|
Re: كمال الجزولي: كَجْبَارْ: إِرْكُونِي جَنَّةْ لِنَا! - سيناريو وثائقي إلى روح حسين شريف. (Re: بكري الصايغ)
|
الأخ الـحـبيب الحـبوب، عبد الشفيع علي سوركتي.
تـحـياتي وتـقـديري لـمشاركتك،
النوبيون وكارثة كجبار. -------------------------
-- نقلاً عن منتدى "سودانايل" -- 4/04/07, 06 :00 06:00:58 AM
حسن عبودي: المقال التالي نُشر للأستاذ صلاح إبراهيم أحمد في الموقع المذكور أعلاه (بتاريخ 24 مارس 2007م)، رأيت أن أنقله لرواد وزوار منتدى "كدنتو" للعلم وإستخلاص ما فيه من دروس وعبر.
"بدأت مصائب النوبيين منذ قرن من الزمان عندما شيد المصريون خزان أسوان وأغرقوا جزءاًً من أراضى النوبة. ثم تلته التعلية الأولى فأضافت غرقاً على غرق ومهجرين إلى مهجرين وكذلك فعلته التعلية الثانية. ثم أتتهم الطامة الكبرى ببناء السد العالي الذى قضى على الأخضر واليابس والتراث وهجر إنسان النوبة ما بين أسوان والشلال الثاني.
وكارثة السد العالي كانت فى المفاوضين السودانيين. وكما يعلم الجميع كان رئيس لجنة التفاوض من أعضاء مجلس الحكم الشمولي الأول فى السودان ويمكن اتهامه بأى شئ غير الثقافة والمعرفة.
فإذا تركنا جانباً التعويض المادي الهزيل والنصيب التافه من مياه النيل الذى قبلنا به، فلا يمكن أن نغفر له رفضه لطلب الفنيين السودانيين للمشاركة فى الطاقة المنتجة. فنحن تحملنا نصف تبخير السد العالي الذي يبلغ 12 مليار متر مكعب دون أن نحصل على ميقاوات واحد من الكهرباء. وحقنا الثابت حسب نسبة التبخير تصل إلى 850 ميقاوات كانت أعفت النوبيين من الهجرة وجعلت منطقة حلفا رائدة فى إنتاج ملايين الأطنان من الأسمنت والسماد. لكننا كنا تحت الشمولية الأولى حيث الأمور تقضى لا بالدراسة والتمحيص وإنما بالأوامر الرئاسية.
وكأنما كُتب على النوبيين أن يضحوا بأرضهم ومساكنهم وتاريخهم من أجل إنتاج كهرباء السودان، فلقد برزت فكرة بناء سد كجبار. فناهضه النوبيون حتى ظنوا أنهم وأدوا فكرته ولكن خاب ظنهم.
عين رئيس الإنقاذ إمبراطوراً على البر والبحر بغرض إنشاء السدود، فأقام سد مروى فأصبحت النوبة محاصرة بين سدين، العالي ومروى. ولكن الإمبراطور لم يُرضه هذا فقرر تشيد سد كجبار ليقضى على ما تبقى من أراضى النوبة، ولم ينتظر موافقة أهل المنطقة وإنما بدأ تدابير عملية لإجبارهم على ذلك، فحرف مسار طريق دنقلا حلفا ليمر بالصحراء بدلاً عن القرى التى سيغرقها سده المزعوم بكجبار.
إن الخزانات أصبحت من مهددات البيئة وتهجير البشر من أراضيهم التى ستغرقها الخزانات أصبح أمراً غير مقبول، لدرجة أن البنك الدولي أصبح لا يمول خزاناً إلا بعد دراسات مستفيضة من جهات موثوق بها عالمياًً.
ثانياً السودان يتمتع بمساقط مياه كثيرة لإنتاج الكهرباء والزراعة فلماذا على النوبيين أن يضحوا بكل أرضهم وتاريخهم بثلاثة خزانات؟ لماذا لا تقيمون خزاناتكم الجديدة فى السبلوقة مثلاً؟.
أهلي النوبيين، إنكم فى مواجهة إمبراطور شرس يملك الأموال الحكومية التى أتاحت له استئجار مكاتب عديدة واستخدام موظفين كثر ويصدر مجلات صقيلة مصورة رغم ضعف لغة محتوياتها إلا أنها تُوزع مجاناً أو بقليل من الدراهم، ولديه القدرة المالية لصفحات وصفحات من الإعلانات، وتلفزيون الدولة جعل منه عبقري زمانه الأوحد. ثم لا تنسوا أن ذهب المعز وسيفه أحدثا اختراقات فى الكيان النوبي جعل بعض أفراده أكثر ملكية من الملك. ولكن بتضامنكم وإتحادكم وصمودكم وعزل غواصات الإنقاذ من منتدياتكم يمكنكم إيقاف بناء هذا السد.
ودعونا نذكر الرئيس بالحكمة العسكرية التى يبدأ بها الطالب الحربى دراسته حيث يقول له التعلمجية "الخير يخُص ولكن الشر يعُم" ولذلك كان يُكافأ الطالب إذا فعل خيراً ولكن إذا ارتكب خطأ فيعاقب الفصيل كله. ونحن ارتضينا أن يعُم الخير أهل الإنقاذ وحدهم، ولا اعتراض لنا على ذلك، ولكننا نطالب بتقسيم شر السدود على السودان كله."
طاب يومكم. حسن عبودي
|
|
|
|
|
|
|
|
|