المنبر الاتحادي " منبر الشهيد الشريف حسين الهندي"

Quote: الحزب الاتحادي الديمقراطي في مهب الريح حسين محمد الحسن الطيب ان الحزب الاتحادي الديمقراطي من التنظيمات السياسية التي تركت وما زالت بصمات واضحة على الحياة السياسية السودانية وكان من الاحزاب ذات الثقل السياسي بعد الاستقلال ومعلوم عن نضاله الشرس ضد الانظمة الشمولية. لهذا فهو يعتبر حزب الوسطية وله قاعدة جماهيرية في كل ولايات السودان. لقد ضعفت قدرة الحزب على الحركة في الآونة الاخيرة خلال حكم الانقاذ بفضل الكبت الذي مورس ضد العمل الحزبي ولكن قيادته الحالية المتصارعة والمنقسمة على نفسها اضعفت تحركات الحزب وابعدته عن قواعد جماهيره في المدن والارياف. ان اضعاف قاعدة الحزب هو اضعاف للحزب ان منهج الحزب الحالي لا يقوده الا الى الهلاك. ان القيادات الصفوية التي تقود كل اجنحة الحزب هي ابعد عن الواقع والقاعدة. ولا ترضى بالنقد الذاتي وتدعو الى السير فوق الاخطاء مهما عظمت. وتطرح الآن اطروحات بعيدة عن مسار الحزب. ان قيادة الحزب الحالية سواء كانت تحت هيمنة تيار المرجعيات بقيادة مولانا او تيار الشريف زين العابدين الهندي او شيوخ الاتحادي امثال الحاج مضوي وحسنين ودندش كلها تيارات ضعف محسوبة على تاريخ الحزب العريق، واضعفت الاداء الحزبي وتم تقييد نشاطه وتكبيله بالقيود وفرض وصايا على ما تبقى من الحزب الاتحادي وكذلك عرقلة نشاطه الجماهيري الذي ظل محصورا داخل امانات الحزب بعيدا عن قواعده المؤثرة ودوائره الجغرافية ذات الثقل الجماهيري التي ابتلعها المؤتمر الوطني في غفلة من الزمن. والدائرة 92 العيلفون وسوبا كانت حكرا على الحزب الاتحادي منذ عهد مبارك زروق وكانت دائرة مقفولة ولكنها سلبت بليل للمؤتمر الوطني وهذا اهمال واضح من القيادة الاتحادية الحالية. واصبح نشاط الحزب تحت رحمة وقبضة القيادة العليا للحزب. ان هدف الانظمة الشمولية دائما عرقلة الخط الديمقراطي للاحزاب وتعطيل سيرها للامام. وجعلها مكبلة بالقيود وتكون تحت رحمة الحكم الشمولي. ان الانقسام الذي يعاني منه الحزب حاليا احد اهم اسباب تدهور مسيرة الحزب احدث ضررا بليغا خاصة ابان حقبة الانقاذ.. بعد دخول الحزب تحت عباءة احزاب التوالي واحزاب حكومة البرنامج الوطني والوحدة الوطنية. كلها مسميات لاضفاء الشرعية لحكم شمولي انقلابي. وتم تسخير هذه الاحزاب وقادتها لخدمة واحكام السيطرة على البلاد وخدمة الانقاذ واطالة عمرها الافتراضي. ان الحزب الاتحادي بكل اجنحته المتصارعة والتي تتصارع على قيادة الحزب تناست قواعدها وجماهيرها في الارياف والمدن ورضيت بفتات موائد الانقاذ.. بدليل انه لم يعقد مؤتمر عام للحزب او مؤتمرات فرعية في الولايات.. بل رضيت قيادات الاتحادي بوزارات ترضية وهامشية.. واصبحوا موظفين تحت حكومة الانقاذ. ان انهيار الحزب يأتي من قيادته عندما تكون ضعيفة ترهن قرارها للسلطة الشمولية وتوقع وتبصم على اتفاقيات دون الرجوع للقواعد. وهي تعلم انه لن يتم تنفيذ بند من بنودها. الديمقراطية تشكل عنصر الحياة للاحزاب وممارستها في ظل الحكم الشمولي ضرب من المستحيل. ان الحزب الاتحادي كان صوته اعلى عندما كان معارضا لحكم الانقاذ والآن بعد دخوله في تركيبة الحكم اصبح حصانا يجر عربة الانقاذ. ففي اعتقادنا نحن قواعد الحزب بأن المشاركة في حكومة الانقاذ منذ قدوم وفد المقدمة الى الآن كان الحصاد والحصيلة صفرا، ان ما قامت به قيادات الحزب يعتبر انتحارا سياسيا وموتا بطيئا للحزب. ان مشكلة الحزب الاتحادي الحالية انه يعيش أزمة قيادة واعية ومدركة لما تفور به الساحة السياسية السودانية. ان اجنحة الحزب المتصارعة هي وبال على الحزب وتاريخه. الكل يدعي بملكيته للحزب حتى اصبحنا نحن القواعد في حيرة من امرنا من نكون. ان مصادرة الديمقراطية داخل الحزب واحتكار القيادة لفئة بعينها وجعل تنظيمات الحزب ملكية خاصة وفق معايير خاصة وهيمنة مركزية مطلقة على القرار الحزبي ومراكز قوة وشللية داخل امانات الحزب كل ذلك يخل بتوازن الحزب ويجعله حكرا لافراد دون الرجوع للقواعد.. وهذا واضح في جناح تيار المرجعيات بقيادة مولانا الغائب دائما في منفاه الاختياري. ونحن لا نرى سببا لوجوده بالخارج.. مما جعل حزبه علامة مسجلة لآل الميرغني والختمية. وكذلك هنالك علامة مميزة لآل الشريف ببري وحوارييهم هل هذا هو الحزب الذي بناه الازهري والطبقة المستنيرة التي ضحت بحياتها من اجل الحزب وتاريخه. اصبحنا لا نحس بالحزب الا ان شخوصا يتحركون في الظلام يدعون بأنهم يمثلون الحزب الاتحادي والانتخابات القادمة تبقى عليها 8 اشهر ماذا تم التحضير لها.. سوف تثبت لنا الايام بأن هؤلاء هم الذين ضيعوا الحزب وتاريخه العريق. ان صمت هؤلاء اذهلنا وادهشنا. اين استعدادهم للانتخابات ان قامت. ام الحزب الاتحادي مات دماغيا وجعلت منه الانقاذ جثة محنطة منذ عشرين عاما في ثلاجة الموتى.. ام اصبح الحزب بكل اجنحته ومسمياته المتصارعة مجرد حواكير خاصة.. لقد ابتلعت الجهوية كل دوائرهم في الولايات وما تبقى ابتلعته الانقاذ والجماهير الآن تبحث الحماية والحقوق المسلوبة والتنمية ومعالجة الفقر والتعليم والصحة والطرق وكل الخدمات الاساسية وهنالك وعي جديد نما داخل السودان بسبب انتشار التعليم.. والهجرة الداخلية والخارجية مما افرز تناقضات غيرت خارطة السياسة السودانية هل يعي الاتحاديون الدرس ام ما زالوا في انقسامهم وشتاتهم وسوف يفقد الحزب وزنه ومكانته على الساحة السياسية ما دامت قيادته نائمة واخرى مهاجرة. نحن في القواعد لا نريد لحزبنا مصيرا مظلما كالذي نراه ولا قيادة بعيدة عن القاعدة، ان اقامة الندوات وتكوين الروابط الشبابية والنسوية في الاحياء والمدن دليل عافية للحزب ولكن كل ذلك لا يحدث، فاي مصير ينتظر الحزب الاتحادي والاحزاب الاخرى في ظل هيمنة المؤتمر الوطني على كل امكانيات الدولة. مصير مظلم.. رحم الله الازهري ورفاقه كم ملأوا الساحة السياسية زخما وضجيجا وماتوا وهم فقراء ولكن القيادات الحالية لم ترتفع لمستوى المسؤولية ومواكبة الحدث.. هنيئا لهم في وزاراتهم واستوزارهم. رحم الله الحزب الاتحادي وتاريخه.