يطوف بأم قلة نظر بالعين اهداء للجندرية

Quote: الوالد رحمـه الله، جاء من الشـرق قاصـدا الشيـخ المكاشفى، وكان طفلا فى حوالى الخامسـة عشر من عمره.. ومن الخرطوم سار على قدميه فى إتجاه ما وصفوه له من طريق الى الشكينيبـة، وفى أحدى الليالى دخل بيتـا فى قرية صغيـرة، فاستقبله صاحب البيت، واستغرب من مجئ طفل فى هـذا الوقت، فسـأله من أين أتى واين يريد.. فأخبره انه جاء من طوكر وفى طريقه الى الشيـخ المكاشفى لدراسـة القرأن عنده.. (فترجـم) الرجل لوقت، ثم نزل من سريره، وأجلس عليه الوالد، وجاء بإناء فيه ماء دافئ، ثم جلس تحته وغسل رجليه فى الماء الدافئ، وصار واقفـا على خدمتـه حتى الصباح، حيث هيئ له (ركوبـا)، وودعه. الوالد بعدهـا لازم الشيـخ 15 عامـا.. وعندما زرت الحاج عبدالله (قرية جنوبى مدنى) فى اوئل السبعينـات، ومعى الأستاذ إبراهيم يوسف، دخلت فى مدرسـة فى مكتب أحد المعلمين، وللدهشـة ســألنى من أين أنا، ثم سـألنى إن كنت أعرف الشيـخ سليمان على كرار.. فأبلغته أنه والدى وإنه توفى الى رحمـة الله منذ زمن بعيـد. فقال لو كان حيـا حتى اليوم لعرفته أكثر. وبعد ذلك علمت من بعض الأخوة الذين زاروا الحاج عبد الله مرة أخرى أنه ســأل عنى وعن الأخ إبراهيم. الشيـخ ابو عمـر، كراماته وكرمه لا تحصى، وقد كان زاهـدا، حتى انه يوصى الخياط أن لا يترز له جيبا فى قميصـه.. فلم يكن له جيب فى قمصانه حتى يضع فيه النقود. جاءه البعض وعرضوا عليه بيع قطعـة أرض، فسـألهم عن مكانها وحدودهـا، فحددوهـا له، فأمر أولاده وأشتروهـا منهم، واعطوهم المال.. وبعـد عام جاء ذات النفـر، وعرضوا على الشيـخ بيع ارض.. فسـألهـم عن مكانها فحددوهـا له.. وكان مثل ما كان.. وبعـد ذهابهم، قال له أبناؤه، هـذه الأرض أرضنـا وهى نفسهـا التى اشتريناها منهم العام الماضى.. فقال لهم (يا أولادى، اعلم ذلك، ولكن موش أكرم لهم هـذه الطريقـة بدل أن يضطروا الســؤال المباشـر).! كان ضـد بناء مسجـد جديـد، وكان يرى أن يوزع المال على الفقراء، ولكن أبناؤه والحيران، نفذوا البناء، ودعوه أن يفتتحـه فى صلاة الجمعـة، وما كان يريـد ذلك، فلما ألحـوا عليه، قام الى المسجـد، واعتلى المنبر، وقال خطبته الثانية المشهـورة من جملتين: "ياناس هوى.. لقمـة فى بطن جائع، أفضل عند الله من بناء جامع، ومن كسوة الكعبـة بالبراقع، قوموا لصلاتكم"