ولكن ما التقيناك يا (ربيع الدنيا)!! بقلم الصحفي المخضرم محمود عابدين( الحلفاوي)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 06:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2008, 11:07 AM

هاشم أحمد خلف الله
<aهاشم أحمد خلف الله
تاريخ التسجيل: 01-16-2007
مجموع المشاركات: 6449

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ولكن ما التقيناك يا (ربيع الدنيا)!! بقلم الصحفي المخضرم محمود عابدين( الحلفاوي)

    مدخل

    هاتفني صديقي الجميل محمود عابدين والحزن يغلف نبرات صوته
    وقد خرجت الكلمات من بين فكيه بصعوبة بالغة , هاشم سمعت
    خبر وفاة الفنان عثمان حسين , قالها وكأن سكينة تقطع في
    احشائه , اجبته نعم قبل نص ساعة تقريباً ومازال جثمانه قابعاً
    في المستشفي , قال أحسن الله عزاءكم يا شباب رابطة ابناء الصحافة
    فأنتم من يستحق ان يتقبل العزاء في وفاة الفنان عثمان حسين
    فلقد كرمتموه في حياته وكنتم خير من كثيرين وكانت ظاهرة ان يكرم
    فنان سوداني خارج ارض الوطن .

    ولايمانه التام بأهمية موقع سودانيزاونلاين ابت نفسه إلا وان يشارك
    في هذا الموقع بمقاله أدناه .

    Quote: بقلم: محمود عابدين

    ارتحل نجم المساء وربيع الدنيا، تسلل من عالمنا بهدوء تماما كما يتسلل كل شئ جميل، لتبقى ديارنا مجرد مدن للأحزان تلعق الأسى ومر الشجن، رحل عنا صاحب الدل والدلال ومفرهد القلوب الحزينة، رحل من ظل يطيب على الدوام خواطرنا (الغالية) بروع أغانيه وشجي الحانه وعبقرية أدائه.. ودعنا من نهواه رغم المعزة البينا وأقوى الصلات .. لكن قلوبنا ستظل على دربه الأخضر تنقب عن درر الجمال وكنوز اللئال مهما نأى وارتحل!!
    لما بلغنا نبأ ارتحال طائر الفن السوداني ومغرده الأول.. كانت ردة الفعل الأولى : (ما بصدقكم ده حبيب الروح بالروح) ..ليه تسيبنا يا حبيبنا .. لكنه ذا، مثل كل جميل حولنا يرحل في إباء..غير قادر على احتمال (تغيرات المناخ) في محيط وطنه ليرتحل عابرا بحارا ومدارات من الاشتياق لغد ظل يحلم به معنا لكنه لم يأت، رحل حاملاً أشواقنا الدفيقة إلى تلك العوالم الخرافية التي تشبهه وحده لكن بعد أن نثرها لنا شذرات في مختلف أغانيه!!
    ليه تسيبنا يا أبو عفان يا أستاذ الشجن والحزن النبيل .. (لا وحبك) مستحيل درب النهاية.. حبنا اكبر من الدنيا وأطول من سنينها.. شايلة من بلدي المسالم كل طيبة وأغلى زينة، وشايلة من عاطفتي معنى الالفة والعشر النبيلة.. برضو يحصل تنسى عشك؟ يا أبو عفان..(لا وحبك) ستكون سامقا بيننا ما حينا!!..
    من بعدك يصيغ لنا لحنا يوازي جراحاتنا، ويعزف لنا انغاماً تهدئ من روعنا في زمن الهلع والانقسام والتفتت، ومن يطيب خواطرنا لو تمادى علي كبريائها مكابر.. من يعلمنا يا سيدي معاني الحب في زمن البغضاء والعداء بسبب أوبدونه!!.. من يغني لأحزاننا وأوقات صفائنا، من يعيدنا سيرتنا الأولى سودانيين سعداء بوطن نحمله أشواقنا أينما كنا .. ونحن نردد معك:
    كل طائر مرتحل عبر البحر قاصد الأهل حملته أشواقي الدفيقة
    ليك ياحبيبي للوطن لترابه لشطآنه للشجر الوريقة
    من بعدك يا عثمان من اجلنا يفعل هذا:
    أنا بحناني الغالي خصيتك وحبيتك بكل جوارحي وعواطفي العميقة
    أنا شلت من أجلك هموم الدنيا قاسيت من جراحها وكل ضيقها
    لسعادتك أنت؟ كم ضحيت وتغربت ما خليت طريقة
    ليه يا حبيبنا تقول أيامنا راحت وانتهينا.. وانت عارف كل أيامك محنة وانت عارف لم اخترناك حبيبنا كان قلبنا فيه جرح ينزف بالهزيمة ، إلا انت صرت أغلى حب لدينا.. وجيت رضيت بظروفنا وانت عارف هي كيف أليمة .. ما أروع ما صغت به مشاعرنا سموا عند العشق ، عاطفة متقدة متجددة لا تنضب، بحار من المشاعر التي تنتهي ببلادنا إلى ذلك الوطن المسالم الطيب!!
    رحل عثمان حسين.. أفضل من صاغ وجدان أمة، واجمل من رسم معالم للعاطفة النبيلة لأجيال متعاقبة من السودانيين الذين ظلوا على الدوام يرتقون إلى علياء ذلك الإيقاع المتفرد الجميل حتى لتجد السنون تتداخل بين ذويقة فنه.. الشيب حين يستمعون إليه يستعيدون نضرة الشباب وعنفوان العاطفة الجياشة مرددين معه: احبك بحبك لما لانهاية.. واغنيك حنيني وشوقي هوايا لأنك حبيبي وغاية رجايا).. والشباب يستدعون من قوادم سنواتهم نضجا عاطفيا يلوح في الأفق البعيدة من سني عمرهم ليمارسوا الرقي في: (مسامحك يا حبيبي مهما قسيت علي قلبك عارفو ابيض وكلك حسن نية) .. قمة النضج في عنفوان الشباب وعنفوان العاطفة في خريف العمر.. والآن يا حبيبنا عثمان: كتير في بعادك دهتنا الليالي!!
    لكن يا ليالي المصير هل ما فات عاد؟ هل أحبابنا على عهد الوداد مع معلمهم الخالد؟.. أي قيمة جمالية يستند إليه عشاق فنك يا عثمان.. أول أغنية ساقتني إلى كنوز فنه: أنا والنجم والمساء.. في ذات أمسية مقمرة في جزيرة موقة وهي تفترش مساحة جميلة خضراء من منطقة المحس.. جزيرة يحفها النيل ويحتويها البر في شمال السودان.. والليل يرخي سدوله على أرجاها فيما الناس نيام.. فإذا به يشدوا: أنا والنجم والمساء.. في إيقاع يستصحب معه عبق من الماضي النوبي الحاضر في ثقافة أهل السودان.. كنت أنا وأبو عفان والنجم والمساء يضمنا الوجد والحنين الدافق الذي سرى وانداح سرمدياً في دواخلنا بعد ذلك.. في قصة لا يصدق احد ممن يعرفنا أنها ستنتهي . ولسان حالي يقول له: (أنت نبع حناني أنت كياني ، أنت الدنيا بهجتها وشروقها ،هل تصدق تنـتهي قصتنا يا أجمل حقيقة) ورغم رحيلك لم تزل قصتنا مع فنك قصة حب أقوى من الحقيقة!!
    انه أجمل الحبايب وارق من علمنا لحن الحياة.. أما حب الوطن فلا كلمات أعمق واصدق حين يقول.. (أفديك بالروح يا موطني) مردداً : (نحن الفدى جنود الردى). رجل بهذه العبقرية الفذة لا يصح أن ننسى عشرة أيامنا معه كأننا لم نحبه مطلقا وكأننا لم يضمنا مع أغانيه احلي غرام ..لكن هذا الفراق المر (ما كان بنيتي أو بأيدي) .. فقد اتلاشت الأحلام .. ليصبح وكر الطرب السوداني مهجورا، لكننا لن نبكيه وقوفا على الأطلال فعزاءنا أن ربيع دنيانا معنا في كل لحظة وأي لمحة .. دعونا نستدعيه حيث يقول: يا ربيع الدنيا يا عيني يا نور قلبي يا معنى الجمال .. و(من قلبي من اجل المحبة وهبت ليك شعر الغزل مع انو قدامي الطريق أنا عارفه يا سمحة مقفل .. مافي قسمة ومافي حتى بصيص أمل.. ما قدرت ابعد من هواك ولا عرفت لفراقك أصل)!!
    إن من ترعرع على إيقاعات ذلك الطرب الخرافي ومن صاغ وجدانه عبقري بقامة عثمان حسين يعلم قيمة الفن والثقافة والإبداع ووحدهم من رضعوا من ينبوع عطائه هم من يعرفون كيف ومتى يعشقون .. ومن نهل من معين أدبه يعرف كيف يكون جميلاً .. وموقناً بالنهايات السعيدة في العلاقات الإنسانية بقلوب سامية وبيضاء ، مهما تبلدت السماوات بالغيوم واحتدمت الملامة: حيث الإيمان دوما أن مراكب الريد والعشق للحياة ستعود حتما إلى بر الأمان ليبتسم العش مجددا.. فالقصص الجميلة لا تنتهي . جيل من مرهفي الحس أصبح يؤمن أن من لم يتذوق عثمان حسين لا يعرف العشق
    ورغم رحيله فان أعماله ما زالت في نضارة حسنها ..في عمر التوالي، وتبقى في الذاكرة حلم لقاء لم يكتمل بيني وبين الراحل المقيم ولسان حالي يقول: يا حبيبي قلت لي في اللقاء الأول بين همس السنبل وخرير الجدول سوف تلقاني .. ولكن ما التقينا!!




                  

العنوان الكاتب Date
ولكن ما التقيناك يا (ربيع الدنيا)!! بقلم الصحفي المخضرم محمود عابدين( الحلفاوي) هاشم أحمد خلف الله06-09-08, 11:07 AM
  Re: ولكن ما التقيناك يا (ربيع الدنيا)!! بقلم الصحفي المخضرم محمود عابدين( الحلفاوي) khaleel06-09-08, 12:31 PM
    Re: ولكن ما التقيناك يا (ربيع الدنيا)!! بقلم الصحفي المخضرم محمود عابدين( الحلفاوي) مجدي عبدالرحيم فضل06-09-08, 12:49 PM
      Re: ولكن ما التقيناك يا (ربيع الدنيا)!! بقلم الصحفي المخضرم محمود عابدين( الحلفاوي) هاشم أحمد خلف الله06-10-08, 12:59 PM
    Re: ولكن ما التقيناك يا (ربيع الدنيا)!! بقلم الصحفي المخضرم محمود عابدين( الحلفاوي) هاشم أحمد خلف الله06-10-08, 11:44 AM
      Re: ولكن ما التقيناك يا (ربيع الدنيا)!! بقلم الصحفي المخضرم محمود عابدين( الحلفاوي) الطيب شيقوق06-10-08, 03:52 PM
        Re: ولكن ما التقيناك يا (ربيع الدنيا)!! بقلم الصحفي المخضرم محمود عابدين( الحلفاوي) هاشم أحمد خلف الله06-11-08, 02:19 PM
  Re: ولكن ما التقيناك يا (ربيع الدنيا)!! بقلم الصحفي المخضرم محمود عابدين( الحلفاوي) Sayed Bekab06-11-08, 02:32 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de