|
Re: تــراجـم (Re: هشام آدم)
|
__________________________
ترجمة الجزء الثالث من قصة ( أحلام )
والدك متوفى، وأمك فقيرة معدمة، كانت تعتمد عليك في إعالتها. وليس لديك أقارب لتطلبي منهم المساعدة. وهنالك أفواه مفتوحة لا بد لك من إطعامها، وقد قطعت عهداً على نفسك بأن يذهب أطفالك إلى المدارس، فهذا ما كنتِ تحلمين به دائماً أنت وأوبي. ولست بحاجة إلى أن تنهكي نفسك كي تسمعيه يقول لك: "أوتشي، يجب أن يذهب أطفالنا إلى المدرسة وأن يصلوا إلى أعلى السلم الأكاديمي. أريد أن أراهم في أعلى المراتب." وفي الوقت ذاته، فلا يمكنك الحصول على وظيفة لأنك غير مؤهلة للحصول عليها. فلم تتجاوزي المراحل الابتدائية كحدٍ أدنى. فوالدك كانت دائماً ما تقول أن كل ما تحتاجه المرأة في حياتها هو أن تحصل على زوج شهم وملائم. بالتأكيد لقد كانت مخطئة فالمرأة بحاجة لأكثر من ذلك، فهي تحتاج إلى نسيب شهمٍ أيضاً، وعلاوةً على ذلك فهي بحاجة إلى التعليم، إلى الوظيفة، إلى الاستقلالية، وهذا ما تريدين منحه لبناتك بالمقابل.
ومن أجل تحقيق هذه الأحلام، فقد قمت باستئجار غرفة بائسة، فحين تركتِ بناتك في شقتك الواقعة في الجانب الآخر من المدينة. هن يعتقدن بأنك تعملين في مستشفى الجامعة. وكنت محظوظة، إذ أنك ما زلت تحافظين على رشاقتك ونظراتك كثمرة الطماطم اليانعة للتو حتى بعد عمليات الولادة المتكررة. فما زال بطنك مشدوداً ما خلا انتفاخٍ ضئيل بحجم برتقالة في منطقة ما تحت الصُرّة. ويشهد لكل الجميع بأنك ما تزالين تبدين كما ولو أنك في السادسة عشر. ورغم ذلك فلديك قناعة بأن كل ذلك لا يعدو كونه مجاملات لا تطابق الواقع. ووالدتك تقول بأن قوامك لادن كالمطاط، ومهما تم شدّه فإنه يعود لسيرته الأولى. ويبدو أن قوامك هذا هو وسيلة عيشك الآن.
في الليلة الأولى لك في العمل، تشعرين بالخجل البالغ. وساروتكِ الرغبة في أن تغمضي عينيك عندما بدأ ذلك الرجل البدين ذو الكرش، في تقبيل شفتيك، ولقمهما بين أسنانه، أغلقتِ ساقيك جيداً، ولكنه تجرأ على فتحهما بالقوة، وبدا ضاحكاً وهو يقول: "كأنني بكِ عذراء!" وأعجبه ذلك كثيراً. اعتقد أنك تتصنعين الخجل، وأن ما تقومين به هو نوع من الإغراء. بدأ يشعر بالمتعة والاشتهاء، وعندما أوشك على بلوغ ذورته، لمعت عيناه كما تلمع عينا القط في الظلام. وبعدما انتهى، مدّ يده على محفظته الجلدية التي تحوي في إحدى جوانبها على نقوش وكتابات مذهّبة وأخرج مجموعة من الأوراق المالية، عبّقت الغرفة برائحة البنك المركزي. لقد كان سعيداً بقضاء تلك الليلة معك، ولذا فقد دفع أجراً كبيراً مقابل ذلك. كان المال الذي دفع لك يكفي لتسديد قسط إيجار شقتك لشهرين مقدمين. والإغراء المالي الكبير الذي لقيتِه هو ما ساعدك على التخلص من هذا الخجل المقيت.
وعندما همس لك الرجل ذو اليدين اللتان تشبه ورق الصنفرة في أذنك، أقفلت أنفك من رائحة أنفاسه النتنة التي تشبه رائحة السمك الني التي تباع في سوق كينياتا المحلي. وتذكرين نعم الله عليك: فابنتاكِ في مدرسة خاصة الآن، ووالدتك تحفهما برعايتها، وخططك لاعتزال هذا العمل القذر أوشكت على الانتهاء. وعندها سوف تصبحين مالكة لأكبر فرن آلي في إنيوجو. وها أنتِ ترين الفرن الآلي وقد تم تشييده: بواجهته البيضاء ومنقوش عليها اسم المحل "خبز الأحلام" باللون الأحمر. وأنوار نيون عملاقة تشع في الأعلى ويذيع صيت فرنك الآلي من مدينة إنيوجو وحتى أونيتشا
النهاية
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
تــراجـم | هشام آدم | 07-01-07, 05:17 PM |
Re: تــراجـم | هشام آدم | 07-01-07, 05:21 PM |
Re: تــراجـم | mohmed khalail | 07-02-07, 05:51 AM |
Re: تــراجـم | هشام آدم | 07-02-07, 06:35 AM |
Re: تــراجـم | هشام آدم | 07-02-07, 01:34 PM |
Re: تــراجـم | هشام آدم | 07-02-07, 01:36 PM |
Re: تــراجـم | هشام آدم | 07-03-07, 02:36 PM |
Re: تــراجـم | هشام آدم | 07-03-07, 02:37 PM |
Re: تــراجـم | omer almahi | 07-03-07, 03:02 PM |
Re: تــراجـم | هشام آدم | 07-03-07, 04:55 PM |
Re: تــراجـم | هشام آدم | 07-04-07, 01:18 PM |
Re: تــراجـم | غادة عبدالعزيز خالد | 07-04-07, 01:32 PM |
Re: تــراجـم | lana mahdi | 07-04-07, 01:51 PM |
Re: تــراجـم | omer almahi | 07-14-07, 09:53 AM |
|
|
|