خبر عاجل جدا ومهم .. الدناقلة الدناقلة الدناقلة يقيمون ملتقاهم الثقافي بجدة الخميس 14/2/2008م

Quote: دنقلا : خطوة الى الأمام وخطوتان الى الوراء قبل أن نسمع بالمطارات الجديدة وتوسعاتها وانشاءاتها هنا وهناك ، كانت دنقلا نقطة الالتقاء بين شمال الوادي وجنوبه حيث انتظمت الرحلات فيما بين دنقلا وأسوان لحين من الزمن جددت فيه الروابط القديمة التليدة تجارية كانت أو ثقافية أو اجتماعية . كما وكانت مدينة دنقلا محوربمثابة محورنشط للتجارة بين ليبيا والسودان حيث شرفنا تجار ليبيا وكانت لهم آمال عريضة في توسيع دائرة التجارة والأعمال بين البلدين لما وجدوه من خيرات تنعم بها دنقلا منذ أقدم العصور . وقد نشطت واردات مواد البناء من ليبيا وصادرات البهارات مثل الشمار والكمون والحلبة وفول السليم من دنقلا . كذلك كانت دنقلا مرتبطة برحلات منتظمة فيما بينها وبين جدة وكانت فرحة المغترب عظيمة حينما يجد نفسه هابطا خلال ساعة أو ساعتين بين نخيله ونيله وفي قريته دون عناء وشقاء . تلك كانت دنقلا أيام زمان ، طفرة وثقة وأمل في المستقبل وحاضر واعد متجدد . ولكن تحول كل شئ بقدرة قادر . مطارها لا يخدم الا نفسه . توقفت رحلات السعودية ورحلات أسوان وتراجع تجار ليبيا عندما وقف لهم أحد الولاة بالمرصاد حاصدا كل شئ بلهيب الضرائب والجمارك . وزاد الطين بلة كوارث الفبضانات التي تعرضت لها المدينة بكل قسوة . وأصبح حالها الآن حال من ينادي ولا من سميع أو مجيب . هكذا أصبح حال المدينة وهي تتراجع خطوات الى الوراء وغيرها يعدو ركضا الى الأمام . وليست الفاجعة في دنقلا وحدها بل هناك بناتها الصغيرات من المدن الوليدة مثل أرقو و الحفير والسير والسليم وغيرها والتي من شأنها أن تنهض وتترعرع اذا نهضت دنقلا أو تخبو وتنوم اذا نامت دنقلا . لذا فان على ابناء دنقلا التنبه لهذا الحال المتردي الذي الم بمدينتهم والعمل الجاد والسريع لانقاذ الموقف بكل جهد وقوة . و لا ينفع المدينة سوى جهد أبنائها الكرام البررة . ولا يحتاج ذلك منهم الا لقليل جهد وصبر وكفاح وتفان ، لأن المنطقة أصلا قابلة للازدهار والتقدم وغنية بالمصادر الثرة الوفيرة . فهي المنطقة الأم لأغلى محصول استراتيجي في العالم وهو القمح . وهي أكبر منتج في السودان للبهارات المتنوعة . وعلى مقربة منها أكبر بحيرة فيها أكبر مخزون من الأسماك النهرية . وهي تعتبر أيضا بمثابة بستان ضخم لجميع الفواكه، وان كان التمر هو الغالب حاليا ، الا أن المنطقة مرشحة مستقبلا لكي تتحول الى جنة السودان للفواكه . أما عن الانسان فحدث ولا حرج . حدثني من لا أشك في أخباره بأن الانجليز عندما دخلوا السودان وشاهدوا كثرة الخلاوي والاقبال الشديد على التعليم في المنطقة ، قالوا ان هذا الانسان الذكي خطر علينا فينبغي ان لا نسرف في تعليمة ولا نكثر فيه المدارس . وقد قالوها عن تجربة حبث أنجب لهم الاقليم من دوخهم وأراهم نجوم السماء في عز النهار . لقد عرف انسان هذه المنطقة لأول مرة في السودان ميزة التعاون وطبقها منذ عهود طويلة فكانت المشاريع الزراعية التعاونية التي حلت محل الساقية قبل عقود من الزمان . كل هذه المصادر الغنية أرضا ونهرا وانسانا من شأنها أن تبعث الرجال كي بشمروا ساعد الجد والنشاط ويحولوا هذه المنطقة الى بؤرة تقدم وارتقاء ليعم نفعها السودان اجمع وليس الاقليم وحدة . ولكي يتم ذلك لا بد من التئام الشمل والعمل بروح الفريق حتى تتزلل كل المصاعب ، فالطريق صعب وطويل وعويص . ولا بد من أن نضع أمام أعيننا جميعا الحقائق التالية : (1) مدينة دنقلا ملك للجميع عربا ودناقلة ومحسا وأولاد ريف وغيرهم وخدماتها تعم الجميع بلا استثناء ولذا على الجميع التعاون في سبيل نهضتها ورقيها في اسرع وقت ممكن . (2) نكران الذات والعمل من أجل الصالح العام هو الذي سيأتي بالثمار المرجوة (3) تناسي التكتل والتعصب فالغاية أولا وأخيرا هي تحقيق الاعمار والتنمية (4) تقدم الدولة ما لديها من امكانيات ولكن العبء الأكبر يقع على عاتق أبناء المنطقة . (5) الاستفادة من التنظيم الدقيق الموجود أصلا بين أبناء المنطقة والمتمثل في الروابط والجمعيات والتي يحسدهم الكثير عليها وهي بحمد الله ليست عرقية أو حزبية وانما هي بمثابة انسجة خدمية اجتماعية وفي الختام أقول بأنه قد آن الأوان لأهل دنقلا كي تنهض بين المدن وتأخذ مكانها اللائق في ركب الحضارة والتقدم والرقي أزهري عيسى مختار [email protected]