المنبر الاتحادي " منبر الشهيد الشريف حسين الهندي"

Quote: العدد 360 - الاثنين 20 أكتوبر 2008م الاحداث وحـدة الاتحــاديين.. العرض مستمـــر الخرطوم:مزدلفة محمد عثمان على غرار الرمزية التاريخية التي وسمت يوم الحادي والعشرين من اكتوبر في أذهان السودانيين، وجعلته عنوانا لتحكيم إرادة الشعب والثورة على الفردية والتسلط.. اختارت قيادات في الحزب الاتحادي ذات اليوم لاطلاق مشروع اعلان “الوحدة الاتحادية” في محاولة ترمي بالاساس الى انقاذ الحزب من وهدته الحالية، ومعالجة كبواته التي أقعدته عن خانة الفعل السياسي، وجعلته مسرحا للخلاف والتشرذم، غير أن التيار الرافض لمشروع الوحدة بالشكل المعتزَم إعلانه في دار الزعيم الازهري غدا بمشاركة سبعة فصائل هي (الاتحادي “الموحد”، الهيئة العامة، مجموعة أزرق طيبة، التيار الوحدوي في المرجعيات، قوات الفتح الوطني الاتحادي، الحزب الاتحادي “جناح الهندي”) يرى في الخطوة محاولة جديدة لشق الحزب وتكوين تنظيم جديد، وانها دعوة حق أُريد بها باطل، كما صرح جهرا قبل أيام القيادي عثمان عمر الشريف بينما تتمسك الفصائل المتجهة للتوقيع على ميثاق الوحدة بنبل المقصد وسمو الاهداف الداعية في الاساس الى لملمة التفكك وتذويب الخلافات التي انتجت سبعة تيارات غالبها إن لم يكن جميعها يحمل في داخله أهداف الحزب الاتحادي ومبادئه الجوهرية. وتظهر تلك المجموعات يأسا بائنا من جدوى انتظار “رضى” رئيس الاتحادي محمد عثمان الميرغني بل تدمغه بعدم الرغبة أصلا في الانضمام الى أي مساعٍ من شأنها الافضاء الى توحيد الحزب تحت راية واحدة، على الاقل في المرحلة الراهنة. وبحسب ما يقول أحد أبرز المشاركين في مشروع الوحدة مفضلا حجب هويته- فإن الجميع قرر انتهاج أسلوب “الامتحان”، وكان يعني اللجوء الى حل الاسئلة السهلة وتأجيل المستعصية ما يعني إرجاء التفكير في كيفية التعامل مع الميرغني، الى حين ترتيب الوضع الداخلي، ومع أن المسؤول أظهر يأسا من امكانية تجاوب “السيد” مع أي مساع للوحدة فإن الوضع حينها سيكون مفاصلة جريئة كما قال لكنها تبقى إيجابية لأن الاتحادي سينشطر الى قسمين فقط مقارنة بسبعة تيارات أو ثمانية. ويخلص المصدر وهو يتحدث الى “الأحداث” الى أن تصارع تيارين يؤيد أحدهما الوحدة المشروطة برضى السيد محمد عثمان، بينما يفضل الاخرون عدم انتظار الرجل الابتعاد عن ربط مصير الحزب بشخص واحد بما يعني العمل الجدي لاقرار وضعية مختلفة تضع في حسبانها ما وصل اليه الحزب من انحدار مقارنه برصفائه من القوى السياسية. والمحك الرئيس الذي يراهن عليه دعاة الوحدة كما يقول المتحدث باسم اللجنة العليا للوحدة التوم هجو هو التأييد الواسع للمشروع من القواعد الاتحادية، ويؤكد لـ”الأحداث” بثقة مفرطة ان جماهير الاقليم الاوسط بلا استثناء تدعم الوحدة الاتحادية، وتسنده شخصيا القواعد في سنار وما جاورها، فضلا عن الثقل الصوفي الذي يتمتع به تيار الشيخ عبد الله أزرق طيبة والذي يعد أبرز الفصائل المشاركة في المشروع المرتقب اعلانه مساء الغد. ويقول هجو ان الدعم الذي وجده من الوسط والشرق والشمال دفعه الى عدم التراجع عن خيار التوحد في ثوبه الجديد الذي يختلف كما يقول عن غيره من التحركات السابقة التي شهدتها قاعة الشارقة العام الماضي أو مؤتمر أم دوم الذي تزعمه نائب رئيس الحزب علي محمود حسنين، ويؤشر الى أن العمل المرتقب اعلانه يحمل في داخله عوامل النجاح بعد أن استغرق تحضيره قرابة الاربعة اشهر، واستصحب كل المحاولات السابقة لتفادي القصور المحتمل فضلا عن تراضى الجميع على حتمية الوصول الى المؤتمر العام، وقبلها انزال الرايات كافة ليرفع العلم الاتحادي ويجلس الجميع تحت مظلته للتفاكر حول تطوير الحزب والاسباب التي دفعت به الى الحالة الراهنة وبالتالي اقرار حلول ومعالجات فورية من شأنها ، حلحلة الازمة الراهنة ولو جزئيا بما يتيح للاتحادي دخول الانتخابات والمنافسة على المقاعد الاولى.. ويمضى هجو الى القول (نحن متجهون صوب قيادة جماعية تتكون من خمسة عشر من الفصائل أو تزيد|، ودورها محدود وفقا للاتفاق السياسي الذي أقر العمل خلال شهر على دمج الاجهزة وخلال ثلاثة شهور سنذهب الى المؤتمر ومن داخل المؤتمر تُعلن التوجهات والقيادة الجديدة)، غير أن التوم هجو الذي يتزعم التيار الوحدوي في المرجعيات ويشغل في ذات الوقت أمانة التنظيم واجه نقدا لاذعا من قيادات الحزب واتهم بخرق المؤسسية واعتبروا تحركاته “شخصية”، وبذات المنطق يتحدث حاتم السر حين يقول لـ”الأحداث” أن الاتحادي لم يفوض أحدا للتوقيع على المشروع الوحدوي الذي لم يعرض على أي من مؤسسات الحزب، لكن هجو يدافع بقوة عن الخط الذي انتهجه ويؤكد بالقول إن المجموعة التي ارتضت خيار الوحدة ليست انفصالية، لكنها تنفذ خيار القواعد واعتبر التشكيك في تلك التحركات ليس في محله، وأردف (يصفونا بالمخربين لكن عندما يخرج مشروعنا “سيحرجهم”)، غير أن القيادي عثمان عمر الشريف أكد لـ”الأحداث” أمس الترحيب بخيار الفصائل المتنادية واعتبر تحركاتها في اطار الاجتهاد الذي يثاب فاعله، لكنه رفض فكرة تحدث البعض باسم التيار الوحدوي داخل المرجعيات ونوه الى ان تلك التسمية تحمل قدرا من “التزوير” وأكد أن حزبه يكن احتراما للقيادي التوم هجو، وينتظر منه المثول أمام لجنة التحقيق التي استدعته مؤخرا، وإلا فإن عليه الاستقالة والانضمام الى التيار الجديد الذي ارتضاه، واستبعد كليا ان يصدر الحزب قرارا بفصل أي من قياداته خاصة وانه لم يجند أحدا ، وأظهر عثمان عمر لا مبالاة بالنتائج المفضية الى اعلان الوحدة، وقال ان الخطوة ليست مزعجة بالاستناد الى أن القاعدة الاتحادية محصنة ضد الانقسام واضاف يقول (هم اتحاديون وطنيون إذا رضوا بالحوار الموضوعي يمكن لم الشمل، وليس وحدة الاتحاديين). وفي المقابل فإن بعض الفصائل المشتركة في احتفال التوحيد تعاني انقساما داخلها وتباينا في الرؤى حيال المشروع المرتقب، فالحزب الاتحادي الموحد تختلف قياداته على الخطوة التي تؤيدها جلاء الازهري بينما يتحفظ عليها القيادي ميرغني عبد الرحمن. وفي الهيئة العامة أظهرت مركزية الطلاب في بيان تلقته “الأحداث” امس نقمة على مايجري في الساحة الاتحادية من دعوات للتوحد، واعتبروا ما يستضيفه منزل الازهري غدا تحركا لمجموعات أدمنت التكتيك باسم الوحدة الاتحادية طوال عقدين من الزمان، وأكدوا مايجري لايعبر عن الحزب الذي يمثل الوطن المرجو. أما قوات الفتح فأكدت على لسان قائدها عوض الباري السر ان المجموعة المشاركة لاتمثل الفتح ولا الحركة الوطنية الثورية، وأشار الى أن التنظيم يمتلك هيئة قيادة منذ تأسيسه في العام 96 ، وهي غير ممثله اصلا في المشروع، ونبه الباري في حديث لـ”الأحداث” أمس الى أن الحركة الوطنية الثورية لم تكن جزءا تنظيميا من الحزب الاتحادي انما تيارا منفصلا وقائما بذاته، وممثل في هيئة القيادة للتجمع. وبرغم العثرات التي تبدو على المشروع الاتحادي المرتقب والتي غالبا ما تلازم كل الخطوات المماثلة فإن تصميما بائنا يعتري متسيدي الحفل على انجاز الخطوة وتحقيق وحدة اتحادية على أسس جدية. ودعا اعلام الهيئة العليا في بيان أمس الى انجاح الملتقى الذي استنفذ بحسب بيان صحفي أمس وقتا طويلا. فضلا عن كون المشروع يعد محاولة لانقاذ الحزب من التفكك الذي أقعد الحزب عن النضال الوطني.