** تأمل هذا الحديث .. ( اذا أراد أي شعب من شعوب دارفور أو الشرق أن ينفصل فلينفصل ، لماذا نقول لابد أن يتوحد السودان ..؟ ... حدود السودان لم تنزل في أية قرآنية .. فلماذا نخدع أنفسنا ..؟) .. هكذا يتحدث المتحدث ، وهو ليس بزعيم صهيوني حيث يسعى الي تنفيذ أجندته الصهيونية في بلادنا ، ولا هو بزعيم يهودي يجتهد في تنفيذ المخطط اليهودي في البلاد الأفروعربية ، ولا هو برئيس خلية ماسونية يعمل على دس سم التمزق في جسد المليون ميل مربع .. المتحدث ليس بأحد من أولئك الغرباء ، ولو كان أحدهم لما تحملنا مشاق رصد حديثه ثم التعليق عليه ، وذلك ايمانا بمبدأ دع عدو بلدك يتحدث كما مايشاء وتفرغ أنت لفعل ما تشاء بحيث يؤدي الفعل لتخريب حديث ومخطط عدو بلدك ، هكذا يجب أن يكون المبدأ حين يستهدف عدوغريب - بالقول والفعل - وحدة البلد وتماسك شعب البلد ..ولكن الذي يتحدث بذاك الحديث المريب ليس بغريب علينا ولا على بلدنا ، بل هو أحد النافذين في أوصال حال بلدنا ، وهنا مربط الخطر الذي تتقزم أمامه مخاطر العدو الغريب ، فالغريب عن البلد حين يفكر في استهداف تمزيقه مقدور عليه ولكن كيف تتأتى لنا المقدرة حين يتمزق البلد بقريب نافذ في أوصال حاله الراهن ..؟.. فالمتحدث بذاك الحديث هو الطيب مصطفى راعي المسمى - زورا - بمنبر السلام العادل ..لصحيفة أجراس الحرية .. !! ** هكذا يتحدث - بكل بساطة - دون أن يطرف له جفن أو تحرك ضميره وخزة .. فلينفصل أى شعب يريد ذلك ، شعب دارفورا كان أو الشرق ..فلينفصل فحدود السودان لم تتنزل في أية قرآنية .. فلماذا نخدع أنفسنا ..؟... هكذا يرى الطيب مصطفى حلول أزمة البلد ، وهكذا يرى جوهر الوطن ، بحيث كل الوطن - تاريخا وشعبا وحضارة - أصبح عنده مجرد ( صينية باسطة ) ، يقطع البائع لمن يشاء ما يشاء حجما وتشكيلا .. وطن متوارث جيل عن جيل يرقد الأن على مائدة راعى أفكار منبر السلام العادل بطيخا ناضجا في انتظار اى قادم يلتهم ( شريحة ) لا تمانع سكاكين أفكار راعي المنبر من قطعها بعناية بلا رفض أوتحفظ أو حتى حياء .. وصدقا ان لم تستح فافعل ماتشاء وتحدث كما تشاء ، حتى ولو كان فعلك وحديثك هما الرغبة الصادقة في تمزيق بلدك وتفكيك شعبك تحت مظان انك بهذا الفعل وذاك الحديث ( تعبد الله ) ..و الله أرفع مقاما من أن يوضع في ( ضغائن النفوس ) و..( كناتين المنابر الجهوية ) ..!! ** نسأل الطيب الذي يسأل الناس ( لماذا نخدع أنفسنا بالوحدة ) .. لماذا تخدع نفسك بأنك أنت الأصل في هذا البلد والأخرين مجرد فروع ، ينفصل من يشاء ويبقى من يشاء ..؟.. ثم من هو هذا الأصل الذي يتخذك لسان حاله لتحدد له تلك الفروع التى لها حق النفصال اذا ارادت ذلك .. ؟.. ثم كيف وقع اختيارك بأن يكون الجنوب فرعا وليس بأصل ، وكذلك دارفور فرعا وليس أصلا ، ثم الشرق فرعا وليس أصلا ..؟.. ما المعيار الذي به تقسم البلد الى أصول وفروع بحيث تذهب الفروع عن الأصل اذا ارادت ذلك ..؟ .. ثم سؤال غير محرج .. ان كان الجنوب فرعا ينفصل اذا اراد ، ثم دارفور فرعا ينفصل اذا اراد ، ثم الشرق فرعا ينفصل اذا اراد ، ان كانت تلك الجهات كذلك ، فما الأصل - الذي تتحدث باسمه - و يقرر بأن ينفصل هذا ويبقى هذا الفرع ..؟.. و كيف ومتى فوضك - ما يترآى لك وحدك أصلا - لمهام تحديد تلك الفروع ، ثم تقرير مصيرها ..؟.. هكذا نسألك .. ثم نسأل الله بأن يحفظ البلد لا من شر الغريب فحسب ولكن من كيد ( القريب جدا ) أيضا ...!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست