ثورة المقابر رواية لضياء الشريف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 07:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2008, 09:31 PM

نزار باشري ابراهيم
<aنزار باشري ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف (Re: نزار باشري ابراهيم)

    (3)
    في المستشفى فتحت الزوجة عينيها لتجد حشد من بنات وطنها , اكثرهن زوجات تعيسات مثلها ولكنهن ابتكرن وسائل غريبة للانتقام من ازواجهن , فسمية مثلا كانت كلما ضربها زوجها تفتح باب منزلها وتلتقط اول عابر سبيل لتمارس معه الجنس بلا مقابل , وسعاد التي كانت تستعمل كل وسائل منع الحمل اشاعت ان زوجها عنين , واميره كانت تأكل البصل والثوم كل ليلة وتلبس اقذر ملابسها الداخلية , ولمياء كانت تهب كل ليلة بعد ان تتاكد ان زوجها غرق في النوم حتى اذنيه وتصرخ بأعلى صوتها مدعيةً ان كابوساً مخيفاً يهاجمها كل ليلة حتى نجحت في لفظه الي الغرفة الاخرى . الازواج بدورهم امعنوا في اذلال زوجاتهم ووجدوا كفايتهم ومتعتهم في هذا الاذلال وخيبوا ظنهن ولم يسرحوهن .
    انحنت ناديا – اقربهن الي قلبها – وقبلتها على جبينها وهي تقول :
    -مبروك يا زينب .. ولد
    ولكن زينب اشاحت بوجهها الي الحائط . النساء نظرن الي بعضهن البعض وارتسمت على وجوههن تعابير حزينة . دنت منها اكبرهن سناً واكثرهن حكمة وقالت :
    -حمدا لله على سلامتك يا زينب , لقد اجتزت مرحلة حرجة والاطباء بذلوا جهداً خارقاً .
    ولما لم تتلق ردا من زينب اردفت وهي تدنو منها اكثر :
    -ان الله ارسل لك هذا الولد قبل أوانه ليعوضك به , انه يفوق ابن التسعة حجماً وحيوية , اسأل الله ان يقر به عينك.

    ألتفتت زينب ووجهها مبللاً بالدموع وسألت
    -أين هو ؟
    جلست المرأة بجانبها ومسحت لها الدموع وهي تقول :
    -اخذته الممرضة لتغسله , ارجوك لا تبكي فصحتك لا تحتمل .
    قالت سمية :
    -هذا الولد سيكون سبباً في هداية اباه حينما يخرج من السجن .
    ثم استدركت وهي تتحاشى نظرات التوبيخ من أعين النساء :
    -سامحيني يا زينب فكلنا في الهم سواء .
    النساء بدورهن تبارين فيما بينهن لا ستضافة زينب . كل واحدة تصر عليها ان تذهب معها ولكن زينب اصرت ان تمكث بشقتها ما تبقى لها من ايام لحين وصول اخاها لأخذها , واغلقت باب النقاش قائلة بحزم :
    -لي من النقود والمصاغ ما يكفيني ثمنه حتى يحضر اخي وناديا ستكون معي .
    ولأن النساء يعلمن ان ناديا وزينب المتقاربتين في العمر تربطهما علاقة حميمة وان زوج ناديا ليس الإ ظلا لها تأمره فيطيع من غير نقاش وكأنه خاتماً في اصبعها فقد امتثلين لرغبة زينب .
    خرجت زينب من المستشفى وذهبت الي شقتها تحمل وليدها الذي يشبهها كثيرا وروح الانتقام ما زالت تعشش فيها , ومع كل يوم يمضي كانت نار الحقد تزداد اواراً والرغبة في الانتقام تستعير وتتأجج داخلها وناديا وزوجها يرقبانها والحسرة عليها تأكلهما أكلا فقال لها على زوج ناديا :
    -لقد اوكلت له محاميا كبيرا وهناك بعض الامل ولكن الأمر يحتاج وقتاً .
    ثم اردف :
    -يريد أن يرى أبنه
    ردت زينب بحدة :
    -ليس ابنه
    ولكن الرجل قال :
    -انه في ورطة حقيقة ورؤية ابنه ستخفف عنه كثيراُ
    ردت زينب بعصبية وقد استقرت الفكرة في ذهنها تماماً
    -قلت لك ليس إبنه , إنه إبن رجل اخر .
    كادت عينا الرجل تخرجا من محاجرهما وهو يقول
    -إبن رجل اخر !!!
    ناديا التي سيطرت على ذهولها سحبت زوجها خارج الغرفة وهي تقول له :
    -أنها تكيد , دعنا لوحدنا .
    وعادت لتواجه زينب قائلة :
    -زينب لا تدعى الرغبة في الانتقام تعميك .
    -انها الحقيقة , اباه بالسودان .
    فقالت ناديا :
    لا يا زينب , انها ليست الحقيقة , أنت ملاك ولا يمكن ان تفعلي ذلك .
    فابتسمت زينب بمراره وهي تقول :
    -في داخل كل منا شيطان .
    فتوسلت ناديا .
    -فكري في طريقة اخرى , اعطينا رقم تلفون اخوك لنتصل به , إعطني الرقم يا زينب وهو سياتي ويخلصك منه .
    -لم يحن الوقت بعد لاخباره .
    قالت ناديا والدموع تترقرق في عينيها
    -ارجوك يا زينب لاتسيئ الي نفسك وتطلخي سمعتك الطاهرة بيديك .
    فلم تزد زينب على ان قالت :
    -ان الشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها . لاتناقشيني في الامر بعد ذلك .
    خارج الغرفة كان على زوج ناديا يضع اذنه على الباب متصنتا وفجأة تعثر الي الداخل وكاد ان يقع حينما فتحت ناديا الباب فجأة فأمسكت به من تلابيبه وهي تقول بغيظ :
    -متى تتخلص من عادتك الذميمة هذه ؟
    ثم نظرت اليه شذرا وهي تقول بلهجة كلها تهديد ووعيد
    -انت لم تسمع شيئا .. لاداخل هذه الغرفة ولا حينما كنت تتنصت خلف بابها أليس كذلك ؟
    رد زوجها بوجل :
    -بالطبع لم اسمع , فليس كل ما يقال يسمع .
    جذبته ناديا وهي تقول :
    -بل ليس كل ما يسمع يقال , تذكر هذا جيداً .
    فجأة وقفت زينب وقالت :
    -أنا الان ليس لي غيركما ولي طلب وحيد , وقد يكون الاخير .
    قال زوج ناديا :
    -اطلبي يا زينب فأنت اختي وصديقة زوجتي .
    قالت زينب :
    -اقسم لي بأنك ستنفذه .
    كاد الزوج أن يقسم ولكن زوجته سارعت قائلة :
    -ليس قبل ان نعرف ما هو .
    قالت زينب :
    -ارجوك يا ناديا , إنه طلبي الاخير .. رغبتي الاخيره قبل ان اغادر .
    فقالت ناديا :
    -تريدين منه ان يخبر زوجك اليس كذلك ؟
    فردت زينب :
    -أرجوك ان تسمحي له .
    ولكن ناديا رفضت ان يحمل زوجها بذور الانتقام ليزرعها في نفس هي مهيأة اصلاً لاحتضان مثل هذا النوع من البذور المدمرة . وامام بكاء زينب المتواصل وتوسلاتها وتهديدها باالانتحار لم يجد الزوجان بدا من الرضوخ لرغبتها .



    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:22 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:37 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:41 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:47 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-26-08, 09:19 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-26-08, 09:24 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-26-08, 09:31 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 08:46 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:04 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:17 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:26 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:33 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:44 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:51 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 10:04 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 10:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de