|
Re: الوصول لطريق مسدود ماذا يعنى ؟....عن جديث ياقان .. والمبعوث الامريكى ... ..راى ومقالات (Re: الكيك)
|
أخيراً .. فعلها الفريق سلفاكير فقلب الطاولة على الجميع سارة عيسي [email protected] خروج حزب الحركة الشعبية من حكومة الوحدة الوطنية كان متوقعاً ، وهنالك عدة إرهاصات أشارت إلي ذلك ، من بينها تعليق المفوض الأمريكي الذي صرح بأن الجو بين الشركاء أصبح مسموماً ، وبأن الشريكين أصبحا يتشاكسان بدلاً من السير سوياً في طريق السلام ، وهناك تعليق مشهود للقائد سلفاكير ذكر فيه بأن الطريق إلي الحرب أقرب منه إلي السلام ، ربما يكون توقيت القرار هو الذي باغت الجميع بما فيهم نظام الإنقاذ والذي أرخى سدوله وهو يحزم أمتعته بغية السفر إلي خليج سرت بليبيا ، فالتوقيت جاء في وقت حرج بالنسبة للإنقاذ ، فعليهم الآن ترميم السلام القديم قبل الشروع في طبخ سلام جديد لن يُكتب له النجاح تحت ظل هذه الظروف ، وكنت أتوقع خروج الحركة الشعبية من هذه الحكومة منذ مداهمة مقراتها في الخرطوم ، فالرسالة كانت واضحة ، فقادة المؤتمر الوطني لم يكونوا يبحثون عن السلاح بقدر ما كانوا يبحثون عن ذريعة تجهض اتفاق السلام ، ولقد تحقق مرادهم الآن ، ففي داخل الإنقاذ هناك تيار متشدد ، وصقور يعملون ليل نهار من أجل تصفية هذه الاتفاقية والعودة بالسودان إلي مربع الحرب ، كان هناك تحريض يُمارس ضد الحركة الشعبية في وسائل الإعلام ، وهناك محطات إعلامية وصحف متخصصة ، رُصدت لها ميزانيات عظيمة ، وقد عملت في الفترة الماضية على بث الفتن والإشاعات وتعكير جو السلام بالأخبار الكاذبة ، فحرب الجنوب إن كانت في نظرنا هي خسارة لكل الشعب السوداني بمختلف مكوناته ، فإن هذه الحرب كانت توفر لبعض الأطراف مصالح جمة ، ففي عهدها عاش الناس مناخ الدولة البوليسية ، وفي أيام الحرب عشنا الإرهاب بكل مراحله ومصادرة الكلمة الحرة ، فقد كانوا يقولون لنا : لا صوت يعلو فوق صوت المعركة .
والآن قد وضعت الحركة الشعبية شروطها لتعود من جديد إلي صحن الشراكة ، ومن باريس وضع عبد الوحد نور شروطه من أجل المضي للتفاوض ، والخطوة التي أقدمت عليها الحركة الشعبية سوف تقوي موقعه التفاوضي ، فعلى الذين يجلسون في طاولة الإنقاذ أن يمدوا أرجلهم بروية ، فيقوموا بترضية كل من ثار ضدهم ، عليهم تحقيق ذلك في وقت قياسي ذكرني بإمتحان مادة الكيمياء في المرحلة الثانوية ، فإما أن تكون ملماً بالإجابة الصحيحة وإما أن يأخذ التلكؤ من وقتك الثمين فيضيع الزمن هدراً قبل أن تصل إلي الأسئلة السهلة ، فمطالب الحركة الشعبية واضحة ، تسليم أبيي ، سحب القوات الحكومية من الجنوب ، إجراء تعديلات في أسماء الوزراء الذين يشغلون حقائب وزارية من حصة الحركة ، التدقيق في حسابات النفط ، وقف الحملات الإعلامية ضد الحركة الشعبية ، دعم التوجه الديمقراطي في البلاد ، وهذه ليست مطالب بل حقوق نصت عليها اتفاقية نيفاشا ، فالحركة الشعبية تريد أن تكون شريكاً فاعلاً في القرار ولا تريد أن تكون متفرجة على المشهد .
سارة عيسي
|
|
|
|
|
|
|
|
|