في مقاربات الإسلام والحداثة *

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-23-2024, 10:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2008, 10:29 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في مقاربات الإسلام والحداثة *

    حين نتساءل اليوم عن مفاعيل الحداثة منذ لحظتها التاريخية الأولى في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، لا يعوزنا التأشير على رأس جبل الجليد الذي ظهر لنا حتى الآن من بنيتها في حياتنا الفكرية والسياسية الهشة ، أي عجزها عن نسج واقعنا المعاصر بصورة كشفت عن ذلك الاكتئاب الذي أصاب المفكرين العرب، كلما تلاحق الارتداد عن مكتسباتها (المنجزة) ، عما كان عليه الحال في النصف الثاني من القرن العشرين حتى نهاية الحرب الباردة ، التي كانت نهاية القرن الفعلية ، بحسب المؤرخ البريطاني (إيريك هابسباوم) . وهي نهاية زجت بنا في واقع عار عن الآيدلوجيا وأنظمتها العتيدة وبصورة لا تعيننا على الإفلات منه سوى الإدراك المعرفي للعديد من المفاهيم .
    ضمن هذه المفاهيم يدور جدل طويل حول أنطلوجيا الإسلام والحداثة ، لا ينفذ في الغالب الأعم إلى الجذر الإشكالي لخطاب نقدي جاد يتطلب ،إلى جانب عدة البحث ، شجاعة فكرية تعوز أغلب مثقفينا في هذا الصدد. خصوصا عند مقاربة فهم الإسلام بعيدا قوالب الوعي المكرسة والمسبقة .
    ذلك أنه بينما كان مجاز الحداثة عندنا يتشاكل (من المشاكلة اللفظية) مع الحقيقة اللامعة للحداثة الأوربية ، ويتحايث معها ـ ومازال ـ من مقعد المستهلك في بدايات القرن الماضي ، بدا للمتأمل أن ثمة وعيا نزع إلى مطابقة مثال الحداثة الأوربية مع واقعنا مطابقة فوتوغرافية مبنية على( قياس فاسد) قطعت مع التراث دون أن تهجس بالإسلام إلا في سياق اعتذاري مرد وف بالتأويل والحرج .
    والحال أن ذلك الشرط الإقصائي للإسلام في وعي المفكرين العرب الذين أعرضوا عن قراءة الإسلام ، وإعادة تأويله بلغة معرفية معاصرة ـ مأخوذين بآيدلوجيا الحداثة ـ في وعيهم ؛ هو ما أدى إلى بروز قراءات متطرفة للخروج من مأزق الأزمة ، نشط فيها التأويل عند (القاعدة) إلى غداة ، كغداة كارثة 11 أيلول 2001 في نيويورك.
    من هنا ربما كان البحث في موضوعتي (الإسلام) و(الحداثة) من أهم المحاور التي يجب أن تـُعنى بتفكيك البُـنى المركبة والملتبسة لكشف وسبر إشكاليات الفهم المتعلقة بهما . وبالرغم من الكتابات التي تراكمت في هذا الحقل إلا أن الكثير مما كُـتب كان يصدر بعيدا عن جوهر القضية . والأدهى من ذلك أن هذه الكتابات لم تتجاوز الفضاء الآيدلوجي الذي تزامنت فيه حيثيات الكتابة مع وقائع متحولة (الاستعمار ـ الحرب الباردة) وهي مزامنة غالبا ما تلتبس بالقراءة المؤدلجة ، فيما الضغوط التي تستعيد الحاجة إلى مقاربة الإسلام والحداثة مقاربة معرفية في زمن المعلوماتية والعولمة هي الأكثر إلحاحا! ومن أسف أن محاولات الفهم الموضوعي للإسلام والحداثة ظلت تفتقر إلى شجاعة ضرورية حجبتها حساسيات قاتلة بين كل من المهتمين على الصعيد الفكري من الطرفين .
    إزاء ذلك لعبت مفاهيم مكرسة ، ومقولات عتيدة في غياب الوعي بـ(جغرافية المصطلح) ــ بحسب علي شريعتي ــ دورا بارزا في تتريس عجلة الوعي المتحرر من قيود تلك المقولات. فكل من دعاة الإسلام والحداثة عجزوا عن اكتشاف وتحرير فهوم غائبة أو مغيبة ، لهما(أي للإسلام و الحداثة) في ظل تلك الحساسيات الاصطلاحية التي أنتجتها مناهج التعليم في واقع متخلف لا يمكنه إدراك المعاني المستقلة بسبب ذلك التخلف ، فيما أصحبت بعض مقولات ذلك التعليم مقولات مكرسة في ذاتها.
    والحق أن الإهتمام المعرفي بالإسلام ظـُـلم مرتين. مرة لإهماله تماما من قبل النخب الفكرية ـ كما ذكرنا آنفا ـ ومرة لقراءته (بعد أن أصبح واقعا بتأويلات مختلفة) عبر مصادر وآليات لا تفي بتمام عدة البحث .
    في ظل أجواء ملتبسة كهذه لا تنجو مقاربة ما ، للإسلام ، لقراءة خطابه النصي ضمن منهج فكري يبحث في علاقاته بالنشاط الإنساني في التاريخ والحاضر والمستقبل ، وبصدد إعادة إنتاج معاصر لمفاهيمه ؛ أقول لا تنجو مقاربة كهذه من مقولة صادمة ، وذات حمولة رمزية عالية ومشككة للوعي ، كمقولة (القرون الوسطى) ـ دون إدراك شرطها الجغرافي ـ لتتحول تلك القراءة الجادة التي تتوخى فهما معاصرا ، في وعي الكثيرين إلى قراءة تصلح للمفاخرة بقيم الإسلام ـ قياسا على غيرها ـ في العصور الوسطى ربما . وهي مقولة شكلت قاعدتها التعليمية كوابح منـّـفرة ، ورافعة آيدلوجية في ذهن المتلقي ، تصد عن فهم وفرز الإسلام كوعي كوني ، عن أفكار القرون الوسطى ؟؟
    كذلك هناك صعوبة شديدة لدى المفكرين العرب في الإفصاح عن معنى الحداثة بوصفها قطيعة كاملة مع القرون الوسطى في الوعي والسلوك ـ كما هي في أوربا ـ
    والحال أن عدم القدرة على فحص واختبار مقولات الإسلام بعيدا عن الآيدوجيا ، والعجز عن الإفصاح عن المعنى المركزي لمفهوم الحداثة هو ما يحول دون الخروج برؤى واضحة ومتماسكة في الجدل الذي يدور بصددهما .
    وبالرغم من أن الفهم المعرفي للإسلام يمكن أن يتحاجج مع المقولة المركزية لفكرة الحداثة ، إلا أن الإعلان عن ذلك ـ فضلا عن مناقشته ـ ربماكان عسيرا في واقعنا العربي الذي تحكمه (التأويلات الدينية والممارسات السياسوية) بحسب أدونيس.
    وبين هاتين المعضلتين تزدهر تلك الفهوم الملتبسة لمعاني الإسلام والحداثة في مقاربات تحبس الفكر بعيدا عن فعل المثاقفة الضروري بين المفكرين العرب للخروج من الدائرة المفرغة التي ظلت تدور فيها أسئلة النهضة منذ أيام رفاعة الطهطاوي ، حتى أصبح سيرنا نحو النهضة(كمن يقصد البحر وهو يستدبره) بحسب أبي حامد الغزالي .
    وأهم مادار طوال الفترة السابقة هو اجترار المحاكاة الأوربية للحداثة التي تأسست على الطلاق بين المسيحية والتنوير ضمن مراحل أخرى ، في محاولاتنا المتطرفة لتطبيق تلك التجربة على قياسنا المختلف حضاريا . حتى بدا كما لوكان ذلك التقليد هو الحداثة عينها ، وأن الإسلام هو المثال المسيحي في واقعنا كما في التجربة الغربية ، نمتلك إزاءه حساسيات رهيبة ، عند الحديث ـ مجرد الحديث ـ عن افتراضات تطبيقية لمفاهيمه في الحياة المعاصرة ، على قياس أفعال المسيحية الرهيبة في أوربا أيام الحروب الدينية والقرون الوسطى؟؟!! وهو أمر حدا بمفكر مثل (محمد أركون) أن يصرخ في وجه ذلك التنميط حتى بالنسبة للغربيين أنفسهم حين قال : (لقد طفح الكيل من اللجوء إلى فولتير لاستخدامه ضد التعصب الديني) " من حوار أجراه معه حسن شامي ـ الحياة 19/2/2002"
    ولعل ذلك يكشف المسافة المخيفة والحرجة التي تحبس المفكرين العرب عن دراسة الإسلام بعيدا عن القراءات الأنثروبولوجية والسسيولوجية ، فضلا عن المقاربات السياسية البائسة ؟؟!!
    صحيح أن القطيعة نتجت في مناخات عالمية ضاغطة ، وضمن سياج مؤدلج بسبب الاستعمار والحرب الباردة بصورة يصعب الإفلات منها، خصوصا أن ذلك جرى في مجرى ثقافة غربية شمل تأثيرها حياتنا الفكرية والسياسية ، لكن كل ذلك يفسر ولا يبرر الذهول المريع عن الإسلام كقيمة فكرية يمكن فرزها عن التباسات تلك المرحلة. وبالرغم من ذلك كانت هناك استثناءات نادرة ، وغير مؤدلجة قاربت فهم الإسلام في سياق فهم الحداثة (مالك بن نبي في العالم العربي ، وعلي شريعتي في إيران) كلاهما حاور الحداثة والإسلام برؤية عقلانية استراتيجية راهنت على فاعلية الإسلام في الأزمنة الحديثة ، في وقت عد البعض كتاباتهما رطانة غريبة يصعب تضمينها في ذلك الاستقطاب .
    ربما كانت العبرة اليوم مما كتب هذان المفكران هي إمكانية القدرة على تجاوز الأفكار الأيدلوجية إلى فهم معرفي أعمق . وتلك الشجاعة الفكرية التي عتمت عنهما الوهج في أضواء الحرب الباردة .
    لا نحاول أن نرجع بالزمن في هذا الاستطراد ، بقدر ما نبحث في علل هذا الغياب شبه الكلي عن مقاربة الإسلام كمنهج موضوعي ؟
    ذلك أن المفكرين العرب بالرغم من خوفهم ـ غالبا ـ من الطرح الكامل للفكرة المركزية في الحداثة كخيار وجودي ، في المجتمعات العربية إلا أن الحديث عن الحداثة تعين عليه كثافة إعلامية عالمية غير متناهية ، يستوحش معها الحديث عن الإسلام كخيار معرفي وجودي بعيدا عن التأويلات الإسلاموية التقليدية والمتطرفة ، ومقايضات الإسلام السياسي .
    لكن عند مفترق الطرق الذي بدا اليوم بعد انحسار أقانيم فكرية تداعت بفعل تحولات بنيوية في شكل العالم عشية الألفية الثالثة ، وارتداد سؤال الحداثة ، والإسلام مرة أخرى ، تكشفت التأويلات الإسلاموية المتطرفة ، مع صور حداثتنا البائسة ، عن عنف سريالي مخيف ، وهي تأويلات لا يجدي معها التـترس بالآيدلوجيا ـ أيا كانت ـ بقدر ما تجدي مقاربات معرفية شجاعة وضرورية إزاء موضوعتي الإسلام والحداثة . والبحث عن إجابات مركبة في مقاربة الفهم الموضوعي .
    وبينهما يبقى السعي المشترك من أجل الحريات هو الضمانة الوحيدة للتمرين على النقد الفكري غير المحترز من التأويلات المضللة بفعل الخوف .
    لكن هناك معنى آخر مشترك من الأهمية بمكان : هو الوعي بضرورة تاريخ تربوي يؤسس لتوطين الفهم المعرفي للحداثة والإسلام ـ كل على حدة ـ في بنية عميقة تستجيب لنضالات اجتماعية لابد منها .
    صحيح في ظل تقارب العولمة والتواصل المفتوح وتبادل المعلومات ، لا يمكن ترّسم المراحل الزمنية لصيرورة الحداثة في التاريخ الأوربي ، لكن متى كان تعويد الناس وتربيتهم على ممارسة الحريات والديمقراطية كأسلوب حياة ـ أي في خبزهم اليومي قبل أن تكون هذه الممارسة نظاما للحكم ـ متى كان ذلك ممكنا بمعزل عن التربية والقدوة والتضحية والزمن ؟
    فالحريات والصبر عليها هي الشرط الشارط لتوطين الحداثة ـ كما الإسلام ـ ضمن شروط أخرى لا تنفك عن التربية ولاتغني عنها ؛ تلك التي تعتبر محمولاتها الفكرية والمعرفية والفنية ..... إلخ
    إن أكثر ما تكشفت عنه وقائع القرن العشرين هو التخلف الذي التبس بكثير من المفاهيم، وراهن على أطروحات آيدلوجية بائسة ونهائية عن التغيير والحداثة وغيرها من موقع العجز والهجاء ، فيما كان ينطوي على رواسب من أزمة الثقة بالنفس ، وجذور العصبية ، واليقينيات الساذجة في قضايا شائكة وغير نهائية حيال الذات والآخر . إن الإسلام أكبر من أن تختطفه حركات العنف الأعمى التي نبتت في العقود الأخيرة . بل هو يعبر عن طبيعته بأوضح عبارة (لا إكراه في الدين) ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) .
    ولكن ليس الحوار والحرية هما السبيل الذي يسلكه الإسلام فحسب ، بل هما اليقين الذي خرجت به أوربا بعد حربين كونيتين ، واليقين الذي أسس فيها الحداثة أيضا .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * عن صحيفة الحياة اللندنية



    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 02-23-2008, 10:32 AM)
    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 02-23-2008, 10:34 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-23-08, 10:29 AM
  Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-24-08, 10:57 AM
    Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-24-08, 12:26 PM
      Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-24-08, 05:27 PM
        Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-26-08, 11:52 AM
          Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-26-08, 08:57 PM
            Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-27-08, 11:57 AM
              Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-27-08, 11:23 PM
                Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-28-08, 11:41 AM
                  Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * نزار محمد عثمان02-28-08, 01:18 PM
                    Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-28-08, 11:39 PM
                      Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi02-29-08, 11:13 AM
                        Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد02-29-08, 11:57 AM
                          Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * atbarawi03-02-08, 02:09 PM
                            Re: في مقاربات الإسلام والحداثة * محمد جميل أحمد03-05-08, 08:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de