|
Re: ملاحظات على بيان المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطنى (Re: الكيك)
|
حديث المدينة عدو عاقل .. خير من صديق متغافل ..!!
عثمان ميرغني [email protected]
بكل تقدير للاستاذ موسي يعقوب سبقه وتاريخه الصحفي علينا.. لكن ذياك التاريخ الصحفي من خلال كتابات مبهرة خلال الثمانينات لا يبدو منسجما مع نهجه الصحفي الآن .. حيث نصب نفسه محاميا عن الحكومة في الحق ونقيضه.. للدرجة التي جعلت مسئولا حكوميا قبل عامين ، وفي سياق اعتراضه الرسمي على ما أكتبه أن قال لي مستدركا ( لا يعني ذلك أننا نريد منك أن تكون نسخة من موسى يعقوب!!!) .. كأنما الحكومة نفسها ترى في ما يكتبه استاذنا موسي يعقوب .. مجرد مجاملة لا تدرأ النقد.. ولا تجلب السعد..!! وكتب موسي أمس يعلق على ما جاء هنا يوم السبت من نقد لصورية الممارسة السياسية في حزب المؤتمر الوطني .. ووصف ما كتبته هنا بأنه نوع من ممارسة (البلطجة الصحفية) .. واستمرأ العبارة فقال( الكاتب هنا فضلا عن البلطجة يتجاوز حدوده في الاعتراف للآخرين بإعمال خياراتهم ..) وفي ماعدا هذه الكلمة التي يبدو أنها كانت غاية العمود لم يفتح الله على استاذنا موسى بمنطق يرد به على ما جاء في حديث المدينة . من الأوفق للمؤتمر الوطنى وغيره من الأحزاب الحاكمة معه أو المعارضة .. أن ترى في النقد نصحا كاشفا ستر الأخطاء لاستدراكها لا لمجرد اللغو والتنابز بالألقاب بها .. وقد كتبت كثيرا عن صورية الممارسة السياسية على أنها اكبر مهددات الاستقرار السياسي في بلادنا .. ولو كان هؤلاء الساسة يشقون بسوء ممارستهم السياسية وحدهم لما حق لأحد ان يبكي على جمرة لا تتطأها قدمه .. لكن الواقع المر الذي نعيشه (يفعلها الساسة ويأكل جمرها الشعب)..يخرجون هم بعد كل جولة تطاحن وعراك دموي وقد تراضوا على التعويضات و فواتير دفع الغبن .. ووحده الشعب هو الذي مزقته القنابل والألغام المزروعة والتشريد والقتل والاغتصاب والفقر ..!! وصورية الممارسة السياسية في حزب المؤتمر الوطني بالتحديد جاء ذكرها بمناسبة اختيار المؤتمر للبشير مرشحا له في انتخابات رئاسة الجمهورية التي تجرى بعد حوالى أربع سنوات من عمر الفترة الانتقالية .. مرشحا بالاجماع بلا منازع رغم بعد الشقة الزمانية من الأمر المرشح له .. وكأنما أقفل الحزب على المطامح المشروعة لبقية عضويته ممن يتطلعون للدخول في منافسة لنيل ثقة الحزب في الترشح لهذا المنصب .. عملية تبدو (حجز) لمقعد يراد بها قفل الفرصة أكثر من أى معنى آخر. ولو فاز الرئيس البشير بهذه الثقة الحزبية في منافسة مكشوفة مع آخرين آزره من وقف معه و عارضه من وقف ضده لدرأ ذلك بعض شبهات الصورية .. لكن أن يبقى هكذا زعيما بلا منافس في الحاضر - والمستقبل أيضا- في حزب بكل هذا الحشد من العضوية الصفوية.. يعني عمليا إما أنه حزب مجدب القيادات .. أو محكوم بمراكز قوى ضارية ..!! لو كان المؤتمر الوطني شركة خاصة .. يهم امرها أصحاب الشراكة وحدهم لما جاز لمتطفل أن يقرع فيه حجة أو رأيا.. لكنه طالما هو حزب عام .. مقاديره هي التي تحكمنا وتبني أو تدمر مستقبلنا .. فنحن كلنا معنيون .. وعلى قدر عقولنا يجب ان نخاطب .. ليس باللغة وحدها بل بالأفعال.. فلا يكفي أن يقول لنا الرئيس (انه ليس صوريا ولا تظاهرة سياسية) ليقتنع بذلك ضميرنا .. !! ورغم أنف استاذنا موسى يعقوب .. فليأتنا بدليل واحد أن الذي فعله المؤتمر الوطني في مؤتمره العام ليس أكثر من تظاهرة سياسية .. لا يقدر عليها إلا حزب مترف ينفق من مال لا ترهق ضميره مصادره ..!!
الصحافة28/11/2005
|
|
|
|
|
|
|
|
|