|
وما أشبه الليلة بالبارحة!!
|
+
وما أشبه الليلة بالبارحة!!
دائما ما كنت أكتب هنا عما حاق بأهلنا أيام الدكتاتور نميري ورهطه العاطب. ففي عام 1976 سيرت المعارضة حملة شبيهة بالتي قادها الدكتور خليل ورفاقه أطلق عليها النظام آنذاك "ضربةالمرتزقة" الي أن صار اللفظ شايعا وسط مستعربي السودان بأنه يرمز لكل القوميات الأفريقية الأخري وخاصة انسان غرب السودان. نتيجة للمحاولة الأنقلابية تلك، فرض حظر التجوال ووجهت الدولة أجهزتها لقمع ما يسمونهم مرتزقة. تلك الحقبة لم ينج أحد من القبائل الأفريقية الا أهل الجنوب لأنهم وقعوا أتفاقية أديس أبابا الشهيرة. رغماعن هذا، هناك من أهل الجنوب من اكتوي بتلك الحملة العنصرية الكريهة. في تلك الحقبة برزت الي السطح المشاعر الحقيقية لأغلب أهل الشمال النيلي، فقراءهم وأثرياءهم، مثقفيهم ومن بيدهم السلطة، الكل سواء في الجرم الذي اقترفوه بحق أبرياء يجاورونهم الأحياء السكنية. تلك الفترةـ رغم صغر سني ـ أصابني حنق لم أفيق منه بعد. جار لمنزل عمي بأمدرمان خرج الصبح لمزاولة عمله باحدي وزارات الدولة، عند خروجه من العمل هجم عليه "حماة العاصمة القومية" سائلين أوراقه الثبوتية، والتي لم تك بحوزته آنذاك. زج به في عربة كبيرة كانت تعج بمن هم علي هيئته. أنتهت رحلة الرجل بمدينة ما بكردفان، حيث كان الأعلاميون الموجهون يرفعون شعار الدولة الذي يقضي "بتفريغ العاصمة". يوم السبت وأنا أشاهد "تلفيزون السودان القومي" مراقبا لما حدث، شاهدت شابين كانا في الزمان والمكان الخطأ. أحدهم كان مستلقي علي بطنه لم يحرك ساكنا، والآخر قد بدأت علية ملامح الضرب الا أنه أصر علي أن يثرد قصته. كان يروي لجلاديه بأنه أتي "ليشكس" "واذا ذهبوا معه سيريهم بعض الكراسي التي كانوا يجلسون بها". حقا تألمت لهذا الشاب تحديدا، لأنه مظلوم حسب ثرده الذي انتبه اليه أحدهم. دون شك أنه ذكي لأنه قرأ حكم جلاديه المسبق لسحنته وتقاطيع ملامحة، لكنه عكس لهم ما كان يصنعه. "الشكيس" أو "التشكيش" في حالة كحالته تقيه شر انتهاك أدميته.
.....يتبع
دنقس.
|
|
|
|
|
|
|
|
|