كتابات تافهة ، نماذج و تعليقات

Quote: أعمدة الحكمة السبعة كنتُ أحد شهود الإتفاق التاريخي بين حزبي المؤتمر الوطني، والأمة القومي، وأحسب أن الذي حدث يتطلب أن ننحت وقائعه نحتاً في الذاكرة.. خاصة أولئك الذين يشفقون على مصير الوطن ومآلات الحال العام. وأول درس يمكن أن نخرج به من إتفاق (الوطني/ الأمة) هو الإرتفاع فوق الأحزان والمرارات الشخصية والخاصة والتسامي عليها حرصاً على هذا الوطن لدى القيادة في كل من الحزبين الكبيرين.. ثم إنفعالات أعضاء اللجنة المشتركة بقضايا الوطن الكلية وإنفصالهم عن كل ما هو حزبي ضيق.. فقد تسامى أعضاء اللجنة المشتركة أيضاً على كل ما هو ضيق وإختاروا أن تتسع الرؤى والأفكار والسياسات والتطبيق وتستوعب دائرتها كل الوطن.. وهكذا كان فهم واستيعاب أعضاء اللجنة التي تمثل الحزبين الكبيرين. وهناك أعمدة أخرى أشار إليها السيد المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس المؤتمر الوطني وألمح لها السيد الإمام الصادق المهدي وهي قواعد الحزبين على إعتبار أن إيمان قاعدة كل حزب بالاتفاق والعمل على تفعيله إنما يعني ضمان التنفيذ وضمان الإتفاق على القضايا الكبرى والكلية.. وهناك رسالة مهمة وعظيمة حملها إعلان الإتفاق لبقية الأحزاب وعضويتها وقواعدها في مختلف أنحاء السودان.. والتي نعتقد أنها ستصبح هي نفسها قوة ضغط عظيمة من أجل الاتجاه نحو تكوين جبهة وطنية عريضة همها أمن وسلامة الوطن والمواطن قبل الصراع على كراسي الحكم وتقديم المصالح الشخصية والحزبية.. لذلك تصبح قواعد الأحزاب الأخرى هي القاعدة السابقة المثبتة لهذا الإتفاق التي تمنحه الشرعية وتنفخ فيه الروح.. أي أنها عمود الحكمة السابع. وأتوقع شخصياً أن تأتي أول ردة فعل من جانب الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يقوده مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بخطوتين متتابعتين الأولى عودة مولانا شخصياً وبأسرع وقت والثانية سعيه لعقد إتفاق أو إتفاقات منفردة أو مشتركة مع الحزبين الكبيرين، ثم يأتي بعد ذلك تحرك الحركة الشعبية التي لن تقبل أن تكون بعيدة عما يجري على خشبة المسرح السياسي الرئيسية ولن تقبل أن تلعب دور المتفرج فقط. وعندما نشير إلى أعمدة الحكمة السبعة فإنني أعني ذلك تماماً فالإتفاق بين (الوطني والأمة) هو دليل العافية السياسية ودليل الصحة العقلية ودليل على الحكمة وسلامة المنهج والاستقراء والتحليل.. وأجد نفسي قد إستعرت الاسم من أحد أعظم مؤلفات السيرة الذاتية وهو كتاب (أعمدة الحكمة السبعة) الذي كتبه ضابط المخابرات البريطاني (تي. إي لورنس) الشهير بـ (لورنس العرب) الذي سجل فيه تجربته داخل الصحراء العربية التي عمل فيها على تجنيد القبائل العربية ضدالدولة التركية ومساندة بريطانيا، وقد تم تحويل الكتاب إلى فيلم سينمائي نال شهرة عالمية ولعب دور البطولة فيه بيتر أوتول وعمر الشريف وأنتوني كوين.. ويبدو أن مؤلف الكتاب نفسه قداختار الاسم من الإنجيل فيما يعرف بـ (كتاب الأمثال) في العهد الجديد. الآن بما حدث مساء الثلاثاء الموافق اليوم العشرين من مايو الجاري نستطيع القول إن عهداً سياسياً جديداً قد بدأ بإتفاق حزبي المؤتمر الوطني والأمة القومي.. وإن لقاء (البشير/ الصادق) لم يعد لقاء قيادات وزعامات فقط.. ولا لقاء لجان مشتركة.. بل هو لقاء قواعد تتسع قاعدته كل يوم.. ولا تصغر. والله أكبر والعزة للسودان .