|
خالد صالح يونس
|
قبل أعوام أربعة قاسمني نصف الرغيف و نصف السرير و نصف اللفافة شاب هادئ قادم من شمال النرويج. لصغر المدينة التي سكنها جاء الى
أوسلو يبحث عن فرق يعزف معها البيز جيتار.
في الليل عندما كنت أغزو ليل المدينة كان يبقى بالمنزل محتضنا سماعة البيز ليتمرن و عندما أعود كنت أجده صاحيا سماعة الرأس تغطي
أذنيه و عيناه مغمضتان يفعل بالأوتار الأفاعيل.
نتونس حينها و يحكي لي عن رغبته في العزف مع أحدهم. خالد كان مصمما أن لا يفعل شيئا آخر.. في الوقت الذي كان فيه الشباب السوداني
يعمل بما هو متاح قال لي مرة: تعرف يا فاضلابي بس المزيكة دي. بعدها إفترقنا لفقرنا الشديد حينها و عدم قدرتنا على دفع الإيجار.
مرت السنون.. قبل شهر حضرت عرضا مسرحيا ألف خالد كل موسيقاه.. الآن خالد مشغول لدرجة لا يمكن تصديقها. يعزف مع ثلاثة فرق مختلفة
بإنتظام. و يطلبه أعضاء فرق أخرى و لكن وقته ضيق. فصاحبي الآن متزوج و عنده ولد جميل. عندما ألتقيه و أسأله عن حاله يجيب: أهو يا
فاضلابي.. و الله مزيكا بس.
حيوا معي صاحبي الموسيقي الناجح خالد..
فهو نموذج لشاب سوداني ناجح في أوسلو.
|
|
|
|
|
|
|
|
|