بشير النفيدى ...فى الخالدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 01:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-07-2005, 11:30 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بشير النفيدى ...فى الخالدين (Re: البحيراوي)


    د. بشير البكري يكتب عن : النفيدي الاب الروحي للعصامية السودانية

    للعصامية السودانية، ملامح تميزها عن غيرها فهي في «فرديتها» تؤسس على الأسرة التي تحيط الفرد بتقاليد دينية، يعتمد عليها اعتماده على نفسه، فهي عصامية مؤمنة وصوفية شفافة..

    لم يكن «المديح» في سيرة بشير النفيدى، مجرد قصيدة تطرب، ولكنه قوة ملهمة، وكانت أنغامه وجماعته مصدر وحي لا ينضب..

    والعصامية السودانية، روح جماعة، تتقبل التضحيات وتوزعها وتتقاسمها، في مكان العمل، ومكان العبادة ومظان الدرس.

    وكان «بشير النفيدى» كل ذلك، نسيج وحده، وحليف دربه، ولكنه نسجه في رداء متناسق حتى لا ترى فيه إلا هذه السيرة الحسنة والمحسنة معاً..

    لم تكن «عصامية» تتجاهل اثر المادة ولكن الاشتغال بها كان في حد ذاته روحانية ولود بكل القيم الفاضلة، خلصت من العيب وكانت مصدر اضاءة ونور..

    حب الوطن كان عنده فريضة كالصلاة، ولم يكن متعصباً ولكنه تسامح مع الغير حتى شهد عليه الجميع..

    كان يحب الخير، ليس لنفسه فحسب، وقد شهدته وهو يعين ضعفاء التجار ان يتدربوا ويتعلموا وهو الذي لم يعرف هذه المدرسة بالمعنى المغلق الذي نضعه لها ولكن مدرسته كانت الحياة، يأخذ منها ويعطى لها ويعتبر بما تقدمه من بلاء.. وفيها تخرج وحصل على الشهادة والجائزة.. كانت الحياة جامعته المفتوحة..

    وكم كنت أزوره وهو في السن المتقدم فأجده يعمل كأحد أبنائه أو حتى أحفاده ولما كانوا يشفقوا عليه كان يقول ان العمل شفاؤه وان الكسل داؤه..

    يذهب مع التفاصيل الى هذه الدرجة القصوى التي تذهلك من رجل بلغ سنه المتقدمة ومكانته الرفيعة..

    حدثني أحد رواد «التعاون» وكنت أزور بلده متلقياً هذا الضى والعلم الذي يسمى بالتعاون، قال لي هل تحفون في بلدكم ما تتوصلون اليه من نجاح أو طرقه.. ولما قلت لا استطيع الاجابة، رد عليَّ بنهج في الحياة يشبه نهج «بشير النفيدى» الذي ما كان يخفى شيئاً نجح فيه أو فشل، لا عن أسرته الصغيرة ولا أسرته الكبيرة، لقد كان دائماً يؤمن بالجامعة..

    ولما عجز أولئك الذين تخصصوا في الاقتصاد في بلاده عن اقتحام ميدان المؤسسات المالية، من بنوك أو شركات تأمين تقدم هو وصحبه ورفاق دربه فقاموا بالمؤسسات الوطنية السودانية المالية الأولى..

    وكان رحمه الله في رئاسته لهذه المؤسسات أو عضويته دائماً موضع احترام الجميع وثقتهم، ولم نسمع عنه قط ما يشير او يوحى بتفرد في الرأي..

    العصامية في حياة هذا الرجل، كانت تصوفاً أيضاً بل ان «العصامية» كانت مفتاح سر نجاحه وقوته، كم حدثنا بلسان بسيط، فأفرز حكمة لم يسبقه اليها المؤهلون، وكم واجه مشاكلنا المعقدة بروح سماحة لم تكشف فقط عن ثقافة شعبية تحترم الغير، وتعامله معاملة الضيف فيما يبدي من معارضة أو مقاومة..

    صحيح كان امامه جيل من العصاميين، ولكن الأصح ايضاً، إنه كان فريداً في عصاميته الجذلة والمشحونة دائماً بالتجارب وكم أدهشنا حسه الشعبي الذي غلب به الكثير من المتكبرين أو الظالمين!

    لم يعرف بشير النفيدى في حياته هذه المدرسة التي يعرفها الناس مكاناً مغلقاً على التمدرس، ولكن في نظره كانت الحياة مدرسة واسعة شاسعة، تعطي كل يوم درساً لمن يريد ان يستوعبه ولمن يصغى ويتعلم بقلبه وعقله وأفئدته أيضاً..

    كان على رأس «مجموعة أعمال النفيدى» حقاً وحتى شهوره الأخيرة وكم كنت أزوره لهذا الود الذي نشأ بيننا وهذا الاحترام المتبادل الذي غرسنا مع بعضنا، وكنت اتعجب كيف ان هذا الرجل على تقدم سنه وعلى نجاح أبنائه من حوله كان يحرص دائماً على ان يقوم بواجبه كواحد منه ويضرب المثل على ضرورة المشاركة الفعلية ولو تقدم السن أو لم تتوافر الصحة والعافية..

    ولعل هذا هو المثل الأعلى الذي تركه لنا جميعاً ولم يخص به مجموعته ولا أبنائه ولا أحفاده، فقد كنا جميعاً وكأننا أسرة واحدة!

    اقتحمت «مجموعة النفيدى» الكثير من الأعمال الجديدة التي لم يقتحمها من قبل سودانيون وأهمها في نظرى «صناعة النقل».. وكان بشير النفيدى الأب لكل هذه المبادرات!

    كان رحمه الله ظريفاً في مجالسه، لا تشعر فارق السن بينه وبين الشباب، فهو دائماً صديقهم الأول وكم كان يؤلمه ألا يرى الشباب في المقدمة.

    هذه كلها عصامية تتميز بسمات لا نجدها في العصامية العالمية التي نسمع عنها في بعض الاساطير والأمثلة: رأسها أو عمودها الفقرى، البساطة والاخلاص والمصداقية، تؤمن بالتقدم المادي ولكن أمامها دائماً التفوق الروحي والاخلاقي.. رحم الله بشير النفيدى.



                  

العنوان الكاتب Date
بشير النفيدى ...فى الخالدين الكيك05-03-05, 10:41 PM
  Re: بشير النفيدى ...فى الخالدين البحيراوي05-04-05, 00:36 AM
    Re: بشير النفيدى ...فى الخالدين الكيك05-07-05, 11:30 PM
  Re: بشير النفيدى ...فى الخالدين الزنجي05-07-05, 11:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de