الاسلحة الروسية في افريقيا.. عاد المارد الروسي ليحفظ التوازنات أيها المستضعفون!!
كتب نيكيتا بتروف في تقرير خاص بوكالة " نوفوستي"
أقيم في الفترة من 17 الى 21 سبتمبر/ايلول في القاعدة الجوية"وايستربلات" الواقعة بالقرب من كيبتاون المعرض الدولي للأسلحة والمعدات العسكرية لعرض كافة إستعملات القوات المسلحة. ويقام المعرض بعنوان " افريكا ايروسبيس اند ديفينس – 2008 " مرة واحدة كل عامين ويعتبر المعرض الافريقي الرئيسي لمعدات الطيران والفضاء والدفاع ومعدات الاغراض المزدوجة. وتشارك فيه عادة شركات صناعة السلاح من كافة ارجاء العالم.ويشارك فيه للمرة الخامس وفد روسي كبير مع معروضاته.
ويتضمن الجناح الروسي الذي تشرف عليه الوكالة الاتحادية للتعاون العسكري والتقني وينظم تحت رعاية شركة " روس ابوورن اكسبورت" ما يربو على 250 من المعروضات بشكل نماذج مصغرة وموديلات وملصقات وافلام الفيديو والمواد الاعلانية. وتعرض هناك الى جانب المقاتلات المتعددة الوظائف الشهيرة من انتاج شركتي "سوخوي" و"ميج" مثل سو – 30 م ك وميج – 29 وسو – 27 س ك م ، وكذلك منتجات مصنع " اورال فاجون زافود" في نيجني تاغيل ومنها الدبابة ت – 90 س ومنتجات مصنع ارزاماس ومنها المصفحة ب ت ر – 80 أ ومكتب التصاميم في تولا ومنها المجامع الصاروخية المضادة للدبابات " ميتيس – م " و" كونكورس – م " ووسائل الدفاع الجوي ومنتجات مصنع " سبلاف" في تولا مثل المنظومات الصاروخية " غراد" و" سميرتش" ، وكذلك منتجات مؤسسة " مصنع بوبوف للأجهزة اللاسلكية " مثل مجمع الاتصال المتنقل الجديد الذي صنع على قاعدة السيارة المخصصة للمناطق الوعرة " فيبر" ومنتجات مصنع " بازلت " في ضواحي موسكو ومنها الراجمة ار. بي . جي " هاشم "
ووجه كاتب هذه السطور السؤال الى سيرغي ديمينسكي الممثل الرسمي لمؤسسة " مصنع بوبوف للأجهزة اللاسلكية" في اومسك السؤال التالي: ما حاجتكم الى افريقيا ؟ وهل يستحق الأمر التحليق مثل هذه المسافة البعيدة ونقل المعروضات عبر امستردام ودبي لمدة 14 ساعة من اجل عرضها لمدة يومين في اقسام المعرض في كيبتاون؟ وهل يستحق الأمر كل هذا الجهد والنفقات؟
فأجاب سيرغي ديمينسكي قائلا : " طبعا ، يستحق ذلك. اولا ، ان العديد من الدول الافريقية يعتبر من الشركاء التقليديين لبلادنا. وثانيا، ان المبتكرت التقنية الفريدة التي نقدمها تتيح نشر البنية الاساسية للأتصال بسرعة في ظروف احوال الطوارئ وتكوين البنية الاساسية للأتصال في الظروف المناخية الخاصة في هذه القارة: مثل درجات الحرارة العالية والهزات الارضية والعواصف الرملية".
وأورد رأيا مماثلا الكسندر فومين النائب الاول لمدير الوكالة الاتحادية للتعاون العسكري والتقني فقال:" اعتقد ان المشاركة الروسية في معرض كيبتاون ستغدو مرحلة هامة في توسيع وتعميق التعاون بين روسيا الاتحادية وبلدان المنطقة والدول الاخرى ، وكذلك في مجال ستخدام جميع منجزات التقدم العلمي والتقني المقدمة في المعرض من اجل صيانة السلام في المنطقة حصرا".
وذكر خبراء آخرون لم يرغبوا في كشف اسمائهم للصحافة ان الزحف الروسي المكثف الحالي الى افريقيا يعزى ايضا الى ان روسيا كانت خلال اعوام طويلة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي لا تولي الاهتمام اللازم الى هذه القارة ابدا. علما ان المنطقة المذكورة كانت في زمن ما المكان المفضل بالنسبة الى السلاح الروسي. وكان الاتحاد السوفيتي يدعم بنشاط حركات التحرر الوطني ويصدر الى هنا المعدات العسكرية الآليات نظمة تعد بالسير في طريق التطور الاشتراكي والتخلي عن التعاون مع الولايات المتحدة. ويوجد هنا الكثير من الدبابات والمصفحات المدافع والطائرات والاسلحة الخفيفة وغيرها السوفيتية الصنع. لكن يقوم اليوم الصينيون والرومانيون والبلغار والاسرائلييون والاوكرانيون توريد قطع الغيار لها وتحديثها وذلك في غياب الخبراء الروس.
كما ان التوسع الصيني في القارة الافريقية كبير جدا. ويتم هذا التوسع ليس فقط لأن البلدان الاخرى الكبرى في مجال تصدير السلاح وشركاتها ، تتجاهل الدول المحلية لحد ما ، ان جاز القول ( الامر ليس كذلك البتة اذا ما حكمنا على البلدان المشاركة في معرض افريكا ايوسبيس اند ديفينس – 2008 )، بل لأن منتجات الشركات العالمية الكبرى المميزة للمعدات التي تتسم بالتكنولجيا العالية غالية الثمن جدا. وتستغل بكين هذا الامر بالذات في منافستها لباريس وبرلين وبروكسل وواشنطن .
ان النماذج الصينية من السلاح السوفيتي تباع بكل نجاح بعد تحديثها وتحسينها قليلا الى انغولا وناميبيا وتنزانيا والكونغو وتشاد وغيرها من البلدان الافريقية. لاسيما ان بكين يمكن ان تسمح لنفسها ببيع هذه المعدات ليس بأسعار تسهيلية فقط بل وبقروض تقدمها الى الدول لشراء السلاح. علما ان موسكو لا تقدم القروض في الاعوام الاخيرة من اجل هذه الاغراض الا فيما ندر. وتمارس تأثيرها في هذا المضمار الخبرة السوفيتية حيث ان القروض التي قدمها الاتحاد السوفيتي بسخاء الى البلدان التي اختارت طريق التطور الاشتراكي قد فقدت ولا رجعة فيها. ووجب على روسيا شطبها. اذ كان من المستحيل الحصول على شئ ما مقابل المعدات العسكرية المصدرة.
بالمناسبة ان هذا القول يتطلب ايضا ابداء بعض التحفظات. فأن انغولا مثلا مستعدة لكي تقدم الى موسكو مقابل ارساليات الاسلحة الامتيازات في مجال الاستثمار الصناعي لمناجم الالماس واستخراج خامات المعادن المتعددة وغير ذلك من المطمورات. ولا تعارض حكومة هذه البلاد وكذلك حكومات البلدان الافريقية الاخرى في اقامة مؤسسات مشتركة في اراضيها بمشاركة الرأسمال الروسي .لكن البزنيس الروسي لا يرغب كثيرا في الذهاب الى افريقيا بسبب الاخطار الكبيرة المرتبطة بالانظمة غير المستقرة والنزاعات القبلية والاثنية على جميع الاصعدة في ادارة الدولة. اما الرأسمال الاوربي والاسيوي فلا يخشى ذلك. وبهذا اصبحنا مرة أخرى خارج الساحة في القارة الافريقيةولكن هناك تطورات في موازين القوى الدولية تحتم على روسيا العودة لأصدقائها القدامى وتمد لهم يد العون وبقوة.
لقد استخلص صناع السلاح في روسيا العبر من الاخطاء الماضية. وفي عام 2002 تشكلت لجنة حكومية مشتركة روسية – جنوبأفريقية في مجال التعاون العسكري – التقني. وفي اواخر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2005 عقدت ندوة لممثلي المجمع العسكري – الصناعي في روسيا وجمهورية افريقيا الجنوبية. وفي عام 2006 وقعت اتفاقية بين الحكومتين بصدد الحماية المتبادلة لنتائج الملكية الذهنية المستخدمة والمستحصلة بنتيجة التعاون العسكري التقني. وتتوفر الآن عدة مشاريع شيقة في هذا المجال.
ونذكر من بينها توريد المحركات الصغيرة الروسية من اجل الطائرات بدون طيار الى شركة " كينترون" لغرض بيعها الى بلدان أخرى. وتأسيس المركز الاقليمي لأصلاح وصيانة الطائرات الروسية. وتصميم رادار صغير الحجم من اجل القوات المسلحة الوطنية لجمهورية جنوب افريقيا . واعداد الضباط الجنوب أفريقيين في الاكاديميات العسكرية الروسية. والتعاون في أسواق البلدان الاخرى. وتقديم الخبراء الروس المساعدات في تنفيذ عمليات صنع السلام في الدول الافريقية. والمشاركة في المناقصات لصنع الدبابة الرئيسية من اجل القوات المسلحة الوطنية لجمهورية جنوب افريقيا . والتعاون في مجال الفضاء.
حاشية: قال البعض عني إني شيوعي .. وقال بعض أخر أنني منضم إلى التيار إسلامي.. ومع كل ما يقال أقول أنا مواطن سوداني عاشق للفنون والآداب والشعركما يهمه أولاً وأخيراً الوطن لأنه الإنتماء والهوية .. نعم بدأ عشقي لروسيا بعد قراءة أشعار بوشكين وأدب دستوفسكي وحين شاهدت إبداع راقصات فرقة البولشوي ؛ فعرفنني بفن الباليه يوم حضرت إحتفالية بذاك المسرح العظيم تقديراً وتخليداُ لإسهامات وإبداعات نجما الباليه فلاديمير فاسيلييف ويكاتيرينا مكسيموفا يومذاك أقيمت إحتفالية باليوبيل الذهبي لعملهما الفني معاً. وقد تقرر أن يقام في اليوم التالي ضمن فعاليات الإحتفالية في مسرح البولشوي وعلى خشبته مهرجانا خاصا بفن الباليه بهذه المناسبة للراقصة المبدعة أوليانا لوباتكينا نجمة مسرح مارينسكي بسانت بطرسبورغ ؛ وأيضاً حين تأملت لوحات الفنانة التشكيلية تمارا خارتشنكو والفنان فيكتور رزفولين ؛ وحين شاهدت على مسرح فاختانغوف في موسكو عرض لمسرحية " الأكاسيا البيضاء" التي جمعت فريقَ عمل كبير من الممثلين الشباب قدمت للجمهورِ مسرحيةً غنائية نقلتهم على الحانِ المؤلف المشهور دونايفسكي إلى زمنٍ رحل وبقيت ذكرياته. حينها تعلق قلبي بهذا البلد الغني بالآداب والفنون والإرث الحضاري العظيم.. ألآ يكفي الروس فخراً متحف الأرميتاج؟ ألآ يكفيهم إعتزازاً أن عمر عاصمتهم " موسكو 811 عاماً؟!! .. فمن يملك الحضارة يملك القيم والمباديء النبيلة!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست