|
Re: عام الأحزان (Re: رمضان محجوب)
|
وايضا شيخ المؤرخين عمر محجوب باشرى الذى رحل فى صمت الشهر الماضى
Quote: في وداع شيخ المؤرخين محجوب عمر باشري صلاح عبد الحفيظ مالك
غيَّب الموت الهرم الوثائقي والأديب محجوب عمر باشري بعد وعكة صحية لازمته طيلة الشهرين الماضيين. ويعتبر المرحوم من الرعيل الاول للوثائقيين منذ عهد الاست عمار، ويحكي عن تجربته الوثائقية من احدى الحوارات الصحفية بمجلة اليوم السابع الباريسية قائلاً: بدأت رحلة الكتابة منذ أيام الدراسة واستهوتني سيرة العظماء من الذين كان لهم دور واضح في الحياة الاجتماعية والسياسية وحين ظهور أول محاولاتي فى الكتابة في هذا الضرب وجدت إشادة من أغلب القراء والمهتمين بهذا النوع من الكتابة. ويعتبر المرحوم واحداً من اكثر الذين ارّخوا لفترة وجود الإستعمار البريطاني بالسودان اضافة الى اهتمامه المتعاظم بتطوير الحركة الوطنية في السودان وفي هذا فقد ظهر كتابه (الحركة الوطنية) ذو الاجزاء الثلاثة الذي يوثق لاهم فترة في تاريخ السودان وهى الفترة الممتدة من العام 1898 وحتى الاستقلال.. ويلحظ قارئ هذا الكتاب تتبع مؤلفه للاحداث السياسية التي مرت على البلاد لحظة بلحظة موثقاً لاجتماعات السياسيين وأحاديثهم وتحركاتهم وحتى الحوارت التى كانت تدور على هامش تلك الأعمال التى كانوا يقومون بها. من أعظم الأعمال التي قام بها كتابته لمؤلف السيرة الذاتية لحوالي المائة واربعين شخصية سودانية في مختلف المجالات الادبية والفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وهو المؤلف الموسوم باسم (مع رواد الفكر السوداني) منذ العام 1900 وحتى العام 1980م ولهذا المؤلف كثير رهق ومشاق ظهرت في حياة الراحل الذى يقول عنها فى احدى مقالاته بصحيفة السياسة في عهد الديمقراطية الثالثة (إستغرق اعداد وتجهيز مادة كتاب مع رواد الفكر السوداني حوالى الثلاث سنوات قضيتها من صحيفة الى صحيفة ومن منزل الى منزل ومن مكتب الى مكتب حتى اكتملت عندى معلومات المؤلف وحينها كنت قد وصلت مرحلة الإعياء الكامل). ونود ان نضيف بان الراحل ما كان يتوانى فى التضحية بكل ما عنده في سبيل وصوله الى ما يمكن ان تجعله موثقاً للمعلومة قادراً على ابرازها بالشكل الذى يجعل قارئها يحس بالحركة داخلها. للمرحوم كتابات صحفية كانت من الرصانة والوضوح وقوة الطرح ما جعلها تُقرأ على نطاق واسع وهي مقالات ذات طابع سياسي في قالب ادبي ممتع وشيق مثل كتاباته التي وصفها الكثيرون بالممتعة. من صفاته التى كان المقربون منه يعرفونها جيداً مقدرة الراحل على الجلوس لساعات طوال للكتابة والقراءة وهى عادة اكتسبها منذ أيام علاقته بالعملاق عباس محمود العقاد الذى كان المرحوم احد رواد ندوته بل واحد خاصته. تعتبر السنوات الاخيرة له هي السنوات التى عانى فيها من جحود ونكران الكثيرين من اللذين ارتقوا الى سلالم المجد والشهرة عن طريقه. ويعتبر الاستاذ شيخ ادريس بركات هو الوحيد من بين القدامى من رفاقه الذى كان يتفقد احواله سائلاً عنه ورفيقاً له. وللمرحوم العديد من الصولات فى مضمار السياسة إذ انتسب الى بعض الاحزاب السياسية ونذكر هنا فترة انضمامه الى الحزب الشيوعي السودانى ذاك الانضمام الذي لم يعمر طويلاً حتى بات أقرب للاتحاديين وزعامتهم. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|