العطش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 07:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-11-2008, 01:41 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20364

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العطش (Re: محمد حيدر المشرف)







    آه يا محمود ... لا تعلم كم هو موجع انتزاع هذه

    الخلايا ... كم هو موجع النزوع اليها ... كم هى موجعه حيث

    هى الان .. اعلم ان هذه المسارات الثلاثه غير متوازيه , تقاطعها

    داخل هذا الجسد وخارجه ليس خيارا ... ولكن , هذا انا ... تماما

    كما قال التشكيلى كاظم العراقى ( هذا انا .. هذا جسدى

    اراه فى الرؤيا من الداخل ... كما كنت اراه وانا فاقد الوعى

    .... انا استقرئ ولا احلل .. هى الرؤيا تركتها لحالها فانطلقت

    حرة مثلما رأيتها ...)
    - طافت تلك الخاطره بذهن منعم وهو يسترجع بعض الذكريات التى

    بدت موغلة فى القدم .. وكأنها كانت منذ الازل .. كانت قد مضت

    بضعة اشهر كالحات منذ استشهاد احمد بين يديه واعتقاله الذي دام

    اياما معدودات بدت كدهور عجفاء كرست احساسه المقيم بالعطش

    ... خرج من المعتقل ذات ليل حين قادوه بعربة وهو معصوب العينين

    وانزلوه فى ميدان ابو جنزير ... كان فاقدا لاى احساس بالزمن ..

    تطارده صوره احمد احيانا واحيانا صور زبانيه الامن الغلاظ .. واخذ يمشى

    ويمشى صوب امدرمان .. طافت صورة سلمى بخاطره عند اجتيازه الكوبري

    ... وقف طويلا امام قبه الامام المهدى حتى زجرته احدى دوريات الشرطه

    طرق باب بيتهم طويلا قبل ان تفتح امه الباب .. لم يبكى على احمد الا

    فى حضن امه التى بادلته البكاء والقبل طويلا .. تردد كثيرا ضحى اليوم

    التالى فى الذهاب الى الجامعه .. كان اكثر ما يخافه رؤيته لعيون

    سلمى يجللها الاسى .. لا لم يكن يخاف الاسي بعيونها .. كان يخاف تلك التهمه التى ما استطاع نفيها قط ..

    كان يخافها ان تطل من عينيها .... هل كنت يا منعم مسؤولا عن موت احمد ؟ ..

    .. اواه ما هذا الجحيم . استقبله الطلاب بحفاوة فاقت حتى تصوراته .. تجمعوا

    حوله معزين ومباركين .. بحثت عيناه طويلا عن سلمى .. لم يجدها ..

    ولن ... لم يلتقيها الا بعد عدة اشهر للحظات قليله توقف عندها الزمان .. توقفت كرته

    الارضيه عن الدوران .. توقف قلبه قليلا قبل ان يتأكد من تهمته تنطق

    بها عيون سلمى فى جرأة ووثوق .. كان ذلك بمنزل نسرين .. مرت

    ايام قليله قبل ان يلتقيها جوار قاعة سيد المبارك بكليه الصيدله ذات

    نهار كالح ... تبادلنا التحايا سريعا قبل ان تقول

    - منعم ... انت عارف كويس انو مافى فايده .. هكذا ومضت

    آه يا سلمى ... لماذا تركتينى وحيدا .. زبونا لكل المطارات


    البعيدة , والبلاد الماسخه , والشوارع الجحيم ... اشتاق لطعم

    الحليب فى غياب ( سيد اللبن ) ... وأزرع الشوارع بالقصائد

    والغياب ..
    وتريد لى يا محمود الآن حبيبة اخري واطفالا قصائد وتفاصيل


    اخري رحيمه ..؟

    تريد لى يا محمود وطنا اكونه مناضلا وعاشقا وفارسا نبيل ؟؟..

    ليس لى الان هذا الوطن ... ذاك التراب الهناك .. محض

    تراب .. محض شموس لا تجي الا بالنهارات الزيف والطيور

    الميته والمحاذير ... وطن لا يلبى اشتهاءاتنا البسيطه ... ويغتال

    حلم اغانينا الفارهات .. تراب لا نطير اليه عشاقا فنلقى

    عشاقا ... وطن يقابضنا حبه بالنزيف .. ولكنى ارفض المساومة ,

    اذن .. ليس عندى الا ان اتم قصيدتى قبل القيام الاخير

    ثم اغيب .. اغيب اليها .. فلسلمى ما تبقى من رحيق ..

    ولى منها زاد الاف المساءات المقبله ذات المطر الشجين ,

    وخاطر .. وقصيدتين .... وارض الله واسعه .. وستكون واسعه

    حتى يغادرنى الحنين .. هكذا اعلن محمود درويش , نعم

    الخيارات مفتوحه .. ولكنها غير مستقله لان المسارات غير

    متوازيه .. تتقاطع حتما بفعل المساوقه اللااراديه نحو نهايات

    متواطأ عليها سلفا .. اذن لا وجود للخط المستقيم .. هذي

    هى ثقافة الدوران التى ارفضها .. وانت ما زلت تدور

    بسيارتك الصغيره , والمدينة تلبس ثوب دعارتها كى تتعري

    من هذا الزيف العالق فى عيون ساكنيها .. وتدعوهم

    للجحيم .

    نقترب الان من منزل محمود .. يزداد يقينى ان لمحمود ما يخفيه

    مما زاد توتري .. ما عدت اطيق المفاجأءات .. اصبحت اضيق
                  

العنوان الكاتب Date
العطش محمد حيدر المشرف01-09-08, 10:18 AM
  Re: العطش محمد حيدر المشرف01-10-08, 10:19 AM
  Re: العطش محمد حيدر المشرف01-11-08, 01:41 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de