|
|
 Re: دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ (Re: فدوى الشريف)
|
مهزلة كبرى
وحتى في دارفور، هل هناك أي وضع واضح للمدنيين فيما يسمى بالمناطق المحررة أو في المناطق تحت سيطرة القوات الهجين.. أوليس ما يجري في دارفور مهزلة كبرى.. مئات الملايين من الدولارات تنفق على الجنود الاجانب والآليات العسكرية، بينما العطش يضرب دارفور.. ولو صرف فقط عشرة بالمائة مما يصرف على استجلاب الآليات العسكرية والحشود العسكرية على حفر الآبار وفتح المسارات والمدارس وبناء الطرق حتى يتم طي ملف العطش والعزلة والصراع حول المياه، لحلت جزئياً كثير من مشاكل دارفور.. فأين الضمير العالمي وأين العلماء وأصحاب الكلمة.. أين المحللون والمصطفون من ابناء دارفور.. أم كلهم أصحاب اجندة واغراض وقتية يدفنون رؤوسهم في الرمال ولا يريدون ان ينظروا لأجندة وحاجات دارفور الحقيقية الشاخصة والماثلة.
ونحن نرى حركات التحرر والمقاومة في غزة تناضل من أجل رفع الحصار وفتح المعابر.. وفي دارفور يحصل العكس.. تقوم الحركات المسلحة بالحصار وتدمير المعابر والمدارس وتعوق قوافل الإغاثة والحياة كلها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إكتشاف تاريخي
وقبل أن نختم هذا الفصل المحزن مما يحدث في دارفور، لابد ان نشيد بالخبر الكبير والطيب الوارد في الصحف الاسبوع الماضي من منطقة «ناوا» بالشمالية، الذي تحدث عن كشف أثري عن مسجد إبتناه «يزيد بن حبيب».. ولمن لا يعرف «يزيد بن حبيب» فهو من التابعين، وأن والده كان قد أخذ في عهد «البقط» في «13 هجرية» الى مصر وولد في مصر العام «35 هجرية» أي بعد حوالى أربعين سنة من وفاة الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه، وهكذا فإن سيرة «يزيد بن حبيب» تفيد بأنه أصبح من أكبر قضاة مصر.. بأمر الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز.. وأنه كتب مسنداً كاملاً بأحاديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» والتي أخذت تروى عن يزيد.. ولكننا لم نعلم في التاريخ ان يزيداً قد عاد الى مسقط رأس والده أو أهله من النوبيين.. بل أننا نعرف أنه أدى فريضة الحج وأنه ذهب الى مدينة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وأنه توفي في العام «721 هجرية».
ناوا.. شاهد
ولكن هذا الكشف الأثري عن المسجد في «ناوا» حيث وجد فيه «شاهد» يدل على أن المسجد ابتناه يزيد بن حبيب أو شهد افتتاحه.. وإذا كان ذلك كذلك، فإنه يعني أن هذا المسجد قد بُني في العقد الثامن من الهجرة النبوية.. أي بين «07-08 هجرية» أي في القرن الأول الهجري.. لأنه لا يُعقل ان يكون «يزيد بن حبيب» قد عاد الى شمال السودان بعد أن أصبح شيخاً كهلاً، لأنها كانت رحلة صعبة وتحتاج الى مجالدة كبيرة.. ولإكتشاف هذا الأثر والكشف الكبير دلالات كبرى يجب الطرق عليها.. إذ أن هذا المسجد وجد وقد بُنِيَ على نسق مسجد عبدالله بن أبي السرح في منطقة «الغدار» أو دنقلا العجوز.. وبذات طريقة بناء الحجارة المصقولة التي يُرص بعضها على بعض بدون استخدام مادة لاصقة أو ماسكة.. أي بذات الطريقة التي بُنيت بها الإهرامات وهذه واحدة.
الأمر الثاني، فإن هذا الإكتشاف يقود الى حقيقة مهمة جداً.. فنحن نعلم أن الفرق بين دخول المسيحية، وعهد البُقط في السودان هو قرن واحد أو مائة عام.. فالمسيحية دخلت في القرن السادس الميلادي، وعهد البقط وقع في القرن السابع الميلادي.
تغلغل إسلامي
وكان كثير من المؤرخين يعتقدون أنه حتى ذلك الوقت كان الإسلام مجرد ظاهرة عابرة.. وأن العلاقة بين النوبيين والمسلمين في مصر كانت علاقة حرابة وعلاقة عهد.. ولكن وجود هذا المسجد الأثري في عمق مناطق النوبة في منطقة «ناوا الأتر» فهذا يدل على أن الإسلام قد تغلغل في القرن الأول الهجري في السودان.. بدليل أن أهل السودان قد بنوا مسجداً من الحجر في وقت كانت المساجد تُبنى حتى في مدينة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» بالجريد
والأخشاب واللّبِن.. وهذا يدل على أن أهل السودان قد تشبعوا بالثقافة الإسلامية منذ القرن الأول الهجري وبنوا مسجداً بالحجر وهذا من ناحية.
ومن ناحية اخرى، فإن الكتابة باللغة العربية على جدران وشواهد المسجد في ذلك الوقت وفي القرن الأول الهجري، تدل على أن أهل هذه المنطقة كانوا يعرفون اللغة العربية ويتكلمون بها.. وأن الأوضاع ربما تدهورت بعد ذلك لأننا نعلم أن بعض النوبة وحتى قبل مائة عام ما كانوا يتكلمون اللغة العربية.. وكذلك فإن الشاهد الموجود ربما يعتبر أقدم شاهد أثري في السودان.. لأننا نعلم أن المخطوطات والشواهد الإسلامية السودانية لا يكاد يصل عمرها إلى «005-006» عام.. ووجود شاهد عمره أكثر من «0031 عام» فهذا يكشف ان التاريخ الإسلامي وتاريخ تغلغله في السودان وتاريخ تقبل السودانيين للإسلام وانتشاره في السودان.. لا يزال يحتاج إلى جهد تأسيسي كبير.
ونحن نعتقد أن هذه المناسبة والحادثة تستحق ان يقف عندها كل المهتمين بأمر الثقافة الإسلامية في السودان وبأمر التاريخ الإسلامي في السودان، وذلك بالحفاظ على الآثار الإسلامية والمخطوطات الإسلامية.
دعوة للبشير
ولذلك نقترح ان تتكون لجنة عليا لاستقدام بعض علماء الآثار من العالم لمعرفة عمر هذا الأثر وتحقيقه، وأن تقوم هذه اللجنة بالإشراف على صيانة الآثار الإسلامية لأنها أصبحت مبعثرة. ولقد كان الراحل نجم الدين شريف مدير المتاحف سابقاً قد كلفه الرئيس النميري بتجميع الآثار الإسلامية، ولكنه للأسف الشديد مات قبل ان يكمل هذا العمل في حادث حركة مؤسف وشهير.
ثم خلفه البروفيسور حاكم الذي بدوره لحقه ومات. وبذلك ضاعت هذه المسألة.
ونحن لا نجد أولى وأجدر من السيد رئيس الجمهورية عمر البشير أن يتبنى شخصياً هذا العمل، وأن يكوّن لجنة عليا لصيانة هذا الأمر ولمعرفة مغزاه، والله ولي الجميع..
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ | فدوى الشريف | 04-29-08, 10:50 AM |
| Re: دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ | فدوى الشريف | 04-29-08, 10:52 AM |
| Re: دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ | فدوى الشريف | 04-29-08, 10:54 AM |
| Re: دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ | فدوى الشريف | 04-29-08, 10:57 AM |
| Re: دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ | Elsanosi Badr | 04-29-08, 03:32 PM |
| Re: دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ | فدوى الشريف | 04-30-08, 09:19 AM |
| Re: دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ | بشير أحمد | 04-29-08, 04:26 PM |
| Re: دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ | فدوى الشريف | 04-30-08, 09:30 AM |
| Re: دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ | Elsanosi Badr | 04-29-08, 06:22 PM |
| Re: دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ | Elsanosi Badr | 04-30-08, 00:25 AM |
| Re: دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ | ابوالقاسم ابراهيم الحاج | 04-30-08, 00:45 AM |
| Re: دارفور .. ثورة أم فتنة قبلية؟ | Elsanosi Badr | 04-30-08, 01:00 AM |
|
| |
فدوى الشريف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست