|
|
 حل ازمة المياه النهر السودانى الصناعى العظيم ما امكانية تحقيقه على الارض؟
|
الزميلة واصال فاروق
يتميز السودان باراضٍ زراعية خصبة وأنهار تمتد من جنوبه الى شماله وعدد كبير من الاودية والخيران المنتشرة فى ربوعه ، ولان مشكلة المياه من القضايا التى تأخذ مكانها فى الاجندة العالمية بسبب ندرة المياه الصالحة للاستعمال اهتم السودان ايضاً بهذا الامر واخذت المياه مكانها فى الاستراتيجية الربع قرنية حيث ان المياه تسهم فى زراعة مساحات واسعة وبالتالى توفير الغذاء للمواطنين د. عمر التاج عمر اهتم بهذه القضية وعمل بجهد في اعداد دراسة لمجرى صناعى عظيم «نهر الانقاذ» ليمتد فى المنطقة الواقعة من جبال النوبة جنوباً وحتى منطقة الدبة شمالاً ووضع رؤية له حتى يسهم فى حل ازمة المياه بتلك المنطقة والمساعدة فى قيام المشاريع الزراعية التى تساعد على التنمية والاستقرار ، طرحها خلال ندوة نظمت مؤخراً حول الموضوع. ماهية النهر الصناعي: بدأ د. عمر التاج عمر حديثه قائلاً أنا سعيد ان ادلى بدلوى فى قضية يعانى منها السودان ودول الجوار، وبما اننا فى السودان نتأثر بالمشاكل العالمية سأدخل من هذا الباب العالمى والاقليمى ، اذ ان الموجهات العامة لهذه الندوة تتزامن مع ازمة المياه العالمية واكثر منطقة تأثرت بها هى منطقة الشرق الاوسط ونشبت صراعات بين سوريا والاردن والعراق وتركيا حول المياه وكذلك مشاكل فى حوض النيل وتغيراته المائية والتوسعية وغيرها ، ونحن فى السودان نعانى من جملة مشاكل هى: الاعتماد على النفط - المشاكل القبلية والتى ادت الى مشاكل بين المزارعين والرعاة كما ان هنالك خللاً فى توزيع الكثافة السكانية بين المركز والاطراف ، ثم التقلبات المناخية وما يصاحبها من كوارث واضمحلال للرقعة الزراعية المروية، هذا من جانب وفى الجانب الآخر اتفاقية نيفاشا وما يترتب عليها من حق تقرير المصير الذى بدوره ربما قد يقود الى حالة الانفصال لدولة جديدة تطالب بحقها حقها حينذاك فى اتفاقية مياه النيل . وهذا ينعكس كله على مياه النيل ونستخلص منه كخلاصة للمشكلة: أولاً- ازمات عالمية تتمثل فى الصراع حول الغذاء والمياه والاقتصاد. ثانياً: مشاكل سودانية داخلية ناتجة من عدم الاستقرار والامن القومى والاجتماعي. فكان لابد ان يستفيد السودان من مياه النيل وذلك باستعادة حصته كاملة وتوسيع رقعته الزراعية ودعم الاستثمار فى هذا المجال لتشجيع الدول العربية والافريقية للمساهمة فى المنتوج الزراعى والحيوانى وتقديم التسهيلات لانجاحه. ويوضح د. عمر ان النيل السودانى الصناعى العظيم هو نهر صناعى يبدأ من منطقة جبال النوبة وينتهى عند منطقة الدبة شمالاً، ويبدأ النهر من خور ابو حبل وروافده والذى يغذيه العديد من الخيران منها خور بقارة - خور السكيران - خور شوشايا - خور الرجيلة وغيرها، اذ ان كل هذه الخيران تصب فى خور ابو حبل ، وايضاً من الروافد المهمة وادى الشبيكى وروافده والذى يبدأ من حمرة الوز وينتهى عند قرية ود نمر. تنمية وخدمات ويضيف بان مجري النهر الرئيسى يشمل خور ابو حبل وروافده ، وقناة بين ابو حبل ووادى الشبيكي ، وقناة بين وادى الشبيكى ووادى المقدم. ودلتا وادي المقدم مقرونة بدلتا وادي الملك. ويتمثل التحكم والاتصال فى : قيام سد على خور ابو حبل عند بداية الدلتا وقيام سد عند قرية ود نمر على وادى الشبيكي ايضاً قيام سد فى نهاية وادى المقدم وقبل الدلتا ، بالاضافة شق قناة اتصال بين سد هور ابو حبل وسد ود نمر وشق قناة اتصال بين وادى الشبيكى ووادى المقدم كما يمكن الاستفادة من مياه فيضان النيل الابيض فى مد مياه التغذية اذا امكن. وحول طبيعة الارض التى يمر عليها النهر ذكر انها قنوات قديمة لنهر النيل «وادى المقدم» والارض الواقعة بين النهر الجديد ونهر النيل «شبه جزيرة» وهى سهولة فيضية قديمة وحديثة صالحة للزراعة. وتوقع د. عمر كنت كنتائج لهذا النهر اولاً : قيام منطقة زراعية بين النيل والنهر الجديد «شبه جزيرة». ثانياً: قيام منطقة زراعية مروية غرب النهر الجديد. ثالثاً: توفير الامن الاجتماعى بتوطين واستقرار قبائل غرب النيل. رابعاً: قيام مشاريع مروية فى دلتا ابوحبل والشبيكى والمقدم. خامساً: توفير مياه الشرب للانسان والحيوان. سادساً: النهر سيكون مصدراً للتغذية الاصطناعية للمياه الجوفية. سابعاً : تقليل الفاقد المائي. ثامناً: المحافظة على البيئة فى مكافحة التصحر. تاسعاً: رفع مستوى المعيشة للمواطن ودعم الاقتصاد الوطني. عاشراً: يوفر النهر بعداً امنياً واستراتيجياً . وخلص د. عمر الى امكانية انشاء نهر صناعى يبدأ من جبال النوبة الى الدبة شمالاً. ودراسة المواقع للسدود والقنوات ، ودراسة لمجري النهر وبحث خيارات افضل لتقليل الفاقد وحل المشاكل المرتبطة بالجريان وتخزين المياه مع بحث التوسع المستقبلى للنهر وامكانية اضافة روافد اخرى له ، ايضاً بحث افاق الفكرة فى مناطق السودان الاخرى والدول العربية والافريقية اذا كانت لها طبيعة مماثلة. دراسات استراتيجية: د. هاشم حسين - مدير الدراسات والبحوث بالمركز العالمى للدراسات الافريقية: يقول ان فكرة الدكتور الرائدة ان نسبناها لا ننسبها الا الى الخندق الذى حفره الرسول «صلى الله عليه وسلم» حول المدينة فحماها فكان خندقاً للامن الغذائى والقومى ، وهذا المشروع أتمنى ان يتحقق فى المستقبل ان شاء الله بجهد العلماء وذكر أ. الحاج الخير حاج الامين ان المشروع يمكن ان يكون بداية لمشاريع اخرى لاستغلال المياه فى السودان ، ولاهمية هذه المشاريع فقد تمت فى العديد من الدول دراسات اتصلت باستغلال المياه ، فاثيوبيا اجرت اربع دراسات فى المجرى الرئيسى فوجدتها محفوظة فى الخارجية الامريكية كذلك هنالك العديد من الدراسات التى اجرتها الكنغو وتتصل بالاستغلال الامثل للمياه. وفى السودان تمت العديد من الدراسات والتى لم يعمل بها فلقد شاركت فى دراسة فى شركة المانية بمشاريع ومقترحات تتصل بهذا المجال، إلا اننا لا يجب ان نغفل العامل السياسى والاستراتيجى لهذه المشاريع وما تترتب عليها من ازمات وان ندرس النواحي الاقتصادية لجدوى المشروع واناشد المركز العالمى للدراسات الافريقية ان يقوم بعملية دراسة ورصد لوادى المقدم حتى نعرف حقيقة ونوعية المياه ومستواها. اما البروفسير/ محمد خير صالح فرأى ان فكرة المشروع تحتاج للدعم بكثير من الدراسات على الخيران والمنطقة عموماً ومن الاشياء المهمة رأي المواطنين فى هذه المنطقة كما ان هنالك كميات كبيرة من الآبار لم تستخدم لاملاحها فيمكن عمل دراسات حولها ، وهذا لا يمنع ان ندعم هذا النهر بمياه جوفية. مراعاة الجوانب القومية: واضاف السفير/ انور بك فاضل - سفير جمهورية روسيا الاتحادية ان قضية المياه قديمة ومشكلة استخدام مياه النيل مشكلة مهمة ليس للسودان وحده وانما لكل جيرانه والشرق الاوسط ، ولقد درست هذه المشكلة منذ السبعينيات واقترح دراسة مفصلة على عدد من النقاط منها تأثير هذا المشروع على البيئة فان كان هنالك ضرر فيجب ان يلغى المشروع ، ويجب الاهتمام بالجانب الاقتصادى والاجتماعى فى تنمية المنطقة والفائدة المرجوة من المشروع ، كما يجب اخذ العامل الدولى بعين الاعتبار لان كل ما يحدث فى السودان يؤثر خارجياً، والاخذ باعتبار دائرة تذبذب المياه فى مراحلها الموسمية اللاحقة ورؤية كيف يستمر هذا المشروع على اثره. وتساءل الفريق ركن/ محمد زين العابدين لماذا لا نقيم على هذه الاودية مشاريع مستغلة وهى تجرى منذ زمن بعيد والارض بها مشبعة بالمياه الجوفية ، لان مياه الآبار مع مرور الزمن تجف ، اما المياه الجوفية فهى دائمة ولا تربطنا مع التزامات دولية مرتبطة بمياه النيل. واشار عبد المنعم مصطفى مهندس: انه يجب ان نضع فى الحسبان الخطط المستقبلية وننسق الاولوية فى ترتيبها كما ان الملاحظ ان منطقة امتداد النهر امتداد صحراوي وهذه الروافد يمكن ان نستفيد منها فلماذا لا نجعلها اصلاً. وذكر اللواء «م» عباس ابراهيم شاشوق: اننا نحتاج فى هذا المشروع لتفاصيل دقيقة جداً منها الجانب الاقتصادى والامنى والقانونى خاصة والعالم مقبل على مشارف ازمة مياه ، الا اننا يجب ان نراعى الجوانب القومية فمثل هذه المشاريع هى مشاريع استراتيجية وليست للنشر. ويذهب د. سيف الدين احمد عبد الله الى اهمية التأكد من كمية المياه اذ اتوقع ان يتوقف خور ابو حبل مع دراسة المناطق التى يعبر بينها خور ابو حبل وما يستتبع ذلك من النظر فى جوانبها الاجتماعية والقانونية والتنموية لاسيما وفى مجال القانون لان المياه متى ما اتصلت بالنيل فهى تسرى عليها الاتفاقيات الدولية.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست