فى معمعة الصراع حول القصر الرئاسى التشادى، أوضاع اللاجئين السودانيين فى تشاد هى أولويتنا.

Quote: الأخت تراجي ... سلام. ما كنت أعتقد أن وضع الدولة التشادية مهم لهذه الغاية فى أمرنا السوداني, سواء لجهة الحكومة أو للحركات العسكرية في دارفور. وتجديني فى كل مناخ الغلواء الراهن أحبذ أن يظل تشاد شأنا تشاديا ومتروكا لأهله ولسياسييه ولحركاتهم المسلحة, أما إن أرادت الخرطوم التأثير وأظنها فعلت, فهذا ما يدخل فى ملف حسابات السياسة اللهوفة والمرتجلة والمستمطية لحصان { رزق اليوم باليوم } وبهذا فهي لا تعتبر حتى بتاريخها, إذ دعمت عسكريا من قبل دبي وأوصلته السلطة وهي الآن تلعب دورا فى إقالته. فعلت نفس الشئ بأفورقي وهو الآن يقيم غصة في حلقهم, وإن لا أخفي { إستغرابي } من حراك في قامة الثورة الإرتيرية وبكامل تاريخها وتضحياتها, تحتاج إلى { دفرة } إنقاذية لتتمة مهمتهم الثورية, وربما الحال كذلك ينطبق على الجهة الغربية وإن تقل مقاديرها التاريخية عن الجبهة الشرقية. بالمقابل ... فإن إرتكان قوى المعارضة المسلحة الدارفورية كليا أو بأثقال عظام على نظام دبي لهو فى حد ذاته مغامرة غير محسوبة كذلك ... وهذا إن صح تقديري والذي أستمد بعضه من تقديرك. لأن حسبة على هذه الشاكلة تحيل { العملية الثورية } إلى أحضان الصراعات التقليدية بين دولتين متجاورتين, وهنا تذوب الأجندة الثورية فى هذا الخضم, ويصبح الصراع الأعلن والأكثر غلبة هو صراع الدولتين السودانية والتشادية وفي إطار مراكز القوي المسيطرة هنا وهناك... وأرى في هذا تنزيلا فادحا لأجندة التغيير التي تتبناها طلائع التغيير فى دارفور... وإذ عادت المعادلة السياسية الراهنة تحتمل تأويل الصراع لكونه بين السودان وتشاد, فليتوخى الناس من النتائج ما يحدث الآن, والذي أراه كله كيل بقيد اللحظة السياسية والعسكرية لمجابهة الخصم, ولما لم يعد خافيا أن أنجمينا تستوعب خصوم الخرطوم, والخرطوم تستوعب خصوم أنجمينا, وهذه من شاكلة الصراعات التي تقود إلى المجابهة بين النظامين وهذا ما حدث, ولم يكن غريبا لو إتسع الزمن أو توفرت ظروفا أفضل لتشاد, لرأيناتشاد تفعل بالسودان ما يفعله بها هذه الأيام, وهذا صراع ليس له من منتهى, فلن يستتب الأمر لنظام الخرطوم بذهاب دبي, بقدرما تتوالد أجندة جديدة لتفعيل الخطوة القادمة من تلك المواجهة العبثية. مسلسل متواضع وخطير ومكلف ... فلتنهض الشعوب هنا وهناك لترسيم الخيار الأفضل والمتماهي مع مصالحها الإستراتيجية ومع ضرورات تعايشها السلمي وفي إطار من العلانية وغلبة رأي المجتمع وهو يستصحب الديمقراطية كأداة لا غنى عنها في قطع طريق المغامرين, وفي توقيع إرادة الشعوب { المسلوبة } نقطة قبل قبل أخيرة يا تراجي ... أول حاجة روقي شوية, فأنت لست مسئولة عن مصائر تشاد والسودان ولا تتحملين مسئولية مباشرة, وبي صراح لا أري داعيا لتشنجات وموضوعات لا تزيد للنار إلا زيتا, بل أراك تستقدمين كل الجموع التي تقع في خانة تصنيفك التاريخي العضوض { جلابة وإستلابا } وحيث تخالطين قضية دعني أحسبها ثقافية, بمجريات وتدابير عسكرية بين نظامي الخرطوم أنجمينا... لهذا وبنفس وتائرك فى مثل هذه الإثارة, فأنت بهذا تجوزين موضوعيا تأهيل رصيف مضاد ورد فعلى مباشر... وهذا ما يحدث ربما على الأرض ... لكنه ولا شك يحدث فى إسفيرنا هذا... ربما أنور كينج ... أعظم صبوري هذا البورد ... أراه يفتح نار ويؤلب الناس علي دعواك وتلمظاتك العرقية. ونقطة قبل أخيرة ... أراك تحدثين تقليصا دراميا فى قضية دارفور, وإذ يعلم الناس أن دارفور { إقليم } ضام لملل وقبائل وعشائر مختلفة, ولما لم تختاري من هذا السياق الإجتماعي الكبير غير القبائل والكيانات الغير { جلابية } فيما تعلمين كم ينخفض التكوين البشري لدارفور وكم تنخفض المصداقية كذلك ... يستتبعها الشعار فالقضية وكل قيمها الرمزية على الإثر, وحتى في خاصة النطاق الغير جلابي أراك تقدمين الزغاوة عنوانا لما تبقى من قضية دارفور ... بل وتدفعين بهم إلى لهيب محرقة بين نظامين متجفلين فى السودان وتشاد على حد السواء ... فأرجو أن تعيدي النظر فى الأمر وبما يجعله يستقر فى نصابه الموضوعي الذي تقتضيه موجبات الصراع. ونقطة أخيرة ... أن من أقدار الحركات المسلحة فى العالم الثالث أن { تصاب } برحيل نصير يتمثل شكل الدولة, وهي لحظات صعبة ومريرة لمن يضغطون على الزناد من ثوريي الجوار. حدث ذلك للحركة الشعبية برحيل مانغستو هيلا ماريام كحاكم لإثيوبيا ولما كانت أرضهم طيبة للإنطلاق نحو أهدافهم العسكرية والسياسية المرجوة, لكنهم آثروا { الصمت } وتعديل مساراتهم قليلا قليلا حتى تتوافق مع معطيات التغيير الفجائي الذي حدث فى ركن مهم من إستراتيجيتهم, تغيرت الأحوال مع الزمن وكان أن كسبت الحركة الشعبية النظام الحاكم الجديد فى أثيوبيا, إن لم تكن قد أعادت إنشاء معسكراتها ومنظومة عملها الديبلوماسي هناك. فمحاربي دارفور ليسوا إستثناءا فى هذا المسار, فأديهم بالله فرصة ليعيدوا توقيع أمرهم وفق المعطيات الحادثة... بدل أن تغلقى أمام وجههم ما يتيسر من خيارات صعبة ... وبدعاوي تخصك شخصيا أكثر مما ولما هم على الأرض وفي تعاطي مع كامل شقاوات إختيارهم وإختيارات الآخرين كذلك... فأديها صنة ... وإن لم يكن لديك ما يحفز على السير إلى الأمام أو لإضافة أنفاس جديدة لصدور هؤلاء الرجال ... فأفضل أن تصمتي. مع مودتي