ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله:

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 01:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-06-2008, 10:29 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله:

    ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله:


    الصعيدى الذى هدّه التعب فنام

    حلمى سالم



    لو قدر لذلك الفتى الأسمر النحيل، يحيى الطاهر عبدالله، أن يعيش عمرا أطول من العقود الأربعة التى عاشها، لكان له - على الأرجح - شأن لم يسبقه إليه كاتب فى أدبنا العربى الحديث.
    ذلك أن هذا المبدع المتفرد ترك لنا فى هذا العمر القصير، مجموعة من الأعمال الأدبية، القليلة من حيث عددها الكمي، لكن الباهرة من حيث قيمتها الفنية والفكرية والجمالية.
    وقد تميزت نصوص يحيى الطاهر عبدالله - بين نصوص أبناء جيله ممن نسميهم جيل الستينيات - باكتناز شعرى مكثف يقربها مما صار يعرف ب قصيدة النثر، وبتوتر حاد مرهف مستقى من توتر وحدة ورهافة المجتمع الصعيدى المغلق فى جنوب مصر الذى كان المجال الحيوى لرواياته وقصصه، وبلمسة أسطورية تراجيدية تفرزها حياة الناس الذين يدبون على الأرض، حتى تنعجن الخرافة بالحقيقة، فيتساءل المرء: هل الواقع هو أسطورة، أم الأسطورة هى واقع؟.
    أنا لى عمر حريص عليه، أنا وصلت للسن الحرجة، أنا شاب، أديب شاب، هكذا تحدث يحيى الطاهر عبدالله فى حديث صحفى أجراه سمير غريب رئيس جهاز التنسيق الحضاري، حاليا، ونشر بمجلة المستقبل فى أوائل عام 1981 لكن حرص الأديب الشاب على عمره لم يدم أكثر من ثلاثة شهور، حيث رحل بغتة فى التاسع من أبريل نيسان 1981، إثر حادث سيارة أليم على طريق القاهرة - الواحات، وهو فى الثالثة والأربعين من عمره، شابا بحق، لكن أديبا كبيرا بحق.
    بيننا إذن وبين العام الذى مات فيه يحيى ربع قرن بالتمام والكمال، مما يستوجب التذكير والذكري، لعل الذكرى تنفع المبدعين.
    ولد عبدالفتاح يحيى اسمه الأول الطاهر محمد عبدالله فى 3. أبريل نيسان 1938 بقرية الكرنك مركز الأقصر بمحافظة قنا، فى أسرة متواضعة.
    وبذلك يكون صاحب أنا وهى وزهور العالم قد ولد فى الربيع ومات فى الربيع، وبين الربيعين حياة مضطربة غنية متوهجة.
    كان أبوه شيخا معمما يقوم بالتدريس فى إحدى المدارس الابتدائية بالقرية، ولعل ذلك كان مصدر غرام قصاصنا باللغة العربية، أما أقاربه فمعظمهم من المزارعين، ماعدا قلة منهم مارست النشاط السياحى القائم على ما تحويه هذه المنطقة من آثار مصرية قديمة، بعد سنوات سيقول يحيى الطاهر فى الصحف:
    أنا ابن القرية وسأظل فتجربتى تكاد تكون كلها فى القرية، والقرية حياة قائمة هى الكرنك فى الأقصر، أى طيبة القديمة وأرى أن ما وقع على الوطن وقع عليها، وهى قرية منسية منفية كما أنا منفى ومنسي.
    ظل بالكرنك إلى أن حصل على دبلوم الزراعة المتوسطة، وعمل بوزارة الزراعة فترة قصيرة، ثم انتقل عام 1959 إلى مدينة قنا، حيث التقى فيها بالشاعرين عبدالرحمن الأبنودى وأمل دنقل، وكان هذا اللقاء بداية رحلة طويلة وصداقة ممتدة بين الثلاثة، فى هذه الفترة كان يحيى الطاهر شغوفا بكتابات العقاد والمازني، وكان الأبنودى مهتما بالموروث الشعبى العامي، أما أمل دنقل فكان اهتمامه بالموروث العربى الفصيح.
    فى عام 1961 كتب يحيى الطاهر أولى قصصه القصيرة محبوب الشمس، وأعقبها بقصة جبل الشاى الأخضر، فى نهاية 1962 انتقل عبدالرحمن الأبنودى إلى القاهرة، وانتقل أمل دنقل إلى الإسكندرية حيث عمل كاتبا فى الميناء بينما ظل يحيى الطاهر مقيما مع أسرة الأبنودى فى قنا ما يقرب من عامين، فى عام 1964 لحق يحيى بالأبنودى فى القاهرة وأقاما معا، حيث كتب بقية قصص مجموعته الأولى ثلاث شجرات تثمر برتقالا.
    فى القاهرة بدأ يتردد على المقاهى والمنتديات الثقافية، وبدأ يعرف كظاهرةٍ فنيةٍ متميزة، كان يلقى قصصه التى كان يحفظها بذاكرة قوية إلى حد الغرابة ودونما اعتماد على الورق، وكان يرى فى ذلك محاولة لتقريب المسافة بين كاتب القصة والرواة الشعبيين، كأن القرية ماتزال فى عمق قلبه، بعد ذلك سيقول:
    عندما أبتعد عن قريتى أسعى إليها فى المدينة، وأبحث عن أهلى وأقربائى وناسى الذين يعيشون معي، وأنا لا أحيا إلا فى عالمها السفلي، فحين ألتقى بهم نلتقى كصعايدة وكأبناء كرنك، ونحيا معا ألمنا المصرى وفجيعتنا العربية، وبُعدنا عن العصر كشخوص مغتربة.
    احتل يحيى مكانه كواحد من أهم القصاصين والروائيين المصريين الذين شكلوا ما عرف ب جيل الستينيات، وفى أكتوبر تشرين 1966 تم اعتقال مجموعة من الكتاب والفنانين المصريين، منهم يحيى والأبنودي، ثم أطلق سراحهم فى أبريل نيسان 1967، أى قبل هزيمة يونيو حزيران بحوالى شهرين!.
    تزوج فى مارس آذار 1975، أخت صديقه الناقد د. عبدالمنعم تليمة، وأنجب بنتين هما: أسماء وهالة، وعمل لفترة قصيرة فى منظمة التضامن الأفروآسيوى مع أمل دنقل، برئاسة يوسف السباعي، وكانت أعماله تتوالي:
    ثلاث شجرات تثمر برتقالا 197.، الدفّ والصندوق 1974، أنا وهى وزهور العالم 1977، حكايات للأمير حتى ينام 1978، الطوق والأسورة 1975، الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة 1977، تصاوير من التراب والماء والشمس 1981، الأعمال الكاملة صدرت بعد رحيله، عن دار المستقبل العربى بالقاهرة عام 1983، بإشراف المخرجة عطيات الأبنودي، التى قامت باحتضان أسماء يحيى الطاهر وتربيتها، ود. حسين حمودة، الشاعر والناقد، الذى كانت رسالته للدكتوراة عن يحيى الطاهر عبدالله.
    عندما صدرت مجموعته الأولى ثلاث شجرات تثمر برتقالا أحدثت دويا مؤثرا فى الحياة الأدبية المصرية، لأنها كانت تحمل رعشة جديدة فى الجسد الإبداعي، حسب تعبير فيكتور هوجو عن شعر بودلير، وفى تفسيره لهذه الرعشة كتب الروائى الكبير إدوار الخراط مقدمة ضافية لهذه المجموعة، أوضح فيها أن القضية التى أزعم أن لها مكانا أساسيا فى عمل يحيى الطاهر عبدالله هى - على وجه الدقة - العلاقة الجدلية، الميتاواقعية، بين الواقع والخرافة.
    ويفصل الخراط هذه العلاقة بين الواقع والخرافة عند الطاهر، بتأكيده على أن الطاهر لم يكن يهوى الكتابة لمجرد التجريب، ولم تكن رحلته فيما وراء الواقعية مجرد مغامرة غير محسوبة، بل قادته روح التكشف غير المكبوحة، وغير المنفلتة، إلى أحدث مكتشفات الحساسية الجديدة، وأعنى بها القصة القصيدة، ولهذا فإن الخراط يرى فى يحيى الطاهر عبدالله نموذجا مميزا للكتابة عبر النوعية، وقد خصص له فصلا ضافيا فى كتابه الكتابة عبر النوعية، أشار فيه إلى امتزاج الشعر بالنسيج القصصى والروائي، بحيث إن موسيقى الشعر نفسها وروحه أصبحت تخامر وتسرى فى تضاعيف كل البناء والنسيج الروائى والقصصى لديه.
    وعندي، أن كتابة يحيى الطاهر عبدالله - فوق ما رصده الخراط - تتميز بخمسة ملامح بارزة:
    الأول: هو ذلك الخليط المركب المرهف بين مخيلة الواقع وواقع المخيلة، مما درج بعض النقاد على تسمية أسطرة الواقع ودرج البعض الآخر على تسميته الواقعية السحرية.
    الثاني: هو ذلك الميل الواضح إلى سرد التفاصيل النثرية اليومية البسيطة، مما صار بعد ذلك سمة أساسية من سمات الكتابة القصصية فى جيلى الثمانينيات والتسعينيات من شباب القص فى مصر.
    الثالث: هو خصوصية المكان، إذ ارتبط الطاهر ببيئته ومحيطه الصعيدي، فى قصص القرية وقصص المدينة على السواء، حيث غدا المكان زمانا للروح والوجدان، لا مجرد جغرافيا صامتة.
    الرابع: هو ذلك الالتفات اليقظ إلى نماذج المهمشين من الناس، حيث يحتل بؤرة المشهد منسيون ومهملون ومهتوكون وشذاذ آفاق ومشوهون وغيرهم ممن لم يعتد متن القص التقليدى على اعتبارهم أبطالا دراميين.
    الخامس: هو تلك العناية الملحوظة باللغة وجمالياتها الدفينة، مع عدم الخضوع لبنيتها التقليدية أو علاقاتها المنجزة سابقا، ولعل فى هذا الملمح درسا باقيا للأجيال الجديدة التى تعتبر اللغة فى القصة زائدة دودية أو مجرد عربة نقل تحمل الفكرة أو الحكاية.
    أنا وضعت فى مجموعتى الأولى ثلاث شجرات كبيرة تثمر برتقالا حيرتى فى البحث عن شكل ولغة ورؤية.
    كانت هذه جملة يحيى فى حواره مع سمير غريب، المذكور سالفا، وقد أنجز المبدع سعيه، وتحقق له الشكل المتفرد واللغة الخصوصية والرؤية الثاقبة.
    شكل يجدل بين القصة والقصيدة، مستلهما التراث العربى واليونانى والحكى الشعبى فى سبيكة واحدة.
    ولغة تمزج بين السرد والإنجاز، فى أداء يجمع بين الفصيحة المقدسة والدارجة المدنسة، وبين الخالد واليومي.
    ورؤية تضفر بين الميتافيزيقى الهائم والفيزيقى المغروس فى الطين، فى سياق وعى يدمغ القهر الاجتماعى والإنساني، منحازا للبساطة والبسطاء.
    والمدهش، هنا، أن هذا الشكل المتميز، الذى صار علامة على كاتبه إنما أتى يحيى عفو الخاطر الخلاق، بدون عمد ثقافى مسبق وبلا قصد مفتعل مصنوع.
    وهذا ما أكده المبدع بنفسه، حينما صرح قائلا: أنا لا أسعى نحو الشكل، وذلك لأن إنجازه المتفرد هو وليد الروح القلقة المتوثبة، وثمرة البصيرة النابضة المدركة.
    مثل هذا الفنان لا يسعى نحو الشكل، بل إن الشكل هو الذى يسعى إليه، أليس هذا الكاتب هو الذى صدر روايته الدف والصندوق بجملة سان جون بيرس: لا تمض أبدا، أيها الصديق، من هذه الجهة للمدن، حيث الشيوخ ينسجون لك ذات يوم قش الأكاليل، لا المجد ولا القوة يترنحان إلا فى ذروة القلب البشري؟.
    ثم أليس هو الذى صدّر قصته الرقصة المباحة بقوله: عقدى مفصل: بين كل لؤلوتين خرزة؟.
    المصدر : جريدة الاهالى الناطقة باسم حزب التجمع الوحدوى المصرى

    http://www.al-ahaly.com/articles/06-10-18/1299-art01.htm

    (عدل بواسطة zumrawi on 05-06-2008, 10:36 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-06-08, 10:29 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-06-08, 10:32 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-06-08, 10:45 AM
    Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: عبدالله شمس الدين مصطفى05-07-08, 07:04 PM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: أحمد طراوه05-07-08, 10:04 PM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-08-08, 09:32 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-08-08, 09:36 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: أحمد طراوه05-10-08, 08:32 PM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-14-08, 04:00 PM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-17-08, 10:45 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: Solafa Alagib05-17-08, 02:22 PM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-18-08, 04:34 PM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-18-08, 04:42 PM
    Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: jini05-18-08, 04:48 PM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: shaheen shaheen05-19-08, 09:10 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-19-08, 09:14 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-19-08, 09:20 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-21-08, 10:08 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-21-08, 10:14 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-21-08, 10:14 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-25-08, 11:39 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi05-25-08, 11:45 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi06-02-08, 09:09 AM
  Re: ربع قرن على رحيل يحيى الطاهر عبدالله: zumrawi06-02-08, 09:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de