تقرير وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي حول مسار خطة التدخل الإسرائيلي في السودان ودارفور..

Quote: الحرب الخفية ضد السودان.....الأمن القومي العربي إلى أين ؟ الصراع مع العدو صراع وجود وليس على الحدود العرب يواجهون عدواً غادراً.....تتمثل فيه كل خصائص البهيمية....... عقيدته تعتمد على القتل....فتارة بالحديد والنار...وتارة أخرى بالعمل الدبلوماسي..... ما لم يأخذه بالحديد والنار يأخذه بالدبلوماسية.. وان لم يستطع فعن طريق اختراق المنظمات الدولية... مثل المحكمة الجنائية الدولية...والوسائل اللانسانية كثيرة...... استيقظوا يا عرب... لقد طالت غفوتكم..فالسودان مستهدف لأنه يملك تكاملاُ عملاقاً.....قادراً على دعم ثنائية الأمن القومي والأمن الغذائي للعرب. تحديات متعددة يواجهها الإسرائيليون من السودان القوي. لابد من تكامل الأمن القطري مع الأمن القومي العربي الذي أصبح مطلباُ ملحاً للعرب . ما إن هدأت مشكلة الجنوب حتى برزت مشكلة دار فور التي تأتي لعقاب السودان باعتباره العمق الاستراتيجي لمصر . ليس المطلوب رأس الرئيس البشير بل رأس السودان بأكمله, ومحاكمة البشير أو ذهابه هو فتح أبواب السودان على المجهول. وأنا أتصفح محاضرة وزير الأمن الداخلي حول تقييم استراتيجية الكيان الصهيوني في المنطقة العربية بشكل عام والساحة السودانية بشكل خاص حينها : · استوعبت قيمة استنكار الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني لقرار المحكمة الجنائية الدولية حول السودان, وأدركت أن هذا القرار هو أحد بنود الحرب الخفية على القطر السوداني لإجهاض منجزاته وعدم تمكينه لامتلاك القوة الاقتصادية التي تدعم العرب, حيث قال الدكتور مصطفى ( إن هذا القرار يمثل جزءا من الاستهداف الذي يجهض الإنجازات التي تحققت في السودان). · تأكدت أيضاً بأن قرار محكمة الجنايات الدولية يأتي في سياق هذه الحرب الخفية على السودان حيث وصف الدكتور إسماعيل في تصريحات للصحافيين على هامش مشاركته في المؤتمر السنوي الخامس لمجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة الذي عقد في القاهرة في الفترة من 16-18\9\2008 قرار مدعي المحكمة الدولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بالمعيب كونه يقوض قواعد العدالة الدولية . · أدركت أن هذا القرار ليس هدفه تطبيق العدالة وإنما كان نتيجة اختراق إسرائيل للمحكة الجنائية بهدف توجيهها وفق مصالح اسرائيل الاستراتيجية القذرة بطريقة خفية, فقد تساءل الدكتور إسماعيل (هل المحكمة الجنائية تمتلك الحق القانوني أو السياسي أو الأخلاقي لتوجيه مثل هذا الاتهام مشيرا إلى أن السودان ليس عضوا في المحكمة الجنائية الدولية). · وهنا يبرز السؤال المشروع مادامت المشكلة في طريقها إلى الحل من قبل كامل مكونات النسيج السوداني فلماذا تعاظمت هجمة الأعداء الوحشية لإضرام النار في كل السودان ؟ قال مستشار الرئيس السوداني حول هذا الموضوع ( إن هذه القضية بدأت تجد طريقها إلى الحل) مؤكداً أن الشعب السوداني يرفض بقواه السياسية وتفاعلاته الشعبية التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية. فلنتعرف على ماهية هذه المشكلة وأسبابها الخفية من خلال الإجابة على الأسئلة التالية : · ما هي مشكلة دارفور ؟ يمكن الاعتماد على توصيف القائد الليبي معمر القذافي أثناء كلمته لطلبة جامعة كمبرج البريطانية عبر الفيديو حيث قال ( أنها أشبه بنزاع حول جمل) تحول إلى قضية دولية, وقال (كان بوسع الزعماء المحليين تسوية النزاع القبلي إذا لم تكن هناك مصالح اقتصادية للقوى الدولية في المنطقة) وتابع قائلا (هناك آلاف القضايا في أفريقيا مثل المياه والحشائش وأفريقيا مقسمة إلى أكثر من 50 بلدا والقبيلة مقسمة بين العديد من الدول رغم انتمائها لبعضها والمشكلة التي لدينا الآن أننا نسيس المشاكل التي بين القبائل) وأوضح القائد الليبي (لقد تم تسييس قضية دار فور لأن هناك قوى كبرى لها مصالح نفطية في المنطقة وأمور أخرى) وأضاف (إن وكالات الإغاثة الدولية قد أطالت أمد الأزمة لأن السكان المحليين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على المساعدات التي يتلقونها وبالتالي يريدون استمرار النزاع) . · ما هو الدور الإسرائيلي في تعاظم المشكلة : للتعرف على حقيقة الدور الإسرائيلي ودوافعه الحقيقية فلا بد من استقراء ما جاء في محاضرة وزير الأمن الإسرائيلي أفي ديختر في سبتمبر 2008 الذي أجاب من خلالها على تساؤلات السياسيين والإعلاميين الإسرائيليين والتي ترتفع في وسائل الإعلام أو في الكنيست حول موضوع اهتمام إسرائيل الزائد بالسودان ومجمل هذه الأسئلة تتلخص في السؤالين الرئيسيين التاليين: لماذا تعطي إسرائيل موضوع السودان هذا القدر من الأهمية ؟ لماذا تتدخل إسرائيل في شؤون السودان في الجنوب وفي الغرب ( دار فور)؟ أسئلة تحتاج إلى إجابة من منطلق: - إن السودان لا يجاور إسرائيل جغرافيا - مشاركة السودان ضد إسرائيل معدومة أو هامشية وارتباطه بقضية فلسطين حتى الثمانيات ارتباطاُ واهياً وهشاً. الإسرائيليون يتساءلون للاطمئنان على حركة زعمائهم, لكن نحن العرب أحق بمعرفة أسرار هذا الاهتمام الإسرائيلي المتزايد لأنه يمس أمننا القومي والغذائي وللتعرف عليه لا بد من الغوص فيما يدور في عقول الاسرائليين والتي تتلخص بما يلي : · إسرائيل لن تسمح للسودان أن يصبح قوة تضاف إلى العالم العربي: يقول وزير الأمن أفي ديختر في إجاباته على الأسئلة السابقة ما يلي: 1. حين بلورت إسرائيل سياستها واستراتيجيتها نحو العرب انطلقت من عملية استقراء أبعاد المستقبل وتقييمات تتجاوز المدى الحالي أو المنظور. 2. كان يمكن للسودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لدول عربية رئيسية مثل مصر والعراق والسعودية لكن السودان ونتيجة لازمات داخلية بنيوية, صرا عات وحروب أهلية في الجنوب استغرقت ثلاثة عقود ثم الصراع الحالي في دار فور ناهيك عن الصراعات داخل المركز الخرطوم تحولت إلى أزمات مزمنة, هذه الأزمات فوتت الفرصة على تحوله إلى قوة إقليمية مؤثرة تؤثر في البنية الإفريقية والعربية. ويتابع الوزير الإسرائيلي: كانت هناك تقديرات إسرائيلية حتى مع بداية استقلال السودان في منتصف عقد الخمسينات أنه لا يجب أن يسمح لهذا البلد رغم بعده عنا أن يصبح قوة مضافة إلى قوة العرب لآن موارده إن استثمرت في ظل أوضاع مستقرة ستجعل منه قوة يحسب لها ألف حساب, وفي ضوء هذه التقديرات كان على إسرائيل أو الجهات ذات العلاقة أو الاختصاص أن تتجه إلى هذه الساحة وتعمل على تفاقم الأزمات وإنتاج أزمات جديدة حتى يكون حاصل الأزمات معضلة يصعب معالجتها فيما بعد. إسرائيل تعاقب السودان على وقوفه مع مصر في حرب حزيران 1967 : لكون السودان يشكل العمق الاستراتيجي لمصر ويقول وزير الأمن الإسرائيلي: هذا المعطى تجسد بعد حرب الأيام الستة 1967 عندما تحول السودان إلى قواعد تدريب وإيواء السلاح الجوي المصري وللقوات البرية هو وليبيا, ويتعين أيضاً أن نذكر بأن السودان أرسل قوات إلى منطقة القناة أثناء حرب الاستنزاف التي شنتها مصر منذ سنة 1968-1970. السودان القوي يتعارض مع الأمن القومي الإسرائيلي : يتابع الوزير الإسرائيلي ويقول: كان لابد أن نعمل على إضعاف السودان وانتزاع هذه المبادرة منه لبناء دولة قوية وموحدة رغم أنها تعج بالتعددية الاثنية والطائفية لأن هذا المنظور الإسرائيلي ضرورة من ضرورات دعم وتعظيم الأمن القومي الإسرائيلي. وقد عبرت عن هذا المنظور رئيسة الوزراء الراحلة ( جولد مائير ) عندما كانت تتولى وزارة الخارجية وكذلك ملف أفريقيا في عام 1967 عندما قالت ( إن إضعاف الدول العربية الرئيسية واستنزاف طاقاتها وقدرتها واجب وضرورة من أجل تعظيم قوتنا وإعلاء عناصر المنعة لدينا في إطار المواجهة مع أعدائنا وهذا يحتم علينا استخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى ). وكشفت عن أن إسرائيل وعلى خلفية بعدها الجغرافي عن العراق والسودان مضطرة لاستخدام وسائل أخرى لتقويض أو ضاعهما من الداخل لوجود الفجوات والثغرات في البنية الاجتماعية والسكانية فيهما. الدور الإسرائيلي في إشعال الصراع في جنوب السودان : أورد أفي ديختر في محاضرته معطيات عن وقائع الدور الإسرائيلي في جنوب السودان انطلاقا من مرتكزات أقيمت في أثيوبيا وفي أغندا وكينيا وزائير( الكونغو الديموقراطية حالياً ) فيقول: جميع رؤساء الحكومات في إسرائيل من بن جوريون وليفي اشكول وجولدا مائير وإسحاق رابين ومناحم بيجن و شامير وشارون والمرت بنوا الخط الاستراتيجي في التعاطي مع السودان الذي (يرتكز على تفجير بؤرة وأزمات مزمنة ومستعصية في الجنوب وفي أعقاب ذلك في دار فور ) هذا الخط الاستراتيجي كانت له نتائج ولا تزال أعاقت وأحبطت الجهود لإقامة دولة سودانية متجانسة قوية عسكرياً واقتصادياُ قادرة على تبوأ موقع صدارة في البيئتين العربية والأفريقية, في البؤرة الجديدة في دار فور تداخلنا في إنتاجها وتصعيدها كان ذلك حتمياً وضرورياً حتى لا يجد السودان المناخ والوقت لتركز جهوده باتجاه تعظيم قدراته وما أقدمنا عليه من جهود على مدى ثلاثة عقود يجب أن لا يتوقف لأن تلك الجهود بمثابة المداخلات والمقدمات التي أرست منطلقاتنا الاستراتيجية التي تضع نصب عينيها أن السودان الضعيف والمجزأ والهش أفضل من السودان القوي والموحد والفاعل. موقف إسرائيل من مشكلة دار فور يعبر أراء الاسرائليين : ( وكعادة الرسميين الإسرائيليين في صياغة الكذب والخداع حتى على أنفسهم وينسوا ما يصنعون في الفلسطينيين والعرب في الأراضي المحتلة في الجولان ومزارع شبعا والمتمثل في عدم تمكينهم من تقرير المصير وعودة الحقوق المسلوبة للعرب). ويتابع آفي ديختر ويقول نحن بالإضافة إلى ذلك نضع في اعتبارنا وفي صميم اهتمامنا حق سكان الجنوب في السودان في تقرير المصير والانعتاق من السيطرة ومن واجبنا الأدبي والأخلاقي أن ندعم تطلعات وطموحات سكان الجنوب ودار فور, وحركتنا في دار فور لم تعد قاصرة على الجانب الرسمي وعلى أجهزة معينة, المجتمع الإسرائيلي بمنظماته المدنية وقواه وحركاته وامتداداتها في الخارج تقوم بواجبها لصالح سكان دار فور . الموقف الذي أعبر عنه بصفتي وزيرا إزاء ما يدور في دار فور من فظائع وعمليات ابادة ومذابح جماعية هو موقف شخصي وشعبي ورسمي. من هنا نحن متواجدون في دار فور لوقف الفظائع وفي ذات الوقت لتأكيد خطنا الاستراتيجي من أن دار فور كجنوب السودان من حقه أن يتمتع بالاستقلال وإدارة شؤونه بنفسه ووضع حد لنظام السيطرة المفروض عنوة من قبل حكومة الخرطوم. لحسن الطالع أن العالم يتفق معنا من أنه لا بد من التدخل في دار فور سياسيا واجتماعيا وعسكريا و الدور الأمريكي في دار فور دور مؤثر وفعال ومن الطبيعي أن يسهم أيضا في تفعيل الدور الإسرائيلي وإسناده كنا سنواجه مصاعب في الوصول إلى دار فور لنمارس دورنا المتعدد الأوجه بمفردنا وبمنأي عن الدعم الأمريكي والأوروبي. صانعوا القرار في إسرائيل هم الذين وضعوا خطة التدخل في دار فور : ويشير آفي ديختر في محاضرته بأن : صانعوا القرار في البلاد كانوا من أوائل المبادرين إلى وضع خطة التدخل الإسرائيلي في دار فور سنة 2003 والفضل يعود إلى رئيس الوزراء السابق أريئيل شارون وقد ثبت النظرة الثاقبة لشارون ومدى صوابيتها والمستمدة من فهمة لمعطيات الوضع السوداني خصوصا والوضع في غرب افر يقيا , هذه النظرة وجدت تعييرا لها في كلمة قاطعة ألقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق في خلال اجتماع للحكومة في عام 2003 حيث قال شارون ( حان الوقت للتدخل في غرب السودان وبنفس الآلية والوسائل وبنفس أهداف تدخلنا في جنوب السودان . لابد من التذكير مرة أخرى بأن قدر هام وكبير من أهدافنا في السودان قد تحقق على الأقل في الجنوب وهذه الأهداف تكتسب الآن فرص التحقق في غرب السودان في دار فور. الولايات المتحدة وإسرائيل تصر على التدخل في السودان : عندما سأل نائب وزير الدفاع السابق جنرال الاحتياط افرايم سنية وزير الأمن الداخلي أفي ديختر عن نظرته إلى مستقبل السودان على خلفية أزماته المستعصية في الجنوب وفي الغرب والاضطراب السياسي وعدم الاستقرار في الشمال وفي مركز القرار الخرطوم ؟ أجاب ديختر على السؤال: هناك قوى دولية تتزعمها أمريكا مصرة على التدخل المكثف في السودان لصالح خيارات تتعلق بضرورة أن يستقل جنوب السودان وكذلك إقليم دار فور على غرار استقلال كوسوفو لأن لا يختلف الوضع في جنوب السودان وفي دار فور عن وضع كوسوفو سكان هذين الإقليمين يريدون الاستقلال وحق تقرير المصير وقد قاتلوا الحكومة المركزية من اجل ذلك. الاستراتيجية الاسرائلية في السودان تهدف الى منعه من دعم العرب : وقد أنهى أفي ديختر تناوله للمحور السوداني فقال:أريد أن انهي تناولي للمحور السوداني في هذه المحاضرة تأكيداً بأن استراتيجيتنا التي ترجمت على الأرض في جنوب السودان سابقا وفي غربه حالياً استطاعت أن تغير مجرى الأوضاع في السودان نحو التأزم والتدهور والانقسام, أصبح يتعذر الآن الحديث عن تحول السودان إلى دولة إقليمية كبرى وقوة داعمة للدول العربية التي نطلق عليها دول المواجهة مع إسرائيل وان السودان في ظل أوضاعه المتردية والصراعات المحتدمة في جنوبه وغربه وحتى في شرقه غير قادر على التأثير بعمق في بيئته العربية والأفريقية لأنه متورط ومشتبك في صرا عات لا تنتهي إن عاجلا أو آجلا الا بتقسيمه إلى عدة كيانات ودول مثل يوغسلافيا التي انقسمت إلى عدة دول البوسنة والهرسك وكرواتيا وكوسوفو ومقدونيا , ويبقى السؤال متى ؟ فيجيب الوزير على سؤاله : بالنسبة لجنوب السودان الدلائل كلها تؤكد أن جنوب السودان في طريقه إلى الانفصال لأن هذا خياره الوحيد لأنه بحاجة إلى كسب الوقت لإقامة مرتكزات دولة الجنوب, وقد يتحقق ذلك قبل موعد أجراء الاستفتاء عام 2011 إلا إذا طرأت تغييرات داخلية وإقليمية إما إن تسهم في تسريع تحقيق هذا الخيار أو في الأخيرة. ماهي ردود الشباب العربي على اجابته حول تقسيم السودان ؟ لقد مرت المصاعب والمكائد على الأمة العربية عبر الأزمان وفي كل مرة تخرج منها أقوى مما سبق, بقفزات نوعية من الشباب العربي لم يتوقعها الأعداء وقريباً ستصبح إسرائيل ومن معها من ذكريات الزمن, وان محكمة التاريخ لهم بالمرصاد, فقد هدروا دماء العرب والمسلمين الطاهرة وقتلوا الأنفس التي حرمها الله وهو خالفها بحق وقتلوها بغير حق, وما ربك بظلام للعبيد. الدروس المستفادة من هذه المحاضرة ؟ يا شباب العرب: استيقظوا فالأفعى الرقطاء لا تزال تنفث السم... منذ أن زرعت بيننا... انظروا إليها وهي تقلنا الواحد تلو الآخر....يتمثل فيها العدو الماكر والغادر الذي جاء ليقتلنا بدم بارد وفق خطة منظمة ذو آلية قذرة لاتمت للإنسانية بصلة... يؤلب علينا الدول بكل خبث وخداع استراتيجي... ويحرك أدواته من المنظمات الدولية التي ابتدعها في هذا النظام الدولي الفوضوي وتحكم القوة العظمى ولذلك لابد من أخذ العبر والتحرك نحو المواجهة الايجابية للحفاظ على وجودنا فالصراع مع العدو صراع على الوجود وليس على الحدود : - مع أن كل المعطيات التاريخية والقوى البشرية المتعاظمة للعرب والمسلمين تؤكد بأن لا استمرار لهذا العدو الاستيطاني في بلادنا الاأنه لابد من المواجهة الايجابية من خلال اعتبار التصدي للحرب الخفية ضد السودان أو أي دولة عربية مسؤولية جماعية عربية فالعدو الإسرائيلي قد قام بدراسة واقع كل دولة عربية وعرف مكامن القوة والضعف وهو يحاول تجزئة كل قطر استمرارا لمعاهدة سايكس بيكو, وينبع التخوف الإسرائيلي من قوة السودان اقتصاديا وبشريا إذا وضع في المواجهة معه. - وفق متطلبات القومي والأمن الغذائي للعرب فلا بد من التحرك نحو التعامل مع الفضاء الإفريقي الذي يمثل عمقنا الحقيقي ويتكامل معه بحيث يتحول جزء من الاستثمارات العربية إليه وفق ما تقتضيه المصلحة المشتركة بين العرب والأفارقة. - دراسة أسباب نجاح الاختراق الإسرائيلي لدول افريقية وإسلامية ومتابعة حركته وتحديد النتائج السلبية علينا عرباً ومسلمين بهدف وضع استراتيجية متكاملة لمواجهته والحد من تأثيراته السلبية علينا فخير الدفاع هو الهجوم وأخذ زمام المبادأة. - لابد من وقف هذا الهجوم الإسرائيلي الخفي من خلال مجتمع متماسك ذو أهداف مشتركة بحيث تنصب معارضات الداخل إلى العمل المتكامل مع حكوماتها لتحصين الجبهة الداخلية وعدم تضييع الوقت في المهاترات والاستقراء بالخارج في عملية التغيير بل اعتماد الحوار الشفاف كوسيلة للتغيير وتقديم خطاب حضاري واحد لكل مكونات المجتمع يتضمن الحلول التكنولوجية للقضايا الاجتماعية والاقتصادية. - المحاضرة تعرفنا على طريقة تقييم العدو الإسرائيلي للتحديات المحتملة وتقدير المعطيات المستقبلية لكل عنصر محتمل في المواجه معه وهذا يعبر عن مدى قدرة الاسرائليين في التعامل مع الأحداث بشكل فاعل بعيداً حالة ردة الفعل, وهذا يدعونا إلى التركيز على الأمن القطري وتكامله مع متطلبات الأمن القومي العربي. - يا شباب العرب لقد دقت ساعة العمل الحقيقي... فاستثمروا أوقاتكم في الأبحاث المفيدة وحاولوا أن تكتبوا في المواضيع التالية أو غيرها بما يفيد الأمن القومي والغذائي العربي: 1. أسباب هزائم العرب في حروب 1948, 1967. 2. أسباب انفصال دولة الوحدة ( الجمهورية العربية المتحدة ). 3. أسباب الانتصار في حربي أكتوبر 1973 ويوليو 2006. 4. أسباب خسارة البورصات العربية في الأحداث المالية العالمية في أكتوبر 2008, وأسباب تجنب البورصة العربية المصرية لهذه الخسارة. 5. النتائج السلبية للاختراق الإسرائيلي في أفريقيا والعالم الإسلامي وفي القوقاز على العالم الإسلامي والعربي. من خلال هذه الأبحاث وغيرها من الكتابات سوف نصل إلى الصحوة الكبرى التي من خلالها نصل إلى القدرة في تقييم الواقع والقدرة على التخطيط المستقبلي. نادر مصطفى عكو