|
الرأي العام و التباكي: عبد الواحد وكيفية الإبتعاد عن الإحتراق السياسي
|
Quote: عبد الواحد وكيفية الإبتعاد عن الإحتراق السياسي** قراره جاء في إطار الكيد السياسي للحكومة كمال حسن بخيت http://www.rayaam.sd/Raay_view.aspx?pid=95&id=6553
بعد الحملة القوية التي واجهت الأخ عبد الواحد محمد نور قائد حركة تحرير السودان في قراره بفتح مكتب لحركته في دولة الكيان الصهيوني.. خاصة من أهله في دارفور قبل الصحافة السودانية وقبل موقف القوى السياسية كافة المعارض لقراره المتعجل.. أتمنى أن يكون قد فكر تفكيراً عميقاً وهو الرجل القانوني المدرك لأية خطوة سياسية خاطئة.. قد تسهم في مستقبله السياسي.
وقد هاجمنا خطوته التي لا تنسجم مع أهله قبائل الفور ولا قبائل السودان كلها..
وعندما يخطئ السياسي لا يحظى بقبول عند أهله الذين يعيش عدد كبير منهم تحت كنفه ويأتمرون بأمره.. ويطيعونه في كل ما يفعل.. وفي كل ما يقرر.. فتصبح القرارات الخاطئة وبالاً عليه وعلى أهله وعلى السودان كله.
وعندما كتبت عن الخطوة التي أقدم عليها عبد الواحد هاجمت قراره كسياسي.. ولم أتهم أهله أهل القرآن والسجادة والكسوة للكعبة الشريفة.. وأكدت أنه ووجه بضغوط من قبل عدد من أجهزة المخابرات التابعة لبعض الدول التي تهتم بأمر السودان وتركز على عدم الوصول الى حل سياسي لمشكلة دارفور.. وأن الموساد وجد فرصته فيه وخيره بين إخراجه من فرنسا أو الاعتراف باسرائيل وبفتح مكتب في تل أبيب.
عيب عبد الواحد.. أنه أعلنها صراحة.. ولا أعتقد أنه قد حسب حساب ردود الفعل.. خاصة عندما أكد أنه لا يخاف من العرب ولا من المسلمين.. وهو رجل عربي ومسلم.. ولماذا الخوف من قراره، وهو قرار سياسي يهم حركته ويهمه شخصياً.. وفي تقديري أنه جاء من منطق الكيد السياسي للحكومة.
وأقول له إن هناك تنظيماً سياسياً سودانياً له علاقات قديمة باسرائيل- وهو أمر معروف.. لكنه لا يتحدث عنها بل ينكرها.. حتى لا يخسر جهات أخرى لاتريد التعامل مع اسرائيل.. وبذلك الصمت عن العلاقة السرية لم يهاجم ذلك التنظيم أي كاتب أو أية صحيفة أو أي من القوى السياسية.
وأقول لعبد الواحد... وهو سياسي يدرك ردود فعل قراراته.. أن عليه فعلاً ألا يخاف من العروبيين.. لأنهم أهل فكر وحوار وحرية.. ولن يفعلوا له شيئاً.. ولو كانوا يتربصون بالذين لديهم علاقات مع اسرائيل.. لحدث ذلك.. وأنت تعلم أن علم الدولة العبرية يرفرف في أكثر من عاصمة عربية.
لكن ما أود أن أقوله مخلصاً للأخ عبد الواحد أنه بخطواته هذه سيكسب عداء الدول العربية والدول الإسلامية.. وسيخسر دعمها لقضية دارفور ولأهل دارفور. ولكن في تقديري أن عبد الواحد مدرك تماماً لخطوته هذه.. وأيضاً أن ضغوطاً عنيفة مورست عليه لإعلان هذه الخطوة.. وهو لن يكسب من اسرائيل شيئاً.. ولن يكسب أهله في المعسكرات شيئاً منها.. بل هي سوف تكسب منه وتتاجر بموقفه هذا.
ان الكيد السياسي في العمل السياسي غير مفيد ومتأكد أن كثيرين كانوا متعاطفين مع عبد الواحد ولكن بعد قراره الأخير.. سينتهي ذلك التعاطف.
أذكر أننا التقيناه في أبوجا.. وهو خارج من الفندق كنا مجموعة من الصحافيين.. الأستاذان فضل الله محمد وإدريس حسن وشخصي الضعيف.. وعرفناه بالأسماء والصحف.. وعندما ذكر الأستاذ إدريس حسن صحيفة (الوحدة).. قال لنا أنا وحدوي حتى النخاع، وأنا أعرفكم جميعاً بالأسماء ومن خلال صوركم في الصحف ولم نستطع الجلوس معه لارتباطه بالسفر
الفرصة ما زالت متاحة أمام عبد الواحد لإعادة النظر في قراره.. ليعود من جديد للتناغم مع بقية الحركات الرافضة لأبوجا ويضعوا جميعاً أجندة للحوار للوصول الى اتفاق.. خاصة وأن قوات الهجين ستملأ دارفور.. وتحولها الى مستعمرة وستعمل على حماية أهل المعسكرات.. لكن لن تقدم حلاً.. ولن تعيدهم الى قراهم ولن تعيد أولادهم الى المدارس.. ولن تحقق لهم تنمية.
وقراره بفتح مكتب في (اسرائيل) كان بالنسبة لي صدمة شخصية..لأنني عروبي الهوى وقد أصبت بصدمة كبيرة عندما قرأت الخبر.. وفي حينها تعاملت الصحف معه تعاملاً عادياً إلا أن حواره مع زميلنا الأستاذ أحمد البلال الطيب في (أخبار اليوم) أخذ بعداً آخر أكثر عمقاً.. وجعل كل الأجهزة تهاجم ذلك القرار الذي في تقديري لا يشبه عبد الواحد.. ولا يشبه معتقداته كمسلم وعربي.
صحيح كما ذكرت أن دولاً كثيرة في الوطن العربي طبعت علاقاتها مع اسرائيل وأخرى ما زالت علاقاتها سرية.. لكنها هي حكومات حاكمة.. أما عبد الواحد كحركة ثورية.. كان عليه الانتظار وإن كانت لديه علاقات سياسية مع اسرائيل فلماذا لم يحتفظ بها سراً.. ويعلنها عندما تتاح له الفرصة لحكم السودان.. لأن خطوة فتح المكتب كانت خطوة أكبر من المحتمل.
آمل أن يفكر عبدالواحد في قراره الخطر ويتذكر أهله قبائل الفور المتمسكة بدينها وبأخلاقها العربية.. وبسجادتها وبمسبحتها وبالمصحف الشريف.
قبائل الفور بهذه المواصفات العظيمة لا يمكن أن تقبل التعامل مع اسرائيل حتى ولو قدمت لها العسل في أطباق من ذهب.. لأنهم أهل كرم وشجاعة.
وفي نهاية المطاف الكلمة لأهله قبائل الفور ولشعبه في المعسكرات التي تأتمر بأوامره ولرفاقه في قيادة الحركة.. وآمل أن يكون قراره فردياً لا قراراً جماعياً.. وإن كان قراراً جماعياً.. فهذا أمر آخر.
لكن المهم في الأمر يجب على الحكومة أن تواصل محاولاتها للتفاوض مع عبد الواحد.. لأنه رجل له قواعد جماهيرية واسعة وله القدرة على إعادة أهل المعسكرات الى أراضيهم وأن يعتبروا قراره جاء في لحظة غضب وإحساس بالمرارة وهو قرار يأتي في إطار الكيد السياسي.
والله الموفق وهو المستعان |
|
|
|
|
|
|
|
|
|