ثورة المقابر رواية لضياء الشريف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 08:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2008, 09:04 PM

نزار باشري ابراهيم
<aنزار باشري ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف (Re: نزار باشري ابراهيم)

    (5)
    توقفت السيارة امام العمارة فطلبت زينب من صديقتها وزوجها او يذهبا ويدعاها وحدها . إمتثلت ناديا لرغبة صديقتها وقالت لها :
    -سآتي في المساء .
    -حسنا , خذي المفتاح فالآخر معي .
    وناولتها المفتاح ونزلت .
    اغلقت زينب باب شقتها عليها وجلست في غرفتها ترضع صغيرها حتى ارتوى ونام في صدرها فوضعته بهدوء على فراشه وقامت لتكتب الرسالة التالية :
    امي الحبيبة خديجة
    اخي الحبيب محمد
    قبل قليل أديت آخر ادواري في الحياة . المشهد الاخير في عمري القصير , أديته بقلب راض واتقان مدهش لذا سأغادر عالمكم بنفس مترعة بالراحة والرضا , بل اني اتلهف لمغادرته الآن وفورا قبل ان يتلاشى هذا الاحساس العظيم الذي يغمرني الآن.
    انا أعلم ان رحيلي سيحزنكم كثيرا ولكن الحزن يطهر النفس , وإن لم تحزنوا اليوم فغداً او بعد غدٍ , الناس يموتون واحبائهم يحزنون عليهم ردحاً من الزمن طال أو قصر فستأخذهم الحياة الي احضانها من جديد وتستمر الايام في دورتها التي قدرها الله . قد تحزنكم طريقة موتي اكثر ولكن تذكروا أن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعاً إلا ذنب الشرك به , وقاتل النفس إرتكب ذنبا يصنف الله عظمته حسب الدوافع لإرتكابه ولكنه ليس كافراً .
    -هكذا يبدو الامر لي على الاقل وانا مقتنعةً به – ابني سيرحل معي لأنني لن اتركه ليعيش حياةً ظالمةً ستكون قاسية عليه تعذب روحي من بعده , ثم إنني بأخذه معي أكون قد ضمنت له الجنة .
    تذكرا أن إبنتكم زينب الامام عاشت شريفة وطاهرة ولم ترتكب في حياتها ذنباً ولم تقترف إثماً الا اتهامها لنفسها بالباطل , أما ما انا مقدمة عليه الآن فهذا شأن الله ,
    وحده الذي يقيم ويحدد } افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور * إن ربهم بهم يومئذ لخبير * { صدق الله العظيم .
    ترحما علي وصليا لأجلي كثيرا .
    طوت الورقة ووضعتها في مظروف كتبت عليه إسم أخاها : محمد الإمام , وقامت الي الحمام وغسلت جسدها بالماء والصابون جيدا ثم اغتسلت غسل الجنابة وارتدت ملابس نظيفة وخرجت الي الحوض الخارجي وتوضأت ثم تعطرت بعد ذلك وألتحفت بثوبها وصلت الظهر وبعده ركعتين وقامت بعد ذلك لتضع المظروف في صندوق الرسائل ولتتصل بعد ذلك برقم الهاتف الوحيد في قريتهم . رد عليها الحاج عبد الناصر صاحب البقالة التي يوجد بها التلفون فطلبت منه ان يخبر اباها واخاها ان زوجها موقوف على ذمة اربعة قضايا دفعةً واحدة وانها انجبت غلاماً اسمته محمدا واكدت عليه بأن يخبر اخاها بالحضور فورا فهي على وشك الموت .
    رد الحاج عبد الناصر من الطرف الآخر .
    -لا حول ولا قوة الا بالله , تماسكي يا إبنتي وكوني من الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبةً قالوا انا لله وانا اليه راجعون , ماذا حدث بالضبط ؟
    قالت زينب أنها لا تستطيع الكلام فهي متعبة وتشعر بأن روحها تفارق جسدها . رد الحاج عبد الناصر وصوته يتهدج من التأثر .
    -حسنا , الآن سأذهب لأخبر اباك واخاك بان يذهبا فورا ويتصلا بك فانت تعلمين ان هاتفنا الوحيد محلي والخطوط الدولية لم تصلنا بعد .
    شكرته زينب واغلقت الخط لتتصل بعدها بصديقتها ناديا وتقول لها :
    -ناديا .. مفتاح الشقة معك , معه مفتاح صغير هو مفتاح صندوق الرسائل المعلق يمين باب الشقة , افتحيه ستجدين رسالة هي امانة في عنقك , احتفظي بها لحين حضور اخي محمد وسلميها له يداً بيد .
    قالت ناديا من الطرف الآخر بصوت مرتعض
    -زينب ماذا ستفعلين ؟ انتظري انا قادمة .
    لكن زينب ردت بحزم :
    -لايجدي , الباب مغلق من الداخل بالترباس .
    صرخت ناديا
    -سنحطمه .
    -لا فائدة .. المسافة بعيدة .. الوداع يا ناديا ولا تنسي الرسالة .
    ثم وضعت سماعة الهاتف وحملت إبنها الذي ما زال يغط في نومه واتجهت الي المطبخ واغلقته جيدا ثم فتحت منافذ الغاز جميعا البوتاجاز وجلست على الكرسي وهي تحتضن صغيرها ونطقت بالشهادتين واغمضت عينيها لترى امامها حياتها القصيرة تعرض امامها بكل تفاصيلها وكأنها تشاهدها في شاشة عرض ضخمة فتذكرت فجأة ان موتها مع ابنها سيطفي نار زوجها ويشفي غليله وان حياتها وحياة ابنها موت بطيء له فقررت ان تعيش ليموت هو وحاولت النهوض لتفتح الباب ولكن الاوان قد فات فعزرائيل الذي نزل بأمر إلهي أنجز عمله بسرعة اذهلت زينب الامام نفسها وهي تلفظ بين يديه آخر انفاسها !
    ولكن الدهشة الكبرى كانت فيما حدث بعد ذلك ..!
    فناديا التي نزلت من فورها بعد المكالمة الاخيرة واستقلت اول تاكسي صادفها كانت تتصرف بهستيريا وتحث السائق على الاسراع وهي تقول له : ستموت .. يجب ان ندركها قبل أن تقتل نفسها .. أسرع , أسرع اسفل العمارة وقبل ان تتوقف سيارة التاكسي تماما نزلت ناديا وهي تهرول وتصرخ في السائق :
    -تعال معي , ساعدني ارجوك , يجب ان ندركها قبل ان تموت
    السائق الذي كان يهم بالذهاب الي مركز الشرطة لتقديم بلاغ يفيد بان ثمة امرأة تحاول الانتحار في العمارة رقم اربعة عشر غيًر رأيه في أقل من ثانية وانتقلت اليه عدوى الهستيريا فهرول وراء ناديا مرتقيا السلالم وهو يسألها بهلع : ماذا يحدث يأخت ؟!
    ادخلت ناديا المفتاح في القفل بيد مرتعشة وادارته ولكن الباب كان مغلقا من الداخل فمد السائق يده وضغط على الجرس ولكن ناديا صرخت فيه :
    -ماذا تفعل .. حطم الباب , إنها تموت .. حطم الباب!
    السائق تلفت حوله بخوف وقال بصوت متقطع :
    -إنه متين .. انه عمل غير قانوني .. يجب ابلاغ الشرطة و.................
    وضاع صوته وسط صرخات ناديا التي هب لها غالبية سكان العمارة الذين كانوا يتأهبون لتناول وجبة الغداء وبأمر من الساكن الاسفل للشقة مباشرة وبمبادرة منه تم تحطيم الباب , وما إن انهمر الجمع كالسيل داخل الشقة حتى سمعوا صراخ الطفل آتياً من ناحية المطبخ فاتجهوا جميعا وراء ناديا التي شحنها الخوف والهلع بقوة هائلة كانت كافية لخلع الترباس الداخلي الصغير حينما شحنت نفسها ورمتها على الباب مركزة كل قوتها وثقلها على كتفها الايمن وحينما انفتح الباب كان المنظر غريباً ومخيفاً , كان الطفل يتشبت بثوب امه وهو يصرخ موزعاً نظراته الهلعى والفزعة بين رأس امه المائل قليلا الي الوراء وعيناها الجاحظتين ويداها اللتان تدلتا حتى كادتا أن تلامسا الارض وبين الجمع الذي تسمر من هول المفاجاة , ولم يكن هناك أي اثر لرائحة غاز , بل كان المطبخ الصغير يتضوع بالعطر وتفوح منه رائحة طيبة وزكية , وزينب الامام جثة هامدة وصغيرها يمد يديه بخوف وهلع ناحية ناديا التي تسمرت على بعد خطوتين منه .
    وعد ثلاثة ايام حضر محمد الامام واستلم جثة شقيقته مرفقة بتقرير طبي يفيد بوفاتها نتيجةً لإنفجار في شرايين الدماغ , وقالت له ناديا وهي تسلمه الرسالة المغلقة :
    -في الليلة التي سبقت وفاتها دخلت كعادتي لتجهيز العشاء ولكن اسطوانة الغاز كانت قد فرغت فجهزت عشاءاً من المعلبات التي كانت بالثلاجة وقررت اخبار زوجي في الغد لاستبدالها ولكن احداث اليوم التالي كانت مثيرة وارهقت اعصابي فأنستني أمر الغاز .
    وحكت له احداث اليوم الاخير في حياة شقيقته حتى قالت :
    -لقد كانت تركز كل وعيها وفكرها في الانتقام من ابراهيم حتى انها لم تلاحظ انها شربت شاي الصباح من حفاظ صغير جلبه زوجي من شقتنا فجراً قبل ان تصحو من نومها .
    ثم اردفت والدموع تغطي وجهها الجميل .
    -لقد كانت طيبة , وطاهرة وعفيفة .. كانت ملاكا يشع نورا وقدسية .
    ثم اجهشت في بكاء مرير وطويل .
    وغادر محمد الامام وبصحبته تابوت خشبي ترقد فيه جثة شقيقته الراحلة وطفل نافر لم يكف عن الصياح والبكاء منذ ان اقتلعه اقتلاعا من احضان ناديا .
                  

العنوان الكاتب Date
ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:22 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:37 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:41 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:47 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-26-08, 09:19 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-26-08, 09:24 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-26-08, 09:31 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 08:46 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:04 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:17 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:26 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:33 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:44 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:51 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 10:04 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 10:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de