كو... كو... كو... أمسكوا العنزة ...

Quote: عدد القراء: 714 11/03/2008 عادل فهد الطخيم كان يا مكان في بقعة من بقاع الارض، مرعى اخضر يانع العشب ووفير الماء ومحاط بسياج متين تعيش فوقه طائفة من العنز الجميلة الوديعة ترعى وتقفز وتلهو آمنة لا تخشى الجوع او الذئاب، وبفضل تلك البيئة المواتية كانت تجود بالحليب والوبر على من حولها وتحسدها على ذلك بقية العنز وتتمنى لو ان لها مثل ذلك المرعى. ولكن الناس بدأوا يلاحظون ان حليب المرعى قد بدأ يقل والوبر يشح، فتساءلوا عن السبب وذهبوا ليستطلعوا الامر، فوجدوا ان المرعى كما هو اخضر يانع والماء ما زال يتدفق فيه، لكنه لفت نظرهم ان جزءا من السياج قد تحطم والعنز قل عددها وعلى غير عادتها من القفز واللهو، فأيقنوا على الفور ان ذئبا ما قد اقتحم المرعى ونال من بعض العنز ونكد صفاء عيشها، فراحوا يبحثون عن ذلك الذئب حتى وجدوه وقتلوه، ثم اصلحوا السياج فعاد كما كان واقوى وعاد المرعى الى امانه وعادت طائفة العنز الى ما كانت عليه من اللهو والقفز والمرح وتجود بالحليب الوافر والوبر الكثير، لكن الناس عادوا فلاحظوا مرة اخرى ان الحليب قد بدأ يقل والوبر كذلك، فأدركوا ان ثمة خطبا ما قد حل بالمرعى، فهبوا واستنفروا هممهم خشية ان يكون ذئب اخر قد حطم والسياج واقتحم على العنز مرعاها، ولكنهم وجدوا المرعى كما هو والسياج على حاله، لكن ثمة امرا غريبا لفت انتباههم فالعنز بدت وكأنها مريضة فحركتها بطيئة ولا تقرب العشب النضر، فجدوا بالبحث عن السبب وموطن العلة، اذ، وعلى الرغم من انتفاء كل ما يدل على وجود اي ذئب بالناحية، فان العنز قد بدت وكأنها قد خرجت للتو من معركة ضروس! لم يمض وقت طويل حتى اكتشفوا انه وعلى الرغم من رحابة المرعى، فان اقتحام الذئب للمرعى يبدو انه قد اصاب العنز بلوثة اخرجتها عن طبيعتها ووداعتها فانقسمت الى فرق كل يريد الاستحواذ على اكبر جزء من المرعى وعلى طريقته، فتناحرت وتناطحت حتى ألحقت الضرر بنفسها وبمرعاها رغم ان المرعى يسعها جميعا ويفيض عليها بالماء والكلأ. وهنا هز الناس رؤوسهم اسى واسفا على المرعى الذي كان، والذي دمرته العنز «الملتاثة» بحمقها وطعمها.. فانفضوا عنها وتركوها لحالها ولمرعاها وذهبوا للبحث عن مرعى جديد. عادل فهد الطخيم