سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-31-2024, 04:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-23-2008, 11:30 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. (Re: Abdel Aati)

    لقد كانت لكم في تجربة الزعيم التاريخي إسماعيل الأزهري خير برهان على مخاطر الجمع بين الحزب السياسي وبين الطائفية. ففي غمرة السباق المحموم بين الحزب الوطني الاتحادي وبين حزب الأمة نحو تسجيل غلبة برلمانية، قام الزعيم الأزهري بدمج حزب الشعب الديموقراطي (طائفة الختمية)، وقد كان حزبا صغيرا، في حزبه الوطني الاتحادي وقد كان حزبا كبيرا رائدا. كانت حسابات الأزهري، وهو بشر يخطئ ويصيب، أن إضافة نواب الشعب الديموقراطي إلى نواب الوطني الاتحادي كافية لتحقيق التفوق للحزب الهجين، الذي أصبح اسمه الحزب الاتحادي الديموقراطي، على غريمه حزب الأمة. لكن فات على الزعيم التاريخي أن عملية الضم تصاحبها أيضا عملية خروج معاكس!. وهذا ما حدث بالضبط. فقد خرج عن الحزب عشرات القيادات ومئات آلاف من المؤيدين. لماذا؟. لأن الحزب الوطني الاتحادي تحديدا كان أشد الأحزاب مناهضة للطائفية السياسية، بل أنه كان يحرز تفوقه البرلماني بتأييد من القاعدة الاجتماعية المناهضة للطائفية السياسية، مثلما كان يحظى بمساندة أولئك الذين تمتعوا بوعي مكنهم من التمييز بين التصويت للحزب وبين الانتماء الروحي للطائفة. لذلك كان من الطبيعي أن يحدث ذلك الخروج الجماعي لكوادر الوطني الاتحادي وقواعده الجماهيرية بمجرد اندماجه في حركة طائفية. ونتيجة لذلك لم يحرز الحزب الجديد التفوق البرلماني، بل حصل على عدد أقل من تلك المقاعد التي كان يحصل عليها الحزب الوطني الاتحادي منفردا!.. في علم السياسة واحد زائد واحد لا تساوي دائما اثنين.. فقد تساوي واحد وربما أقل..

    كانت عملية الدمج أكبر خطأ وقع فيه الأزهري في كل تاريخه النضالي والوطني الناصع المبين. فقد أدت عملية الاندماج إلى تدمير أول وأكبر حزب وطني سوداني مبرأ من الطائفية. فقد كسب ذلك الحزب أول انتخابات وشكل منفردا أول حكومة وطنية بسبب مناهضته القوية للطائفية السياسية. ولم تقف سلبيات الاندماج عند حدود خروج الأعضاء والمؤيدين، يل خسر الحزب مئات آلاف من الأجيال الناشئة. فقبل عملية الاندماج لعب الأزهري نفسه وقيادات حزبه آنذاك دورا مهما في تحرير عقول الشباب من رهبة الطائفية وخزعبلاتها. وبخسارة الأجيال الناشئة خسر الحزب المستقبل فمات. كما نجم عن عملية الدمج انعكاسات خطيرة على المستوى السياسي الوطني في السودان بأسره عندما انغلق الأفق السياسي أمام ملايين السودانيين غير المؤمنين بالطائفية السياسية. فقد أحكم الحزبان الطائفيان قبضتيهما على الساحة السياسية في البلاد وأصبحا الخيارين المتاحين. فذهب الرافضون للطائفية أيدي سبأ بعضهم جهة اليسار تحت مظلة الحزب الشيوعي، والبعض جهة اليمين حيث تغذت بهم جبهة الميثاق الإسلامي حتى كبرت وأصبح اسمها الجبهة الإسلامية. وبقي البعض في الحزب على أمل أن يفيق الحزب من الغيبوبة الطائفية. أما الغالبية العظمى فقد بقوا خارج الأحزاب وشكلوا ذلك الاحتقان السياسي الذي وجد متنفسا في شعارات الانقلاب العسكري الثاني حتى فتك بهم وبالبلاد عسكر الانقلاب، ومن ثم استمر الاحتقان السياسي إلى يوم الناس هذا.

    ليس في نقدنا لتجربة الزعيم الأزهري ما ينتقص من حنكته السياسية ونظافة يده. بل لقد كان الأزهري خير من يتقبل النقد ويستفيد منه في معترك السياسة. ولسوف يظل الأزهري ذلك السياسي الفذ الذي تمتع بموهبة غير عادية في علم المناورة السياسية وإلا لما استطاع أن يقود الكادحين الوطنيين ويجتاز بقارب الاستقلال تلك التيارات القوية كحزب وطني خالص للوطن بين صخور طائفتين تحظيان بدعم أجنبي قوي من كل من بريطانيا ومصر. لذلك فإن تلك الهزات التي تعرض لها الحزب بعد الاندماج ترجح عندي فرضية خروج الأزهري عن الاندماج وإعادة بناء الحزب الوطني الاتحادي لولا أن عاجلته المنية. وتشاء أقدار السودان العجيبة أن يقع انقلاب الحكومة العسكرية الثانية في ذلك المفصل التاريخي. فقد كان لرحيل الأزهري أثره الواضح في استمرارية الحكم العسكري الثاني لأن الجماهير فقدت أبرز قادتها، وفي موازاة ذلك لعب استمرار العسكر 16 عاما دورا مهما في القضاء التام على ذلك الحزب الوطني، ومن ثم حدوث الفراغ السياسي المستمر إلى اليوم. وبذلك انفتح الطريق أمام سطوة الحزبين الطائفيين وبروز الحزب العقائدي الجبهة السياسية الإسلامية، ومن ثم ماجت البلاد في دوامة الانقلابات العسكرية والبرلمانية.. فكأنما رحيل الأزهري يتماهى بصورة أو أخرى مع رحيل تراهقا بعد هزيمة جيوشه وتقهقره جنوبا ثم موته الفاجع.

    ... موت زعيم وطني تاريخي (الأزهري) وتدمير الحزب الوطني الوحيد وحدوث انقلاب عسكري واستحكام الطائفية والعقائدية السياسية وحدوث فراغ سياسي هائل، كلها متغيرات خطيرة حدثت وتداخلت خلال فترة زمنية قصيرة.. هل ترى كانت تلك مجرد محض صدف أن تتزامن كل تلك الأحداث الجسام في وقت واحد؟. أنا شخصيا لا أؤمن بالصدفة المركبة خاصة في المجال السياسي لأن النتيجة الفاضحة هي خروج السودان عن سكة المستقبل حتى يومنا هذا.. فمن المستفيد إذن؟. لا جدال أن الطائفية والعقائدية هي المستفيد الأكبر بدليل أنها أحكمت قبضتها على البلاد منذ تلك الحقبة، منذ أن تحالفت داخل الجمعية التأسيسية وطردت نواب الحزب الشيوعي. ومن المهم جدا أن نعرف أن عددية عضوية الحزب الشيوعي لم تكن تكفي لتبليغ نائب واحد عتبة البرلمان حتى لو أضفنا إليها الذين كانوا يؤيدون برنامج الحزب. وعليه فإن غالبية الخريجين الذين صوتوا لنواب الحزب الشيوعي كانوا بالتأكيد خارج عضوية الحزب الشيوعي السوداني. لقد أدرك الخريجون بحسهم الوطني وتفاعلهم داخل الحركة السياسية آنذاك أنه لابد من كسر حدة سيطرة أحزاب الطوائف على البرلمان برموز وطنية. لذلك لم يتم طرد النواب لأنهم نواب عن الحزب الشيوعي، بل لأنهم كانوا رموزا وطنية تمثل تيارات وطنية عريضة غير شيوعية لكنها مناهضة للطائفية والعقائدية السياسية. ومنذ ذلك الوقت عمدت الزعامات الطائفية والعقائدية إلى تصفية الكفاءات والكوادر الوطنية (الخريجين).. بيدها وبأيدي حكوماتها العسكرية.. عن طريق الإرشاد والوشاية (راجع تحليلي قبل الأخير تحت عنوان زمن الصديد).

    على أن قرار الاندماج في حد ذاته يدل أن الحزب الوطني الاتحادي لم يبتعد كثيرا عن أحد محاور هذا السياق ألا وهو مأزق قبضة الرجل الواحد حتى لو كان هذا الرجل هو إسماعيل الأزهري بكل قامته النضالية الفارعة. ولا ريب أن زعامات الحزب الوطني الاتحادي آنذاك تتحمل قدرا عظيما من مسؤولية فناء الحزب إذا علمنا أن إسماعيل الأزهري كان أكثر السياسيين خضوعا للآلية الديموقراطية. وحتى قرارات تنحية عدد من قيادات الحزب التي أصدرها الأزهري تحت عنوان جملته الشهيرة "إلى من يهمهم الأمر سلام" فقد تمت بموافقة الجناح الغالب من قيادات الحزب الوطني الاتحادي التي قبلت الاندماج. فقد كان في مقدور تلك القيادات وقف عملية الدمج حتى لو اقتضى الأمر تكريم الأزهري عن الأداء المباشر والمحافظة عليه كرمز وطني للسودان وللحزب. لكنهم استهانوا بمقدرة الطائفية على الالتفاف والاحتواء والسيطرة تماما مثلما استهان الأشراف بدهاء الخليفة عبد الله التعايشي فدارت عليهم الدائرة وضاقت عليهم الأرض بما رحبت. المهم أن المحصلة النهائية أن الحزب الطائفي الصغير (الشعب الديموقراطي) التهم الحزب الكبير (الوطني الاتحادي) وتغذى به فأصبح لدينا الحزب الاتحادي الديموقراطي الموجود حتى يوم الناس هذا وعلى رأسه مكاوية الطائفية (راجع كتابي "الطريق إلى الدولة" دار جامعة الخرطوم للنشر والتوزيع). وإذا كانت تلك تجربة الأزهري مع الطائفية، فإن تجربة ما كان يعرف بالتجمع الوطني قرينة أخرى على خطر التغلغل الطائفي في الحركة السياسية والتيارات الوطنية السودانية. فقد استخدم زعماء الطوائف التيارات السياسية المعارضة كورق محارم ثم انفلتوا وأبرموا اتفاقات شخصية ومباشرة مع الحكومة الشمولية الراهنة. ورحم الله الشريف حسين الهندي الذي قال "احذروا سارقي الثورات..." وكان يعنيهم بدقة.
                  

العنوان الكاتب Date
سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 10:35 AM
  Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 10:44 AM
    Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 10:48 AM
      Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 11:00 AM
        Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 11:15 AM
          Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 11:23 AM
            Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 11:30 AM
              Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 12:10 PM
                Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 01:20 PM
                  Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 01:28 PM
                    Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 01:37 PM
                      Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 01:47 PM
                        Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-23-08, 09:35 PM
                          Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. amin siddig01-23-08, 11:46 PM
                            Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-28-08, 02:11 AM
  Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Ahmed Al Bashir01-24-08, 00:13 AM
    Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-28-08, 02:16 AM
  Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. M A Muhagir01-26-08, 05:15 PM
    Re: سالم أحمد سالم يشن هجوما لا نظير له على القيادات الطائفية السودانية .. Abdel Aati01-28-08, 02:21 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de