في رثاء القدال / د. محمد محمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 10:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2008, 06:38 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18729

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في رثاء القدال / د. محمد محمود

    http://www.sudaneseonline.com/ar/article_16524.shtml


    في رثاء القدال

    د. محمد محمود

    بموت محمد سعيد القدال فقدنا مثقفا تقدميا متميزا التحم عمله الأكاديمي بهمه السياسي التحاما وثيقا وظل يثري حركة الفكر في السودان بهمة لا تفتر ونشاط لا ينقطع إلى لحظة غيابه . وهذا الالتحام الوثيق بين الخطاب الأكاديمي بتقاليده العلمية وبين الخطاب السياسي بطروحاته والتزاماته كان عند القدال التحاما طبيعيا ، لا ينطوي على تكلف أو اصطناع أو اختزال . ولأن الالتحام بين الأكاديمي والسياسي لم يكن عند القدال مجرد أمر شاغل يومي مباشر لا يفتأ يضغط بثقل عبئه الصارم (وهو ثقل وعبء أضحى على وجه الخصوص خانقا بل وقاتلا منذ يونيو 1989) وإنما أيضا أمر تفكير في المستقبل وأمر انحياز للمستقبل فقد كان من الطبيعي أن يكون القدال صاحب مشروع فكري . ولأنه كان صاحب مشروع فكري فقد كان صوته متميزا بين المؤرخين المعاصرين لتاريخ السودان ، صوت جعله صاحب مدرسة في المدرسة التاريخية السودانية .



    ومايلخص مشروع القدال الفكري هو تطبيقه المرن والخلاق للرؤية الماركسية للتاريخ أو المادية التاريخية على مادة التاريخ المعاصر للسودان . وفي تقديري أن الإنجاز الأساسي للقدال في هذا المضمار كان دراسته للمهدية ، الحركة الأهم في تاريخنا المعاصر التي ما زالت تلقي بظلها على واقعنا بكل مناحيه حتى يومنا هذا . واهتمام القدال بالمهدية لم يكن في رأيي نابعا فقط من حسه المهني كمؤرخ ، وإنما أيضا من حسه الكبير كمثقف ثوري يعمل من أجل التغيير ويرى في فهم المهدية وتحليلها وتفكيكها حلقة هامة من حلقات تأسيس وعي تغييري . ومسألة الوعي هذه ومركزيتها أدركها القدال ليس فقط في حالة مشروع الثورة السودانية في زماننا الراهن وإنما أيضا في حالة الثورة المهدية . وبهذا الصدد سبق أن كتبت الآتي في استعراضي لكتاب القدال (الإمام المهدي : لوحة لثائر سوداني) (الخرطوم : مطبعة جامعة الخرطوم ، 1985) : " خطة الكتاب تعكس منهج د. القدال في تناول الظاهرة التاريخية ، فالقيمة التاريخية لفعل الفرد تنبع من تداخل هذا الفعل مع السياق التاريخي الاجتماعي العام الذي يعيش الفرد في ظله . وبالتالي وحتى نفهم الفعل التاريخي للفرد لابد أن نستوعب طبيعة الجو التاريخي الذي تنفسه ، إذ أن ذلك يتيح لنا معرفة مختلف المؤثرات التي شاركت في صياغة تكوينه النفسي وتشكيل ذهنه . وهكذا فمنهج المؤلف يؤكد أولوية الواقع التاريخي الملموس في النظر للفعل الفردي ، إلا أنه لا يختزل ذلك لمادية مبتذلة تتجاهل تعقيد الواقع الاجتماعي من ناحية وتعقيد الواقع النفسي من ناحية أخرى . فمن العبث أن ننكر الصلة القائمة بين الوعي وبين الواقع العيني بكل ما يمور به . إلا أن المشاكل تبرز عندما نفحص طبيعة هذه العلاقة ، فهناك موقف يعبر عن اختزال تبسيطي يرى في الوعي انعكاسا آليا للواقع العيني وبالتالي يكون الوعي محكوما بتبعية جوهرية تلازمه دائما ، لا فكاك منها . ويقابل هذا موقف آخر يؤكد إمكانية استقلال الوعي ، وخاصة عندما يعبر عن نفسه كإيديولوجية ، بل ويذهب إلى إمكانية إنقلاب هذا الوعي على الواقع العيني بهدف إعادة صياغته . " (الأيام الثقافي ، 14 سبتمبر 1985) .



    ولفد تبنى القدال الموقف الثاني الذي يؤكد على قدرة الوعي على الانقلاب على الواقع وإعادة تشكيله . وبذا فإن منهج القدال عكس ذلك التوتر الجدلي الدائم في حركة التاريخ أو ما تسميه أدبيات الماركسية بجدل الضرورة والحرية . فهو لا يفتأ يحدثنا عن " البنية الاقتصادية – الاجتماعية " ويجتهد في الإمساك بخيوط هذه البنية وتحليل عناصرها ، إلا أنه يؤكد في نفس الوقت على عنصر الحرية والإرادة البشرية في سعيها الدائم لتغيير هذه البنية وخاصة عندما تستند هذه البنية على استلاب الإنسان وتغريبه عن إنسانيته .



    وانحياز القدال لقضايا التغيير والعدل والمساواة لم يكن انحيازا طبقيا ، إذ أنه لا ينتمي طبقيا للمسحوقين والمعدمين والمهمشين . وهو في هذا لا يختلف عن غالبية مثقفي السودان ومثقفي البلاد الأخرى الذين انحازوا لبرنامج اليسار بفعل انحياز أخلاقي لأنهم يرفضون ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ويسعون لبناء عالم ينتفي فيه هذا الظلم . ولقد دفع القدال ثمن انحيازه للتغيير ولعالم أكثر إنسانية سجنا وتشريدا في ظل نظامى نميري والبشير . إلا أنه ظل ثابتا ، يقدم العطاء تلو العطاء .



    ويظل ما حققه القدال لبنة صلدة من لبنات التغيير . ويظل ما أثاره من مسائل وقضايا زادا فكريا ثرّا لكل المهمومين بقضايا التغيير .



    محمد محمود

    محاضر سابق بآداب الخرطوم
                  

العنوان الكاتب Date
في رثاء القدال / د. محمد محمود بكرى ابوبكر01-08-08, 06:38 PM
  Re: في رثاء القدال / د. محمد محمود احمد الامين احمد01-08-08, 09:24 PM
    Re: في رثاء القدال / د. محمد محمود Bushra Elfadil01-09-08, 07:43 AM
      Re: في رثاء القدال / د. محمد محمود Abureesh01-09-08, 08:41 AM
        Re: في رثاء القدال / د. محمد محمود saif basheer01-09-08, 03:23 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de