|
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. (Re: Seif Elyazal Burae)
|
هذا ليس بوستا سياسيا و اتمنى الا يأخذ ذاك المنحى. انما اعتبره بوستا اجتماعيا نجتمع فيه كسودانيين فقط و بغض النظر عن انتماءاتنا السياسيه, اصولنا العرقيه,او اتجاهاتنا الدينية لنناقش فيه تصوراتنا و لربما احلامنا للسودان الذى نتمنى ان نعيش فيه.
بدأت قصة هذا البوست منذ عدة اشهر. في اطار تحضيرى لرسالة الماجستير و بحثى عن موضوع مناسب للرسالة اتناولة, كان املي ان اعثر على موضوع شيق و يكون متعلقا بالوطن –السودان- فى نفس الوقت. و ظل هذا الامر شاغلا بالى لفترة ليست بالقصيرة حتي قرأت عن- نظرية المقدرات- و هي من اعمال الباحث الهندي بروفسر امارتبا سن (The Theory of Capabilities for Professor Amartya Sen)
يعمل بروفسر امارتبا سن فى مجال الاقتصاد والفلسفة. و يتناول في اعماله ارتباط السياسه بالمسؤليات الاخلاقيه, و الاقتصاد. نال امارتيا سن جائزة نوبل فى الاقتصاد عام 1998 بسبب عمله الدائم فى مجال التحسن الاقتصادى. عمل امارتيا سن ايضا فى عدد من الجامعات العريقة فى انحاء العالم, نذكر منها جامعة كامبريدح, استانفورد و هارفارد. عملة الدؤوب مع البنك الدولى عن تقدم الاقتصادى العالمى كان له الاثر الكبير في بداية التغيرات التى بدأت تظهر على سياسات البنك.
بدأ اهتمام بروفسر امارتبا سن بالتقدم العالمى جليا بعد حادثة جرت احداثها امام عينية عندما كان صغيرا. كتب فى سيرتة الذاتية و في العديد من كتبة هذة القصة " فى ظهر احد الايام قى مدينة –دهاكا- جاء رجل يجرى متخطيا البوابة لداخل منزلهم و هو يصرخ بألم و ينزف بشدة. هذا الرجل كان مطعونا بالسكين فى ظهرة, اسمه –كادر ميا- عامل مسلم جاء للعمل فى منزل يجاورهم بسعر ضئيل ليطعنه بعدها فى الطريق عصابات متواجده فى تلك المنطقه التى يسيطر عليها الهندو."
اخذ والد امارتيا سن الرجل الجريح في عربتة و هرع به الي المستشفى. و فى الطريق ظل الرجل يعيد و يكرر ان زوجتة اخبرتة, بل و ترجتة بالا يذهب الى المنطقة محل النزاعات الدائمه و لكنه اضطر الى الذهاب بحثا عن عمل لان اسرتة لا تجد ما تاكله. مات الرجل مساء نفس اليوم فى المستشفى. واصل بروفسر سن ليقول "نسبة لعدم توفر الحرية و المقدرة الاقتصادية كان عقاب ذاك العامل البسيط في غاية القسوة - اي الموت الذى وافاه في المستشفى-. هزتنى هذة التجربة هزة عنيفة و جعلتنى –فجأة- مدرك لخطر عدم توافر المقدرات الاقتصاديه التى تجعل من الانسان عاجزا و ضحية للتعديات الاخرى المفروضة عليه. كادير ميا لم يكن من المفترض تواجده بتلك الاماكن الخطرة باحثا عن عمل ضئيل ان لم تكن اسرتة تحت قهر الفقر" يفصل بروفسر سن فى اعماله ما بين حقوق الانسان الرسمية المفترض التمتع بها كحرية التعبير عن الرأى و ما بين الحقوق الاخرى كالحق فى الاكل و الشرب, المياه النظيقه, السكن, العمل, التعليم, العمل, و الكرامة. يقول سن فى نقاشه ان الانسان ان لم يشرب مياه نظيفة, ان كان جائعا, يموت من امراض يمكن معالجتها بسهولة ان توفرت الوسائل, ان لم يتوفر له السكن, ان لم يستطيع ان يتعلم, ان لم يكن قادرا على الجصول على عمل او ان لم يكن يشعر بقيمتة كانسان, فلن يستطيع ان ينعم و يمارس حقوقه و دوره فى الحياة. الانسان يجب ان يرد باجابية على الاسئلة النى يطرحها سن فى احد كتبه" هل هى سعيده؟ هل يلقي من المجتمع معاملة كريمة؟ هل تتمتع بحياة سعيدة؟ و هل يحس بقيمتة و يشعر بانجازاتة؟
ووجدت نفسى اقرأ عن امارتيا سن و بدأت بعدها بقراءة كتبة, ثم عدت افكر من جديد فى رسالة الماجستير التى اشرفت على نهايتها, و كأن مصباحا انير فى راسى. ماذا اذا قدمت يحثا مفصلا عن نظرة الى سودان مأمول و بغض النظرعن التدرج لبحث اسباب تاخرنا كدوله –فهذا فى حد ذاتة بحث آخر- و لكن لنتغاضى لبضع لحظات عن من السبب و متى بدأ التدهور و كيفيته, لنضع اعيننا على الصوره المثلى التى نتمنى للسودان ان يكون عليها. الغرض ليس محاولة خلق مجتمع غير منطقى بل هو ممارسة عملية لاحدى حقوقنا الاولية, ان نحلم! بالرغم من اننى لا اعتبر نفسى من المتخصصين في مجال العمل التطوعى و بالرغم من انعدام المعلومات الكافية لدي عن هذا المجال فى السودان تحديدا الا انني لاحظت اننا كشعب عموما لا ننخطط لننمي بلادنا بايدنا و هذة الملاحظة ايضا يصاحبها اعتراف بصعوبة الظروف التي مر بها الشعب السودانى في مراحل حياتة المختلفة, الا ان السؤال لما لا تقوم المؤسسات و الشركات و الجامعات بحملات تطوعية مختلفة تشمل على سبيل المثال اعمار المدارس المحتاجة ايدى عاملة و لكنها لا تملك المال؟ لما لا تقوم الشركات المختلفة بتقديم يد العون للمراكز المحتاجة على ان يكون هدف هذة المراكز هو تقديم يد العون للمواطنيين و ليس تحقيق الربح الاقتصادي
لربما تكون هذة الاعمال التطوعية متواجدة و لكن ليس بالكثافة و الظهور المطلوب, احلم يسودان نمد فية يد العون لبعضنا البعض, الكبير للصغير و القوي للضعيف, احلم بسودان نتوحد فية يد فوق يد و لا تتفكك الايدى لاعتبارات سياسية او اقتصادية او عرقية او دينية. احلم و من حقي ان احلم لان الحياة الكريمة في راي هي حق لكل فرد انعم الله علية بنعمة الحياة!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | Seif Elyazal Burae | 02-26-08, 06:25 PM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | HAYDER GASIM | 02-26-08, 08:06 PM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | salma subhi | 02-26-08, 08:19 PM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | Seif Elyazal Burae | 02-27-08, 04:23 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | Seif Elyazal Burae | 02-27-08, 04:40 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | Seif Elyazal Burae | 02-27-08, 04:50 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | Seif Elyazal Burae | 02-27-08, 04:56 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | Seif Elyazal Burae | 02-27-08, 05:12 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | Seif Elyazal Burae | 02-27-08, 05:33 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | عماد محمود علي | 03-09-08, 10:58 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | Seif Elyazal Burae | 02-27-08, 05:41 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | Seif Elyazal Burae | 02-27-08, 05:37 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | الطاهر عثمان | 02-27-08, 07:35 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | معتصم دفع الله | 02-27-08, 09:07 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | غادة عبدالعزيز خالد | 02-28-08, 05:19 PM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | أبو ساندرا | 03-09-08, 07:59 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | HAYDER GASIM | 03-09-08, 10:55 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | أبو ساندرا | 03-09-08, 11:34 AM |
Re: غادة عبد العزيز خالد..قلم أنيق بيننا.. | Seif Elyazal Burae | 03-09-08, 07:03 PM |
|
|
|