|
|
 Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية (Re: Amjad ibrahim)
|
سلام جميعا
نظرا لان الموضوع الذي اثرته حول ظاهرة المثلية الجنسية والجبهة الاسلامية القومية قد اثار العديد من التساؤلات خاصة على صفحات سودانت فقد اضفت مقالا اخر لتعميق البحث عن الاسباب و محاولات العلاج للظاهرة و تفهمها كي اخرج الموضوع من دائرة النقد الشخصي و الكيد السياسي الى البحث في جذور الظاهرة و محاولة لتفهمها.بصورة علمية
تحياتي
امجد
أسباب و علاج الهوموسيكشيواليتي ( المثلية)
اعتبرت حسب المثلية في التقسيم النفسي للأمراض (دي. اس. إم 2) إلي العام 1973 مرضا نفسيا يستوجب العلاج، في ذلك العام قام البورد الأمريكي للأمراض النفسية بسحب المثلية من تقسيم الأمراض النفسية. و أصبحت المثلية ترد في التقسيم الحالي ( دي أس ام 4) في إطار الخيارات الجنسية بصورة عامة و لا تذكر المثلية كمرض مطلقا.
كي يمكن التعامل مع المثلية كمرض أو لا، يجب معرفة أسباب حدوثها في المقام الأول، و هناك تحليلات علمية متعددة للمثلية و أهمها النظريات البيولوجية و النفسية.
البيولوجية تفترض أن هناك استعداد جيني للمثلية يورث.
النفسية تفترض أن المثلية هي سلوك يكتسب عن طريق عن طريق تطور نفسي في هذا الاتجاه.
النظريات البيولوجية
ماقنوس هيرشفيلد (1868-1935) كان من أوائل من حاول إثبات الأساس البيولوجي للمثلية، في نظريته انطلق هيرشفيلد من أن الشخص المثلي هو الشخص الذي يفكر بأنه جنسيا شخص آخر غير الذي تظهر في المميزات الجنسية المعينة، أي أن الرجل يفكر كأنه امرأة بينما المرأة تفكر و تحس بأنها رجل، و من هذا المنظور فهيرشفلد يعتقد انه يوجد 3 أجناس و ليس جنسين مرأة و رجل، بالنسبة له المثليين أو الجنس الثالث حسب تسميته هم رجال في أجساد نساء أو نساء يعشن داخل أجساد رجال.
النظريات البيولوجية الحالية تبحث تفسيرات للمثلية في الهرمونات و الدماغ و الجينات. المدافعين عن التفسير الهرموني للمثلية يعتقدون أن الرجال المثيليين نسبة لقلة نسبة الاندروجين في فترة الحمل بهم فان ذكورتهم تقل، أما النساء المثيليات فأنهن يكتسبن صفات ذكورية لاحقا نسبة لتعرضهن لنسب اندروجين اكبر أثناء الحمل ( بروفسير بايلي1996). أجريت تجارب على الفئران بهذا الصدد و قد لوحظ تغير السلوك الجنسي عند هذه الحيوانات عند تغيير نسبة الهرمونات في أجسادها. و نسبة لان ذلك لا يعني بالضرورة ثبوت نفس الشيء عند البشر فقد قام العلماء بقياس نسبة الهرمونات عند الرجال المثليين. و لم تكن نتيجة تلك البحوث قاطعة بأي حال من الأحوال. حيث انه وجدت عند بعض المثليين نسب هرمونات غير طبيعية في دمائهم كما وجد عند البعض الآخر نسب هرمونات طبيعية مع أن سلوكهم الجنسي مثلي.
أما بخصوص الاختلافات التركيبية في الدماغ، فقد وجد العالمان الهولندي سواب و أخصائي المخ و الأعصاب الأمريكي سيمون لا فاي، اختلافات في التركيب العضوي لأدمغة المثليين و البشر العاديين، فقد اثبت سواب مثلا أن
Nucleus Hypothalamus
اكبر عند الرجال المثليين جنسيا.
أكثر الأبحاث تطورا في المجال البيولوجي لأسباب المثلية هو اكتشاف ما يسمى بالجين المثيلي. هذا الجين حدده العالم دين هامر الذي قام بدراسة 76 رجل مثيلي جنسيا و عائلاتهم، و اكتشف أن المثيلية الجنسية تكثر عند أمهات هؤلاء المثيليين أكثر من أسر آبائهم، انطلاقا من هذه الحقيقة خرج هامر بان السبب الجيني يجب أن يكون متعلقا بالكروموسوم اكس الذي يتورثه الرجل من الأم، و قد قام هامر بفحص جينات الكروموسوم اكس عند أربعون مثيلي جنسيا ممن لهم إخوة مثيليين جنسيا، عند 33 من هؤلاء اكتشف وجود اختلال في تنظيم الجينات في نهاية الكروموسوم اكس و تحديدا في الموقع الذي اسماه لاحقا
Xq28
في هذا الموقع بالتحديد يعتقد هامر اعتقادا كبيرا بوجود المادة الوراثية المسئولة عن التحول الجنسي عند الرجال المثليين. و قد نشر نتائج هذا البحث في الصحف العلمية و العالمية بافتراض أن سبب التماثل الجنسي قد حدد تماما، غير إن هامر نفسه أكد أن المادة الجينية في الموقع اكس كيو 28 يجب أن لا تؤخذ هي فقط كالسبب الوحيد للمثيلية و يجب مراعاة العديد العوامل الأخرى و أخذها في الاعتبار.
النظريات النفسية
هناك تيارين أساسيين يسودان محاولات التفسير النفسي لظاهرة المثلية الجنسية
التيار الأول ويعتمد على التحليل النفسي
التيار الثاني و يعتمد على نظرية التعلم الاجتماعي
ينطلق كل التيارين من الفرضية القائلة إن المثلية الجنسية ليست نتيجة للوراثة بل تتطور من خلال تطور نفسي خاص بالشخص المعين نتيجة لمؤثرات معينة في عمر الطفولة المبكر.
التيار الأول
يعتبر فرويد أن الطفل يولد باستعداد فطري لممارسة الجنس لاحقا مع أي شيء و أي شخص. و في خلال عملية تطور طبيعية تتوجه هذه المشاعر الجنسية و تتشذّب حتى تصير باتجاه هدف واحد و هو الجنس الآخر سواء ذلك المرأة أو الرجل. لذلك السبب فمن الطبيعي أن ينفصل الولد عن الارتباط بأمه التي يحمل لها ميلا جنسيا في اللاوعي، هذا الانفصال التدريجي يحدث حالما يصل الولد إلى سن يميز به الذكور و الإناث في محيطه، يحدث عند الولد حينئذ خوف من عقاب الأب تجاه الشعور الغريزي بالميل إلى الأم مما يدفع الطفل بالتخلي عند اندفاعه الغريزي تجاه الأم ويجعله يوجه نفسه إلى التطور في القالب السلوكي للأب و يطور هوية جنسية ذكورية و يحبذ بناءا على ذلك الجنس الآخر كمصب لهويته و رغباته تلك.
عند المثليين رجالا أو نساء، يحدث خلل في التطور الذي حلله فرويد أعلاه. و يحدث أن تتطور المثلية عند الولد مثلا نتيجة لعدم اكتمال اكتساب القالب السلوكي من الأب، نتيجة لعدم وجوده في الأسرة أو لوجود أم ذات شخصية سائدة في المنزل أو لوجود أب عدائي. بالنسبة للنساء فان المثلية تتطور عندهن نظرا للإحباط نسبة لأنهن لسن برجال.
و قد نهج معظم المحليين النفسيين نفس نهج فرويد في التحليل مع الفرق أن الكثير يعتقد أن المثلية الجنسية تتطور عن الطفل منذ بلوغه السنة الخامسة من العمر نتيجة لعلاقة متوترة مع أبويه.
التيار الثاني
و يعتمد على نظرية التعلم الاجتماعي و ذلك انطلاقا من الإنسان يتعلم من العقاب و الثواب على افعاله إبان التربية، و ينطبق الحال نفسه على المثليين جنسيا، و يعتقد المدافعون عن هذه النظرية أن المثلية الجنسية تنشاء عندما يقوي الوالدين بوعي آو بدونه الشعور الجنسي المغاير عند الطفل، مثلا بإلباس الولد ملابس خاصة بالبنات مثلا مناداته و تدليله بأسماء نسائية مثلا و هذا يحدث عندنا في السودان بدون قصد أحيانا. أيضا قد تتطور المثلية نتيجة لاجتذاب شخص بالغ الطفل في اتجاه علاقة جنسية مثلية دون أن يكون هناك اغتصاب بالضرورة بل تلاعب بمشاعر الطفل في الفترة الحرجة من تطور شعوره و شخصيته الجنسية الطبيعية.
هناك أيضا المثلية الناتجة عن الخيار السياسي و كانت سائدة بين النساء الأوروبيات في الستينات و بداية السبعينات من القرن الماضي و كان لها علاقة بحركات التحرر التي قامت بها المرأة في هذه المجتمعات في ذلك الزمن و بحثهن عن التعاضد و ابتعادهن عن الرجال لسيطرتهم على المجتمع المرفوضة من قبل النساء آنذاك.
محاولات علاج المثلية الجنسية
انطلاقا من التفسيرات أعلاه للمثلية الجنسية تطورت العديد من الطرق لمحاولة ما افترض انه مرض عضوي أو نفسي يدفع الإنسان لكي يصير مثليا. فالمدافعين عن السبب البيولوجي قاموا باخصاء الرجال و العلاج الهرموني و كذلك باستئصال جزء من الدماغ (لوبوتومي للـ فرونتال لووب)
Lobotomy frontal lobe
أما الذين فسروا الظاهرة نفسيا، فقد حاولوا أساليب أخرى لعلاج السلوك الجنسي المثلي بابتداع تدريبات و جلسات علاج نفسي منها العلاج بتنفير الشخص من المثلية، و ما يسمى بجلسات التقيوء، أيضا جربت العديد من العلاجات الأخرى كالصعق بالكهرباء، كما جربت جلسات التحليل و العلاج النفسي المطول.
كل أساليب و محاولات العلاج أعلاه لم تؤدي إلى نتائج ايجابية تذكر، بل أنها في العديد من الحالات أدت إلى إلحاق الأذى بالمرضى أكثر من إفادتهم. حاليا فان المنحى في العلاج يركز إن الشخص المعين يجب أن تتوفر لديه رغبة قوية للتخلص من مشاعره المثلية و أيضا لا يمكن القول إن تلك الرغبة كافية للتخلص من هذه المشاعر المثلية نهائيا.
البحث عن أسباب المثلية الجنسية يصطدم في العديد من البلدان بعدة عقبات منها أن البحث عن الأسباب في حد ذاته يحمل تفرقة واضحة (حسب وجهة نظر المدافعين عن حقوق المثيليين) حيث انه لا توجد بحوث حول الأشخاص الطبيعيين، أيضا يعتقد الكثير من العلماء إن إيجاد أسباب محددة للمثيلية صعبة المنال فالبحث في هذا المجال مضيعة حقيقية للوقت. أيضا المثلية هي سلوك محدد و معرّف و لكن تاريخيا و مجتمعيا توجد العديد من الاختلافات في التعامل مع الظاهرة مما يصعب من تحديد أسبابها بصورة قاطعة. أيضا الحد التقسيم الحاد بين الطبيعي و المثيلي هو تقسيم نظري في المقام الأول مما يصعب الحصول على إجابات نهائية و قاطعة حول المثيلية.
هناك العديدين ممن يشجعون البحث عن الأسباب البيولوجية للمثيلية الجنسية لان ذلك سيعفي الكثيرين من التمييز السلبي لهم في مجتمعاتهم متى وصل العلم إلى تحديد أسباب جينية أو وراثية لذلك السلوك، فيصبح السلوك المثلي مرض معين و معروف الاسباب كالسكري مثلا، لكن العلم لم يصل إلى ذلك بعد و في اعتقادي المسألة اعقد من ذلك و لها جوانب مجتمعية و سلوكية معقدة.
السبب الأساسي الذي يحدو ببعض الأشخاص الآن للتساؤل حول هذه المسألة هو عند اكتشافهم لميول جنسية تعتبر غير طبيعية للوسط الذي يعيشون فيه مما يدفعهم لمعرفة أسباب ذلك طبيا أو سلوكيا، مع تقدم العمر لا يهتم هؤلاء الأشخاص لمعرفة الأسباب و يبدون تصالحا مع أنفسهم كما هي هذا طبعا في المجتمعات التي تتقبل وجودهم ذاك، أما في مجتمعات محافظة ففي الغالب تتكون أزمات نفسية عميقة عند هؤلاء الأشخاص قد تؤدي إلى نشوء نفسيات مأزومة و مشروخة بين عدم رضا عن الذات و الرفض الحاد و الادانة من قبل المجتمع.
هناك موضوعين لهما علاقة بالدراسة أعلاه بشقيها الأول و الثاني لاكتمال الصورة حول ظاهرة المثلية الجنسية بصورة عامة
الأول تطور الشخصية المثلية جنسيا و العوامل التي قد تؤدي إلى ذلك.
الثاني الأسلوب الحياتي للمثليين جنسيا و العلاقات المثلية جنسيا.
لاعتقادي إنني قدت قدمت محاولة محددة لفهم الظاهرة و لارتباط الأسلوب الحياتي للمثليين بالمجتمعات الغربية فقد آثرت أن أتوقف عند هذا الحد و اترك المجال مفتوحا لمن يرغب في البحث حول هذا الموضوع و تداعياته في المجتمعات المحافظة و في مجتمعنا السوداني تحديدا. لارتباط هذه الظاهرة بالتطرف و التنكيل بالخصوم السياسيين و التعذيب و حروب التصفية العرقية.
امجد إبراهيم
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | Amjad ibrahim | 09-06-04, 01:25 AM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | Amjad ibrahim | 09-06-04, 09:07 AM |
| ظاهرة الشذوذ الجنسي | عادل محمد الصافي | 09-07-04, 01:11 AM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | Amjad ibrahim | 09-07-04, 02:33 PM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | Amjad ibrahim | 09-07-04, 02:36 PM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | Amjad ibrahim | 09-07-04, 10:34 PM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | Amjad ibrahim | 09-12-04, 02:44 AM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | Ahmed Alrayah | 09-12-04, 02:54 AM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | Amjad ibrahim | 09-12-04, 03:23 AM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | Ahmed Alrayah | 09-12-04, 03:43 AM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | Amjad ibrahim | 09-12-04, 04:00 AM |
 مسكوت عنه ولكنه مهم وخطير | Yasir Elsharif | 09-12-04, 04:12 AM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | Amjad ibrahim | 09-12-04, 08:16 AM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | محمد الامين احمد | 09-12-04, 12:24 PM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | Amjad ibrahim | 09-12-04, 02:47 PM |
| Re: ظاهرة الشذوذ الجنسي و الجبهة الإسلامية القومية | محمد الامين احمد | 09-14-04, 11:10 AM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست