|
|
 اخبار السودان فى الصحف العربية ...عنان يمهل السودان يومين
|
الاربعـاء 02 ذو القعـدة 1427 هـ 22 نوفمبر 2006 العدد 10221
الشرق الاوسط
واشنطن تهدد باستخدام «الخطة ب» في أزمة دارفور
أنان: على الحكومة السودانية الرد علينا اليوم أو غدا
واشنطن: طلحة جبريل ومحمد علي صالح الخرطوم ـ طرابلس:«الشرق الأوسط»
أمهلت واشنطن الحكومة السودانية حتى بداية يناير (كانون الثاني) المقبل لتطبيق «وثيقة أديس أبابا» لوقف العنف في اقليم دارفور المضطرب والشروع في تسوية نهائية للمشكلة، وقال المبعوث الأميركي للسودان اندرو ناتسيوس إنه في حالة عدم موافقة الخرطوم على هذه الوثيقة فإنه سيتم اللجوء الى «الخطة ب» التي رفض الكشف عن تفاصيلها، ووصفت الخارجية السودانية تصريحات ناتسيوس بأنها «غير موفقة».
ومن جهته منح كوفي انان، امين عام الامم المتحدة، امس حكومة السودان مهلة يومين لتأكيد التزامها باتفاقية اديس ابابا بإرسال قوات دولية الى دارفور، فيما عقدت في طرابلس مساء امس قمة افريقية مصغرة استضافها الزعيم الليبي معمر القذافي لبحث الازمة في دارفور شارك فيها كل من الرئيس السوداني عمر البشير والتشادي ادريس ديبي والمصري حسني مبارك والاريتري اسياس افورقي ورئيس افريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه.
وكانت الحكومة السودانية اعلنت عن موافقتها على الجزء الاول والثاني من «وثيقة اديس ابابا» حيث ينص الجزء الاول على تقديم مساعدات مالية لقوات الاتحاد الافريقي المتهالكة في دارفور، فيما ينص الجزء الثاني على تقديم دعم لوجستي لهذه القوات، ثم بعد ذلك تعزيز هذه القوات بقوات أممية.
وقال اندرو ناتسيوس مبعوث الرئيس الاميركي جورج بوش الخاص بإقليم دارفور، إن مهمة القوات الافريقية ستنتهي في اول يناير (كانون الثاني) القادم كما ان مهمة كوفي انان الامين العام للامم المتحدة ستنتهي في التاريخ نفسه، في حين ان اغلبية جديدة (الديمقراطيون) ستتولى مقاليد الامور في الكونغرس مع بداية الشهر نفسه، لذلك على الحكومة السودانية ان تلتزم «بالمهلة النهائية» ونلح عليها بالموافقة على «وثيقة اديس ابابا».
وأشار ناتسيوس الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية في ندوة صحافية في واشنطن، الى انه سيزور السودان لكنه لم يحدد موعداً والمح الى ان ذلك ربما يكون مطلع الاسبوع المقبل للقاء الرئيس السوداني عمر البشير، مشيراً الى ان الاوضاع في دارفور تشهد تدهوراً كبيراً. وقال إن اتفاقية اطلاق النار التي نصت عليها اتفاقية ابوجا لم تحترم.
وأضاف ان قبول الدعم المالي واللوجستي من طرف الامم المتحدة يتطلب ان توافق المنظمة الدولية على ترتيبات القوات المختلطة، وهو ما يعني طبقاً لاستنتاجات ناتسيوس، ان تكون هناك قيادة واحدة لهذه القوات (قيادة تابعة للامم المتحدة). وعبر ناتسيوس عن اعتقاده بأنه في حالة عدم التوصل الى حل سياسي في دارفور فإن اية قوات لحفظ السلام لن تنجح على الارض، ودعا الى حوار بين الحكومة السودانية والفصائل المسلحة التي قال إن عددها وصل الى ثمانية فصائل حتى الآن، مشيراً في الوقت نفسه الى ضرورة اجراء حوار بين سكان دارفور أنفسهم حيث برزت الآن صراعات قبلية دموية، وقال «إن اتفاقية ابوجا للسلام في دارفور، تشكل قاعدة للعمل لكنها لم تعد كافية»، وهي أوضح اشارة ترسلها واشنطن التي شاركت في صياغة هذه الاتفاقية على عزمها السعي لادخال تعديلات جذرية على هذه الاتفاقية. وقال ناتسيوس «لم تعد الاتفاقية تحظى بالتأييد الكافي لوقف ما يجري على الارض»، وأوضح ان الاتفاقية لم تحل مشاكل اللاجئين الذين فقدوا موارد عيشهم ودمرت مساكنهم وحقولهم ولا يمكنهم العودة الى قراهم دون دعم كاف.
وقال ناتسيوس إن الحكومة السودانية استبعدت الفصائل التي لم توقع على اتفاقية السلام لكن من الضروري ضمهم الآن الى الاتفاقية ودعا في هذا الاطار الى إحياء اتفاقية انجمينا التي وقعت عليها جميع الفصائل عام 2004. وفي طرابلس ذكرت وكالة الانباء الليبية الرسمية انه تم خلال القمة التأكيد على أهمية استمرار الجهود المبذولة لحل المشكلة في إقليم دارفور و التوصل إلى مصالحة حقيقية.
وفي الخرطوم قال وزير الدولة بالخارجية السودانية علي كرتي في تصريحات صحافية امس ان تحذيرات المبعوث الاميركي «غير موفقة» وأضاف ان الحكومة توافق على دعم فني على ان تكون الاضافة ما امكن لقوات افريقية. وفي جنيف قال انان في مؤتمر صحافي امس ان قوات الامم المتحدة ستشارك القوات الافريقية في دارفور، وستتكون من 17 ألف جندي و3 آلاف شرطي دولي. وقال انان «كان عليهم (حكومة السودان) دراسة هذه النقاط فقط، ثم الاتصال بنا بأسرع فرصة ممكنة. نحن نتوقع منهم ان يقدموا لنا اجابتهم اليوم، او غدا، كحد اقصى».
الاربعـاء 02 ذو القعـدة 1427 هـ 22 نوفمبر 2006 العدد 10221
الشرق الاوسط
متحف الهولوكوست يعرض مشاهد من دارفور على شاشة ضخمة في واشنطن
في معرض عنوانه «دارفور: من الذي سيبقى حيا اليوم؟»
واشنطن: ديفيد مونتغمري *
تعكس المشاهد الفظائع وعمليات الإبادة الواسعة التي حدثت في اقليم دارفور غرب السودان، وتظهر مختلف هذه المشاهد على التوالي على شاشة عرض، حجمها 40 قدما مربعا. شاشة العرض نفسها تمثل الجزء الخارجي من متحف الهولوكوست التذكاري بواشنطن قبالة الشارع رقم 15(15th Street)، الذي عرض ليل اول من امس صورا متتالية على شاشة العرض الضخمة التي بهرت اضواؤها الممرات الجانبية والشوارع المتجهة نحو الخليج الصغير الذي يقع قرابة نهر بوتوماك في واشنطن. خلفية متحف الهولوكوست تذكر المارة بمأساة اليهود الذين راحوا ضحية المحرقة النازية. إلا ان الصور والمشاهد التي ظهرت بالتتابع على شاشة المتحف الضخمة ليل اول من امس تحكي قصة مأساة اخرى في اقليم دارفور غرب السودان، إذ تتضمن هذه المشاهد قرى محروقة وأجسادا مكفنة لأموات وأخرى هزيلة لأحياء برزت عظامهم بفعل الجوع وصبية يحملون بنادقهم.
كانت ثلاثة من هذه المشاهد تظهر في المرة الواحدة في ثلاثة أقسام مختلفة من جدار المتحف الخارجي وتبقى معروضة لمدة ثوان وترافقها موسيقى تصويرية سودانية هادئة. تجمع بضع مئات بمناسبة افتتاح هذا المعرض الجديد باسم «دارفور: من الذي سيبقى على قيد الحياة اليوم؟» عقب توجه غالبية المشاهدين عائدين الى منازلهم ليلا، كان الطقس باردا وموحشا في الساحة المقابلة للمتحف، إلا ان عرض المشاهد استمر حتى منتصف الليل، ويبقى هناك سؤالان: من الذي يشاهد هذه الصور، ومن الذي سيفعل شيئا تجاه ما يحدث في دارفور؟ الدور على سكان دارفور هذه المرة فيما يبدو. فبعد ما حدث لليهود والكمبوديين والبوسنيين والروانديين اصبح سكان دارفور ايضا ضحايا عمليات اغتصاب وقتل ونزوح وسلب منظمة. راح ضحية النزاع الذي استمر حوالي ثلاث سنوات بين قبائل دارفور الافريقية والحكومة المركزية حوالي 400000 قتيل. وكان متحف الهولوكوست اول مؤسسة في العالم تعتبر مأساة دارفور «إبادة جماعية»، تبعته الحكومة الاميركية. وكان مسؤولو المتحف، الذين يعتبرون تسليط الضوء على حالات الإبادة الجماعية جزءا من مهتهم، قد اختاروا اسبوع عيد الشكر لتسليط الضوء في قلب واشنطن على ما يحدث في دارفور، ويستمر العرض يوميا من الساعة الخامسة والنصف مساء الى منتصف الليل حتى يوم الأحد. ويقول فريد زيدمان، رئيس مجلس الهولوكوست التذكاري، إن اسبوع عيد الشكر مناسبة للتأمل والامتنان، وأضاف قائلا: انهم يريدون استخدام المكانة الاخلاقية للمتحف بغرض تنبيه الرأي العام لضرورة وقف الكارثة الانسانية التي تحدث في دارفور. وتقوم هذه الفكرة على اساس احتمال توقف المارة والركاب وإلقاء نظرة على مآزق ومشاكل اخرى بخلاف المشاكل المتكررة المتعلقة بحياتهم اليومية. ويقول عمر اسماعيل، وهو لاجئ من دارفور، ان هذه الصور اذا نجحت في إثارة شيء من الفضول لدى الشخص العادي خلال عبوره للمكان، فإن المهمة ستحقق نجاحا، لأن ذلك، كما يقول اسماعيل، سيدفع الشخص الى السؤال عن السبب وراء ما يحدث في دارفور. ويشارك المتحف ايضا في معرض متنقل باسم «دارفور/دارفور» من المقرر ان يعرض في 12 مدينة اميركية. وتعرض الصور في بعض المواقع داخل القاعات الرئيسية وفي أخرى خارج المبنى كما حدث في المتحف التذكاري للهولوكوست. وكانت الصور قد التقطت بواسطة عدد من المصورين.
جدير بالذكر ان بعض صور الإبادة الجماعية التي تحتوي على مشاهد تتسم بالبشاعة والوحشية لم تعرض في المتحف، كما تقرر عدم عرض مشاهد مشابهة في المعرض المتنقل. ويقول جون هوفمان، مدير «مبادرة منع الإبادة الجماعية» بالمتحف، انهم لا يريدون ان تسبب المشاهد التي تعرض في ليل واشنطن «أذى ومضايقة للناس». ويقول ليزلي توماس، مدير المتحف، ان من ضمن هذه المشاهد صورة لطفل قتيل عمره ثلاث سنوات وجهه مهشم تماما. التجربة الجماعية تجاه المشاهد والصور المؤثرة تثير علاقة بين الشخص المشاهد والموضوع، الذي لا يمكن الحصول عليه بمجرد التصفح السريع لمجلة او مشاهدة نشرة للأخبار. الصورة المعروضة مؤثرة بالفعل، خصوصا أنها تعكس العديد من المشاهد التي يظهر فيها السلاح والدمار الواسع. فالمصورون ومسؤلو المعرض لا يريدون ان ينقلوا فقط محنة سكان اقليم دارفور، وإنما قصدوا ايضا ان ينقلوا جوانب اخرى متعلقة بهم كأفراد بوجوههم التي يبدو عليها الإنهاك والتعب ونظراتهم العميقة وألوان ملابسهم. إذ من المحتمل ان يرغب الشخص الذي يشاهد هذه الصور في إبقائها لفترة اطول خلال العرض حتى يدرسها ويتمعن تفاصيلها جيدا. ولكن شأنه شأن أفلام السينما أو عروض الشرائح الضوئية، ينتهي عرض مشاهد الإبادة الجماعية في دارفور بسرعة وينتهي بقدوم منتصف الليل، على الرغم من ان الحدث الحقيقي لا يزال مستمرا. عندما بدأ عرض هذه المشاهد ليل اول من امس كانت الساعة قد قاربت السابعة والنصف مساء، وحدث التأخير بفعل كلمات القيت داخل المتحف. كانت ممرات المشاة خالية تقريبا وكانت غالبية المشاهدين من الذين جاءوا خصيصا للتعبير عن تعاطفهم مع سكان اقليم دارفور. لذا، من الصعب التكهن بمدى التأثير الذي ستتركه هذه المشاهد على الذين يأتون مصادفة عابرين هذه المنطقة مشيا او متجولين في بعض انحائها. وتقول نانسي اونيل، التي جاءت خصيصا لمشاهدة الصور، انه من الصعب ان يشاهد الشخص مثل هذه الصور ولا يتأثر بها، اما غاي وايت، التي جاءت ايضا لمشاهدة الصور، فقد تأثرت اكثر بمشاهد الأطفال المقاتلين، ووصفتهم بأنهم «اطفال سلبت منهم الحياة».
*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
الكيك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست