البتروفوبيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 10:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-19-2008, 11:38 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البتروفوبيا (Re: هشام آدم)

    ______________________

    الفصل الثالث:

    عزيزتي إيميلي ..

    هذا أنا روبن سينجر، وهذا هو بريدي الإلكتروني الجديد.
    قبل كل شيء أحب أن أعتذر لك عن التأخر في الكتابة إليك. لقد مضى شهران على آخر رسالة إن لم تخني الذاكرة، ولكنني كنت منشغلاً الفترة السابقة. لقد وصلت إلى "خليج البترول" أخيراً. كان ذلك في يوليو/تموز الماضي. لا أعرف من أين أبدأ لك بالتحديد، فكل شيء صادفني هنا كان جديراً بالسرد والتدوين، ولم تكفّ كاميراتي الديجيتال عن التقاط الصور. فمن المطار وحتى شوارع العاصمة والفندق الذي نزلت فيه مشاهد تستحق التوثيق. كنت أفضّل أن تكوني برفقتي لتري وتشاهدي ما رأيته بأم عينيك خوفَ ألا أنجح في نقل مشاهداتي إليك كما هي. لقد هالني ما رأيته في مطار العاصمة هنا، وظننت للحظة أن الطائرة قد أقفلت عائدة أو أنني قد ركبت الطائرة غير الصحيحة. ولكن شكوكي تلك تبددت كلياً عندما وجدت اللوحة الترحيبية في صالة الاستقبال الرئيسية في المطار.


    راودني شعور غريب وأنا أقف في طابور الجوازات، كنت أبحلق في كل ما حولي من ناس وأشياء وأتخيّل أن الجميع يبحلقون فيّ كذلك، لذا فقد أخذت أتظاهر بتجهيز جواز سفري وبعض الأوراق الخاصة. لقد ذهلت عندما قرأت بعض اللافتات في المطار مكتوبة باللغة الإنكليزية، وفرحت لذلك كثيراً. أعرف طبعاً أن الإنكليزية لغة عالمية ولكنني تعجبّت لانتشارها في هذه البلاد بشكل رسمي. كانت كل الأشياء غريبة بالنسبة إليّ حتى تلك الأشياء المعتادة وتساءلت "هل أشكو من رهاب الأماكن الغريبة، أم أنّ هذا رهاب البلاد العربية؟!"


    ربما تعاظم شعوري بالفخر وأنا أحمل جواز سفري الأمريكي لبعض الوقت، رغم أنني في أحيان كثيرة كنت أتردد في إظهاره لغير مسئول الجوازات ذو الشكل الغريب القابع خلف كشكه. قلت "هل يعقل أن يوجد مكان كهذا في الصحراء؟" نظرت من إحدى الواجهات الزجاجية المطلّة على الجانب الخارجي للمطار، فرأيت صحراء ممتدة، فشعرت بالغثيان. فكرّت أنهم قد ينقلوننا على ظهور الجمال إلى وسط المدينة، وبدت لي هذه الفكرة مقبولة إلى حدّ ما، فقد تذكرت تلك الصور الفوتوغرافية التي أراني إياها مايكل براون لأصدقاء زاروا مصر من قبل. كانوا يمتطون جمالاً عربية مرتدين أزياء مضحكة وأوشحة غريبة على رؤوسهم كان ذلك أمام الأهرامات على ما أذكر. ثم بدت الفكرة مستبعدة وسخيفة. فنحن الآن على أعتاب القرن العشرين ولا يعقل أن تكون الجمال وسيلة نقل مستخدمة في عصر سيارات الدفع الرباعي والصواريخ.


    ما إن خرجت إلى الشارع ورأيت الإسفلت، والمظلات السيراميكية العملاقة، وسيارات الأجرة حتى حمدت الله سراً وتوجهت فوراً إلى أقرب فندق. كان عليّ الاتصال بسفارتنا هناك في اليوم التالي مباشرة، وتلقيت منهم إفادات وافية عما يتوجب عليّ فعله، كما أنّهم زوّدوني بأرقام هواتف يمكنني الاتصال بها عند الحاجة، إضافة إلى خريطة مصغرة للمدينة التي أقيم فيها: أهم شوارعها ومعالمها الرئيسية، وأهم من كل ذلك أنّ بها بوصلة اتجاهات. بعض الذين تحدثت إليهم في السفارة هم من العرب، ويبدو أنّهم قدّروا الإرباك الذي كنت أعاني منه.


    لقد تعبت كثيراً في البداية لاسيما في التعامل بالعملة المحلية لهذه البلاد، فقد كنت بالكاد أحفظ شكل الفئات الورقية، ولكنني تحسّنت الآن كثيراً. في الأسبوع الأول لي في هذه المدينة، كنت نادراً ما أخرج من غرفتي إلى بهو الفندق ناهيك عن الشارع. وسواء كان ذلك أمراً اعتيادياً أم لم يكن كذلك فإنني كنت أخشى النزول والاختلاط بالآخرين. ورغم فضولي الملح للتعرف على المدينة وشوارعها ومبانيها وأسواقها إلاّ أنّ ذلك الفضول ظل حبيس رهابي البدائي حتى اكتسبت بعض الثقة بعد حين. هاجسي الأوحد الآن أن أبحث عن عمل، ولكنني خال الذهن تماماً عما قد أفعله هنا؛ فأنا لم أعمل في تنقيب البترول من قبل، كما أنني لا أجيد لغة هؤلاء القوم.


    قبل يومين تقريباً، نزلت إلى بهو الفندق لاحتسي فنجاناً من القهوة، القهوة تذكرني بك بطريقةٍ ما، ظللت أبحلق في صور الرؤساء المعلّقة على الجدران، وأتأمل في وجوه المارين. كدت أضحك عندما وجدت بعضاً ممن حسبتهم انقرضوا منذ فيلم لورانس العرب: يرتدون جلابيب بيضاء طويلة وفي ذات الوقت يرتدون أحذية إيطالية وجوارب سويسرية! قلت لنفسي "لِم تهتم بمتابعة الآخرين، فكّر في نفسك وفي لحظاتك الخاصة" ولكن الحق أقول فإنني لم أكن لأمنع نفسي من المشاهدة ومتابعة كل ما يمر أمام عيني. قلت ربما تكون تلك أقرب الطرق لمعرفة المزيد عن هؤلاء البدو. عندما فتحت بوابة الفندق الأوتوماتيكية الحابسة للحرارة والعازلة للرؤية رأيت سيارة من نوع جي.أم.سي سوبربان من الطراز الجديد المعدّل وبمواصفات عالية. فتح باب السيارة ونزل منها شخص متدثر بعباءة سوداء من رأسه إلى إخمص قدمه، كان يحاول إخفاء نفسه جيّداً وراء عباءته فأصبتُ بالهلع. قلت لنفسي ربما كان يخفي قنابل يدوية أو مدفعاً رشاشاً أو حتى يرتدي حزاماً ناسفاً. هرعت إلى موظف الاستقبال وأخبرته بمخاوفي تلك "هنالك محاولة للسطو المسلّح على الفندق" وعندما أشرت له على الشخص الذي أشتبه به، ضحك بشدة ثم أخبرني أنها ليست إلا امرأة. عرفت بعدها أنّ النساء هنا يرتدين هذه الملابس. كلّف الأمر بضع دقائق حتى هدأ الأدرينالين في عروقي وأخذت أمسح العرق المتصبب.


    هل أبدو لك كأفريفي بدائي؟ هذا ما أشعر به على الدوام هذه الأيام في هذه البلاد. الأمور جديدة وغريبة عليّ كلياً، ولا أكاد أفهم ما يتوجّب عليّ فعله في أيّ موقف. التجربة الأكثر صعوبة هي تلك التي جاءت بمحض المصادفة عندما أوقفني أحدهم بينما كنت في طريقي إلى المصعد. شعرت بأنه سوف يرش وجهي بمادة مخدّرة قبل أن أكتشف أنه يبحث عن شخص يزوّده بقدّاحة، ومن فرط غضبي وحنقي فقد كذبت عليه وأخبرته بأنني لا أدخّن.


    الشيء الوحيد الحقيقي والجميل في حياتنا هنا هو أنني أشتاقك بشدّة. كل ليلة أخرج صورتك المبروزة من حقيبتي السمسونيات وأحملّق في وجهك وأكاد أقبّله. وفي لحظات اليأس الليلية القاتلة أتمنى أن أعود مرّة أخرى إلى شوارع لوس أنجلز الملّونة والمزدحمة، وإلى ناطحات السحاب الشاهقة التي تحجب أشعة الشمس صباحاً وبعد الظهيرة. ولكنني سرعان ما أعدل عن التفكير في هذا الأمر عندما أتذكر كيف كانت حياتي هناك. قلت لنفسي أنّ الأمر يستحق المعاناة وكان يجب عليّ أن أتحلى بالصبر والجَلَد. سوف أسعى للحصول على عمل في أسرع وقتٍ ممكن قبل أن ينفذ ما معي من نقود. لقد تلقيت وعود كثيرة بالمساعدة من قبل أمريكيين تعرّفت عليهم هنا. هم يحكون لي الكثير عن هذه البلاد وعن عاداتها وثقافة أهلها البدو، ولكن الكلام شيء والمعايشة شيء آخر.

    سأنتظر ردك بفروغ صبر حبيبتي ...


    مخلصك إلى الأبد
    روبن سينجر
    13 سبتمبر/أيلول 1999
                  

العنوان الكاتب Date
البتروفوبيا هشام آدم02-12-08, 09:08 AM
  Re: البتروفوبيا هشام آدم02-12-08, 09:46 AM
    Re: البتروفوبيا هشام آدم02-12-08, 11:33 AM
      Re: البتروفوبيا هشام آدم02-12-08, 01:54 PM
        Re: البتروفوبيا humida02-12-08, 02:03 PM
          Re: البتروفوبيا هشام آدم02-13-08, 06:21 AM
            Re: البتروفوبيا هشام آدم02-13-08, 01:23 PM
              Re: البتروفوبيا humida02-14-08, 10:33 PM
                Re: البتروفوبيا ود الباوقة02-14-08, 10:39 PM
                  Re: البتروفوبيا humida02-14-08, 10:59 PM
                    Re: البتروفوبيا Sahar Abdelrahman02-15-08, 10:37 AM
                      Re: البتروفوبيا humida02-15-08, 02:08 PM
                        Re: البتروفوبيا حيدر حسن ميرغني02-15-08, 02:19 PM
                          Re: البتروفوبيا هشام آدم02-16-08, 06:40 AM
                        Re: البتروفوبيا هشام آدم02-16-08, 06:33 AM
                      Re: البتروفوبيا هشام آدم02-16-08, 06:27 AM
                        Re: البتروفوبيا حيدر حسن ميرغني02-16-08, 06:52 AM
                          Re: البتروفوبيا هشام آدم02-16-08, 07:21 AM
                            Re: البتروفوبيا هشام آدم02-17-08, 11:59 AM
                              Re: البتروفوبيا هشام آدم02-18-08, 07:18 AM
  Re: البتروفوبيا محمَّد زين الشفيع أحمد02-18-08, 09:21 AM
    Re: البتروفوبيا هشام آدم02-18-08, 09:51 AM
      Re: البتروفوبيا هشام آدم02-19-08, 06:39 AM
        Re: البتروفوبيا هشام آدم02-19-08, 11:38 AM
          Re: البتروفوبيا هشام آدم02-19-08, 01:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de