى تضئ لكم الطريق لمعرفة كوريا عن قرب...
مع الكاتب المجيد، أستاذنا محمد آدم...تجدوها على الصفحات التالية:
http://world.kbs.co.kr/arabic/program/program_rainbow.htm

أنور