ألـحـقـوا الشمالية ......قبل قــــوات الاوان .

Quote: الشمالية:والٍ جديد في المحك..! تقرير: احمد فضل كل الذين اعتلوا المنصة في أمانة الحكومة بالولاية الشمالية خلال المهرجان الشعبي لاستقبال الوالي الجديد عادل عوض سلمان ،ووداع سلفه ميرغني صالح السبت الماضي، كانوا لا يملون تكرار الحديث عن ضرورة وحدة الكلمة والصف، وكأنها هي الشئ الوحيد المفقود في الولاية..! ويبدو ان خروج البعض فور صدور قرار الرئيس عمر البشير باقالة صالح وتعيين سلمان للتظاهر في دنقلا تأييدا للوالي القديم، جعل الكثيرين يتحسسون الاراضي التي هم عليها، ودفع بسؤال دار في ذهن القيادات التي رافقت الوالي الجديد في تتويجه، دون أن يبوحوا به للعامة هناك، وهو: هل فيروس القبلية الذي استشرى في معظم أجزاء السودان انتقل الى الشمالية؟ ان الشمال ظل أهله زاهدين لعدة عقود في أية خدمات أو تنمية يقدمها المركز، فالمواطنون هناك ظلوا قيمين على التعليم والصحة ورصف الطرق عبر الجهد الشعبي، وحتى الكهرباء والمياه كانوا يديرون امرهما بأنفسهم، لكن الآن يبدو ان الحكومة بدأت تعير المنطقة بعض الاهتمام، خاصة بعد انشاء سد مروي والتفكير في انشاء سدي كجبار ودال، بجانب ان الكهرباء وشبكات المياه بدأت تعرف طريقها الى قرى ومدن الولاية، كما ان المنطقة بدأت تشكل اهمية مع اقتراب الانتخابات العامة، وهذا ربما جعل المؤتمر الوطني يفكر ألف مرة في من يوليه على الشمالية، وهو ما عبر عنه مستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل خلال مراسم تنصيب الوالي، بقوله،ان عادل عوض يأتي للولاية في مرحلة مهمة من تاريخ السودان تتمثل في مرحلة الانتخابات والتداول السلمي للسلطة. وأقل ما يمكن ان يوصف به الوالي الجديد، انه كان من النافذين الذين يعملون خلف الكواليس في المركز، وهو يعد من القيادات الشابة في المؤتمر الوطني، وربما سمع به الكثير لاول مرة عندما اعلنه الرئيس واليا، رغم انه ظل قريبا طوال سني حكم الانقاذ من مراكز صنع القرار، ويقول مستشار الرئيس ان البشير قال انه نظر في قيادات الشمالية فأختار أصغرهم واكثرهم همة ونشاطا.. ويبدو ان الرئيس انتهج نهجا تأصيليا يبرر به اقالة صالح وتولية سلمان، عندما يذكر اسماعيل ان الرجلين كمثل خالد بن الوليد وابوعبيدة عامر بن الجراح، عندما نحى امير المؤمنين الأول عن قيادة جيش المسلمين وهو في قمة انتصاراته ليوكلها الى ابن الجراح..! ويضيف اسماعيل انه ما لحق خطب بالانقاذ حتى تلفتوا بحثا عن سلمان، الأمر الذي جعل الثقة فيه كبيرة، كما مضى وزير المالية الاسبق الدكتور عبد الوهاب عثمان في ذات الاتجاه عندما وصف الرجل بأنه ملحاح وعالي الحماسة في انجاز أعماله. لكن أكثر ما سيكون مزعجا ومقلقا في مفكرة أعمال الوالي الجديد، هو كيفية التعامل الأمثل مع شئ اسمه ادارة سد مروي والتي تتمتع بصلاحيات واسعة في ولايتي نهر النيل والشمالية، حيث انها تتبع مباشرة الى رئاسة الجمهورية. وسيكون المحك تحديدا في كيفية التعامل مع قرار رئيس الجمهورية 206 لسنة 2005م والخاص بمصادرة اراضي للزراعة تتجاوز المليون فدان لصالح ادارة سد مروي، وهي اراضي توازي مناطق الولاية على طول النيل من مروي وحتى بنة حيث يؤمل ان تسقى من ترعة تشق من السد، وكانت قيادات المؤتمر الوطني بالولاية الشمالية قد رفضت القرار في لقاء مع الرئيس، وتم التوصل الى تسوية لاحقا تعطي كل قرية 5 كيلومترات وكل مدينة عشر كيلومترات، وهي تسوية وفقا لمصادر مطلعة تحدثت الى «الصحافة» تخرج ادارة السد من المولد بلا حمص ولا يبقى أمل أمامها، أي ادارة السد، الا بتعوض الأهالي وهو ما يكلف أموالا طائلة يصعب الايفاء بها، ليظل القرار معلقا بين السماء والأرض بلا حل حتى الآن يرضي كل الأطراف. الى جانب ذلك ستكون حكومة الشمالية برئاسة عادل عوض في مواجهة معضلة اقناع الأهالى المتضررين من قيام سدي كجبار ودال بضرورة اقامة هذين السدين اللذين يوفران اكثر من 1200 ميغاواط تقريبا، خاصة مع الأجواء المعادية لقيام سد كجبار والتي خلفتها احداث كجبار التي راح ضحيتها خمسة مواطنين من المناهضين للسد. أيضا من الصعوبات التي تواجه الوالي الجديد النزعة القبلية التي تجلت عندما تظاهر عدد من انصار الوالي السابق ضد قرار اقالته، ولم أجد صعوبة وانا اتحدث الى العديدين من المشاركين بالاستقبال، في ان يشيروا الي ان المسؤول الفلاني من المحس وذاك من الشايقية وهذا من البديرية، وهكذا... يبدو ان فقه الموازنات كان حاضرا في تشكيل الحكومة الولائية. ورغم ذلك كان الخطابان اللذان ألقاهما سلمان وصالح يحويان لهجة تصالحية واضحة، فقد حرص الوالى السابق على ابداء رضائه التام باقالته بل مضى مؤكدا استعداده للعمل في عون خلفه، بينما أثني سلمان على مجهودات صالح قاطعا بانه سيلجأ لمشاورته في امور الولاية. أما ما يخص الناس في الولاية فكل المشكلات تتعلق بالزراعة التي يمتهنها معظم سكان الولاية، وأكد لي المزارع سليمان محمد الحسن من منطقة أمري 2 انهم كمزارعين يواجهون عدة صعوبات في الحصول على المدخلات الزراعية، كما ان غلاء الجازولين والأسمدة يجعل تكلفة الانتاج باهظة للحد الذي يفقر المزارع، اضافة الى الآفات وخاصة الدودة القشرية التي تتلف النخيل والعسلة التي تقلل من انتاجية الفول المصري.. كل هذه المشكلات التي تهم عوام الناس سيكون مطلوبا من الوالي الجديد ان يسهم في حلها قدر المستطاع. وستكون من مهام الوالي الجديد مواصلة اعمال التنمية والخدمات والتي قال عنها عبد الوهاب عثمان ان الولاية شهدت طفرة في هذا المجال خلال الثلاث سنوات الماضية بشكل يفوق كل ما تم تشييده منذ الاستقلال، ومما يعين الوالي على ذلك انه لم يكن بعيدا من تلك الجهود، التي أفلحت في رصف مئات الكيلومترات من الطرق في الدبة ودنقلا وحلفا وكرمة وعبري وكريمة ومروي، بجانب كبري السليم دنقلا الذي نفذته ادارة سد مروي وينتظر افتتاحه خلال اليومين القادمين. ان الناظر للوهلة الأولى يمكنه القول بأن ادارة ولاية مثل الشمالية سيكون سهلا، لكن في حقيقة الامر ان هذه المهمة هي من الصعوبة بمكان، خاصة وان الناس في تلك المنطقة يتمتعون بحس سياسي كبير وحساسية مفرطة تجاه الأشياء، حيث انهم لم يكونوا في انتظار طريق الأسفلت القادم من امدرمان لينقل اليهم المدنية، التي يبدو انها متجذرة هناك..!