هذا تحليل ناضج وعميق للوضع، يتجاوز قصر النظر السياسي المميز لكثير من قومنا، ويتجاوز ايضا الاحلام الظلوطية السطحية للكثيرين من الواهمين
الحركة الشعبية وقادتها ومقاتليها ليس حفنة من الانتهازيين والجنوبيين الذين يريدون شوية بيوت وعربيات وفلوس في الخرطوم، وليسو سذجا، سياسيا، لتخدعهم الجبهة فيدخلوا في حلف نفعي معها بين يوم وليلة، والوهم المعشعش في رؤوس الكثيرين عن السياسيين، خاصة الجنوبيين، وسهولة شراء ذممهم بالمناصب والمال، هو مجرد وهم مبني على اساطير تغذيها العنصرية المتخلفة والافكار المسبقة المبنية على الوهم.
ولكن من جانب آخر، فالحركة الشعبية ليست مسؤولة وحدها عن هزيمة النظام الظلامي، ولا عن استعادة الديمقراطية واعادة بناء السودان الجديد على اسس صحيحة تكفل مشاركة الجميع بعدالة وديمقراطية في السلطة والقرار وخيرات البلاد. انما هي مسؤولية كل قطاعات المجتمع، مسؤولية جماهير الناخبين، وقادة الراي، ومنظمات المجتمع المدني، والاحزاب. وربما كانت مسؤولية هؤلاء أكبر في رأيي، بحكم ان الحركة الشعبية قد دفعت من دمها وعمرها ونضالها المشهود، دفعت الضريبة الواجبة، والباقي علينا نحن. يعني هي كتلت الاسد والباقي علينا ان نقطع راسه فقط، ولكني ارى الكثيرين يتحدثون حديث من كان يتوقع من الحركة ان تحارب حتى اخر جندي ثم عند هزيمة الجبهة ومحوها من الوجود تتقدم لتضرب تعظيم سلام وتقدم لهم السلطة على طبق من ذهب، أرايتم وهما اكثر من ذلك؟؟ ان الحركة قد حاربت ما استطاعت، وما كان للحرب ان تنتهي بالسلام دون حوار، وما كان للاتفاق ان يتم دون "اتفاق" على شروط معينة، بما فيها قواعد تقاسم السلطة والاجراءات العسكرية اللازمة لوقف الحرب. ارجو ان يستيقظ الواهمون، والحالمون، والمجدعون بالحجارة من بعيد، والمطالبون بكل شئ على اطباق الذهب، وان يشمروا عن سواعدهم للعمل الجاد والجهاد الاكبر. فجهود الحركة الشعبية ستثمر عن وضع يسمح فيه بالحرية السياسية، وباطلاق الطاقات والمبادرات الوطنية، وارجو ان نرى ونسمع حينها عن جهود الجميع من اجل مستقبل الوطن ورفاهيتة المواطن، لا عن دور هذا وذاك، ونصيب هذا وذاك، واهمية هذا وتلك. لنفرض ان الحركة باعتهم، لماذا كانوا هم "سايمين" انفسهم؟؟؟ فلنر، نحن الجماهير، جهدهم من اجلنا، وسوف نقدم لهم السلطة تجرجر اذيالها. وخليكم من وهم السلطة الجاهزة التي سوف تاتيكم بها الحركة.
ان مستقبل السودان رهين الآن بجهودنا، وصبرنا، وطول نظرنا، وتجردنا من المصالح الضيقة شخصية كانت او حزبية، واخلاصنا في العمل الجاد والمنظم والجماعي والعلمي، من اجل مصلحة المواطن.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة